صحف سعودية ومواقع إعلامية تمولها السعودية تهاجم باستمرار الأشراف الهاشميين حكام مكة والمدينة في السابق وتتهمهم بأنهم تعاونوا مع الإنجليز(الكفار) في إسقاط الخلافة العثمانية وأن ذلك خيانة للأمة العربية والإسلام وتشترك معها في ذلك صحف تركية لأهداف وأغراض سياسية. الأشراف الهاشميين كانوا حكام الحجاز في السابق والى يومنا هذا لديهم شعبية بين الأسر الحجازية العريقة وآل سعود الذي يشعرون بالخطر على عرشهم يحاولون بإستمرار شيطنة الهاشميين من خلال التنميط والأحكام المسبقة التي يحاولون ترسيخها عنهم.
لكن الحقيقة التاريخية ورغما عن مزوري التاريخ والمتلاعبين بالحقائق والوثائق التاريخية تختلف عن ذلك إختلافاً تامّاً. الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس هي المؤسس الحقيقي للدولة السعودية الأولى, الثانية , الثالثة والرابعة التي بدأت مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي يعتبر الحاكم الحقيقي للمملكة العربية السعودية التي لولا بريطانيا لم يكن لها أي وجود أو كيان سياسي.
بريطانيا كانت تشعر بالقلق البالغ من محاولات حاكم مصر محمد علي أن يمد نفوذه في منطقة شبه الجزيرة العربية بالتعاون مع العثمانيين وذلك يعود الى مجموعة أسباب ولعل أهمها تهديد المستعمرة البريطانية في الهند ومحاولة محمد علي بناء جيش مصر حديث على الطراز الأوروبي مما يهدد مصالح بريطانيا في المنطقة.
الجاسوس البريطاني همفر الذي كتب في مذكراته أنه التقى محمد ابن عبد الوهاب في البصرة وأقنعه بنشر دعوته في منطقة شبه الجزيرة العربية لما سوف يخدم ذلك مصالح بريطانيا حيث سوف تنتشر الاضطرابات في المنطقة مما سوف يجعل مهمة غزوها عسكريا أكثر سهولة. وليام هنري شكسبير الممثل السياسي البريطاني في الكويت(١٩٠٩م-١٩١٥م) كان يقود قوات عبد العزيز آل سعود وقتل خلال معركة جراب سنة ١٩١٥ وضابط المخابرات البريطاني جون فيلبي كان مستشارا سياسيا وعسكريا وشارك في معارك قوات ابن سعود حيث ارتكبوا مجازر دموية ضد خصومهم من قتل المسالمين وإغتصاب النساء وسبي الأموال بفتاوي شيوخ الوهابية بأن خصوم ابن سعود كفار دمائهم, أموالهم وأعراضهم حلال.
الوهابيون وصمة عار في تاريخ الإسلام والمسلمين وجميع ما قاموا به كان في خدمة المصالح البريطانية ولاحقا الأمريكية في المنطقة. قوات إخوان من طاع الله ارتكبوا المجازر ضد خصومهم ولم يرحموا حتى النساء والأطفال. التحالف بين آل سعود وآل عبد الوهاب كان عبارة عن تحالف مصالح, الدين والسياسة. ولعل من يقرأ بعمق في تاريخ المنطقة سوف يجد ذلك التوافق الغريب بين مصالح آل سعود, آل عبد الوهاب وبريطانيا. عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثالثة كان يتلقى راتبا شهريا من بريطانيا ويضحك على أتباعه بأن الكفار البريطانيين يدفعون له الجزية.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment