الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد نجح في أن يجعل سوريا رقعة على طاولة الشطرنج وليست مجرد أحد قطع اللعبة التي يمكن الإطاحة بها بسهولة. إن أي محاولة من أجل تغيير رقع طاولة الشطرنج سوف تؤدي الى نتائج كارثية. الولايات المتحدة تعمل بإستمرار منذ سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي على تصفية خصومها في الكتلة الشرقية وفي أوروبا وتوسع حلف الناتو حتى يضم عددا من تلك الدول.
الأزمة السورية سوف تؤدي الى تفجير حلب إقليمية رئيسية وذلك كتبت عنه في عدة مواضيع سابقة. الولايات المتحدة وروسيا تتواجهان في سوريا وعندما لم يكن الممكن التوصل الى نتيجة حاسمة, إمتَدَّت الى اليمن, أوكرانيا وإفريقيا حيث وقعت مجموعة من الانقلابات التي دعمتها روسيا. الصين تقف حذرة وتراقب الجميع وتستفيد من الدروس والعبر والأحداث التي يتعرض لها حلفائها. الولايات المتحدة والناتو يرسلون الأسلحة الى أوكرانيا والسلاح الروسي وصل الى المقاومة في قطاع غزة ولبنان واليمن حيث هناك أحاديث عن إرسال صواريخ الدفاع البحري بي-٨٠٠ أونيكس(ياخوت) الى اليمن.
القوات الإسرائيلية التي سوف تحاول التوغل في لبنان سوف تجد الكثير من المفاجئات خصوصا صواريخ الكورنيت الروسية المضادة للدبابات. المقاومة الفلسطينية نجحت في تحويل قطاع غزة الى محرقة للدبابات والمدرعات الإسرائيلي من خلال أسلحة محلية الصنع أشهرها القاذف ياسين-١٠٥ والأسلحة الموجودة في حوزة حزب الله أضعاف مالدى حماس في قطاع غزة. وقد أعلن حزب الله مؤخرا تدمير ٣ دبابات ميركافا أثناء محاولة توغل قوات إسرائيلية في الأراضي اللبنانية.
سوريا تصنع التاريخ وذلك ما يرفض الاعتراف به إعلام البترودولار والجوقة الإعلامية المنافقة المشغولة في طاعة ولاة الأمور. الدعم السوري للمقاومة الإسلامية في لبنان وكتائب عز الدين القسام في فلسطين جعل من الصمود أمرا ممكنا. الإعلام الإسرائيلي توقف تقريبا عن الحديث عن عمليات قواته في قطاع غزة ويحاول إرسال ما تبقى من دبابات في محاولة من أجل غزو جنوب لبنان. ولكن المشكلة أنه بالمقارنة مع قطاع غزة, من حيث المساحة والأسلحة التي يمتلكها حزب الله, الخسائر الإسرائيلية سوف تكون ضخمة وأضعاف خسائرهم في غزة.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment