العرب أمة لا تستحي

خطة كيفونيم أو سايكس بيكو-٢ أو برنارد لويس أو الشرق الأوسط الجديد جميعها تصف الأحداث ذاتها مع تغيير في الاسم ويمكن تلخيصها في تجزئة وتقسيم الدول المحيط بدولة الكيان الصهيوني ومن ثم الدول العربية الأخرى الى كانتونات طائفية, إثنية وعرقية. 

العراق سوف يتم تقسيمه الى دولة السنة في الوسط ويشمل ذلك بغداد ومناطق المثلث السني, دولة الشيعة في الجنوب و دولة الأكراد في الشمال. سوريا سوف يتم تقسيمها الى دولة العلوية في الساحل السوري, دولة السنة في حلب ودمشق و دولة الأكراد في مناطق القامشلي والحسكة ودير الزور. لبنان سوف يتم تقسيمه الى دولة الدروز في أجزاء من سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة, دولة السنة في طرابلس والمناطق المحيطة بها, دولة الشيعة في جنوب لبنان ودولة مسيحية في بيروت, جبل لبنان, بعلبك والشوف. مصر سوف يتم تقسيمها الى دولة النوبة في أجزاء من مصر والمناطق المقابلة لها في السودان, دولة قبطية في مناطق الصعيد, دولة سنية في القاهرة والمناطق المحيطة بها بينما سيناء سوف تكون مكان تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. الأردن سوف يكون وطن بديل للفلسطينيين من الضفة الغربية.

إن تغيير الأسماء لا يعني تغيير الأهداف وهو التقسيم وضمان أمن دولة الكيان الصهيوني. ولكن ذلك ليس إلا مجرد أسطورة وغسيل دماغ لأن الصهيونية أقامت دولتها المزعومة على أشلاء الفلسطينيين وهم مستمرون في المقاومة ودولة الاحتلال الصهيوني لا ترغب في السلام لأن ذلك يعني نهايتهم بسبب إنتهاء وظيفتهم و انتفاء الغاية والهدف الذي تم تأسيس تلك الدولة في سبيله. إن ذلك التقسيم لديه سوابق تاريخية لعل أوضحها الهند وباكستان حيث وبدلا من السلام والازدهار, هناك حدود ملتهبة توصف بأنها الأخطر في العالم لأن الدولتان تمتلكان السلاح النووي. المخططات التقسيمية سوف يتبعها تبادل سكاني من أجل تأسيس واقع ديمغرافي جديد.

إن من يعتقد أن السلام سوف يكون هو السمة العامة بعد تنفيذ مخططات التقسيم سوف يكون على خطأ ومن يعتقد أن مخططات التقسيم سوف تتوقف على الدول المحيطة بدولة الكيان الصهيوني سوف يكون أيضا على خطأ. الجزائر هي بلد غني بثروات طبيعية, سياحية وزراعية ويعتبر ضحية محتملة للتقسيم بين العرب و الأمازيغ. وهكذا فإن كل دولة لها ظروفها يقابلها ما يناسبها من مخططات التقسيم. 

الغزو الاجتماعي والثقافي كان يسبق مرحلة الغزو العسكري بوقت طويل. ولعل الملاحظ هو أحداث الربيع العربي حيث كان برنارد هنري ليفي يصول و يجول بكل حرية في عدد من البلدان خصوصا ليبيا ويتأمر في الوقت نفسه على سوريا. الماركات التجارية الأمريكية غزت واحتلت بلدان المنطقة قبل أن عملية تدخل عسكري استخباري. مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية, أفلام هوليود, السيارات الأمريكية, الصناعات الطبية خصوصا اللقاحات قد نجحت في غزو واحتلال الدول العربية التي أصبحت ساقطة حكما ثقافيا واجتماعيا.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية