Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, November 5, 2019

حروب الولايات المتحدة من أجل الرب أو النفط

هل الأمر يتعلق حقا بالنفط أم أن هناك أمورا أخرى لا يعلمها إلا السياسيون وربما رجال الدين؟
لاتظنوا أن هذه المشاركة ذات طابع إلحادي. في الحقيقة عندي مشكلة مع الإلحاد والملحدين, لقد قتلوا مئات الملايين من البشر في حروب عبثية وهدموا مدن كاملة على رؤوس سكانها واغتصبت النساء خصوصا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. ولكنني أعترف أنني أعاني من مشكلة في فهم كيف يسمح الرب بكل ذلك. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفهم كيف يفكر الرب في الكتاب المقدس أكثر من الجميع, إنه يفكر بالنفط.
ماهي مشكلة الرئيس الأمريكي في سوريا؟ 
هل هي حقوق الإنسان؟ وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن مئات الآلاف من القتلى والمعتقلين في سوريا. الفظائع التي ارتكبتها القوات الأمريكية في العراق خصوصا السجون والمعتقلات الرهيبة ليست مادة مفضلة لوسائل الإعلام الأمريكية مثل فوكس نيوز أو السي إن إن, لا أحد يطالب بإحالة المسؤولين الأمريكيين عن تلك الفظائع الى محكمة العدل الدولية. خلال فترة حكم رئيس تشيلي أوغستو بينوشيه(1973-1990) إختفى عدة آلاف من مواطني دولة تشيلي وكانت جثث المعارضين تعلق في الشارع لنشر الرعب بين المواطنين, بعض تلك الجثث تكون مقطوعة الرؤوس. نظام الحكم العسكري في الأرجنتين قتل الآلاف وإختفى آلاف آخرين ومع ذلك, لم يتم إرسال مسؤول واحد الى محكمة العدل الدولية.
هل مشكلة الرئيس الأمريكي أنه يرغب في حماية الأكراد أو لايرغب في ذلك أو ماذا يريد منهم تحديدا؟
الإجابة هي لا. فقد تخلى عنهم بعد أن استخدمهم كما فعل سابقه جورج بوش والولايات المتحدة مشهورة بأنها تتخلى عن حلفائها ومن يساعدونها ولا تحترم إلا الأقوياء مثل رئيس كوريا الشمالية الذي سخر منه الرئيس الأمريكي بأنه صاحب الصاروخ الصغير ومع ذلك سارع الى لقائه ومحاولة التفاهم معه. دونالد ترامب يحترم صاحب الصاروخ الصغير أكثر من إحترامه صواريخ العرب الكبيرة العابرة للقارات.
في الحقيقة الرب يحبنا ولكنه أيضا يحب النفط. إن جميع الدول التي ذكرت في العهد القديم والتي تتعلق بها نبوئات نهاية العالم وعودة المسيح تحتوي على النفط. العراق, سوريا, مصر, وحتى في فلسطين تم اكتشاف احتياطات ضخمة من الغاز وربما النفط. وقد يسأل البعض ماذا عن المملكة العربية السعودية؟ أجل, لقد ذكرت في التوراة في سفر حبقوق(3:3), سفر التكوين(21:17), إشعياء(42:17,21:14) وسفر التثنية(33:2) وفي أماكن أخرى من الكتاب المقدس. وفي النبوئات المسيحية كما هي الإسلامية, تذكر مجموعة من الدول والتي يرتبط مصيرها بعودة المسيح والمعركة الكبرى الفاصلة بين المسلمين وخصومهم والتي تعرف بإسم (أرماجيدون) وكذلك المهدي عند المسلمين. الأساطير الدينية الإسلامية تعترف بعودة يسوع المسيح وبأنه سوف ينزل عند المنارة البيضاء في دمشق. وفي فلسطين, سوف تجري أحداث المعركة النهائية والفاصلة التي تعرف بإسم أرماغيدون بين قوات المسلمين وخصومهم وذلك كما تقول النبوئات المسيحية. أما بالنسبة للمسلمين, المعركة الكبرى سوف تجري في سوريا في مكان على مقربة من مدينة حلب, سهل منبسط يدعي مرج دابق وسوف يكون مركز قيادة المسلمين ومعسكرهم الرئيسي في دمشق في منطقة الغوطة. إذا نعود دائما الى سوريا وأهميتها في النبوئات الإسلامية والتوراتية. في إشعياء(17:1, 7:8) هناك نبوئات تتعلق بتدمير دمشق بسبب العداوة بين أرام وبني إسرائيل.
ولكن ألم أكتب قبل ذلك موضوعا أن الأمر كله يتعلق بالنفط؟ الإجابة هي نعم, ولكن هذا الموضوع لايغير من الحقائق في الموضوع السابق, إن علاقة الولايات المتحدة بالنفط هي إما الحصول عليه أو منع الأخرين من ذلك حتى تتمكن من التحكم بالسياسة العالمية وهو أمر سوف يؤدي في النهاية الى فرضه أساطيرهم الدينية والميثولوجيا الخاصة بهم على الآخرين وتحقيق انتصاراتهم الكبرى في معارك فاصلة يتحدثون عنها في نصوص دينية. السيطرة على النفط هي هدف استراتيجي للولايات المتحدة التي يتحكم بها اليمين المسيحي المحافظ الذي يؤمن بحرفية الكتاب المقدس وصدق جميع الأساطير والنبوئات التي ترد فيه. ولكنني في الختام مازلت لا أفهم كيف تجري الأمور في الطبقات العليا من السماء, كيف يؤمن آخرون بنصوص يسبغون عليها صفة القداسة والوحي وهي تتحدث عن أوامر إلهية بقتل الأطفال والشيوخ وحتى الحيوانات وإغتصاب النساء. لا أفهم كيف يؤمن شخص أحمق بأن تفجير نفسه في سوق شعبي يرتاده مسلمون مثله سوف يكون طريقه الى الجنة لأن أولئك المساكين قد يختلفون معه في بعض الأمور العقائدية. من خاض الحرب العالمية الأولى والثانية؟ هل هم الملحدون أم مسيحيون مؤمنون؟ ولو كانوا حقا مؤمنين برسالة المسيح في نشر السلام, لماذا قتلوا ملايين البشر في حروب عبثية تافهة؟
أسئلة سوف تبقى دون إجابة
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

4 comments:

  1. مقال قيم يتضمن معلومات مفيدة ، بيدأن الحروب ليس وقفاً على أمريكا افتعالها وممارستها ، بل العديد من الدول قامت فيها حروب لا صلة لها بأمريكا ولا بالنفط ، وكانت وما زالت تبرر أو توصف بأنها من أجل استرضاء الرب ( الإله ) والتقرب اليه ، ومن هذه الحروب وأبرزها بذات الصفة الدينية ، تلك المسماة فتوحات اسلامية التي حصلت وشملت معظم دول وشعوب الكرة الأرضية في زمنٍ لم تكن فيه أمريكا موجودة ولا النفط قد ظهر بالمضمون الصناعي المغري للتنافس ثم الحروب للإستحواذ والاحتكار .

    ReplyDelete
  2. كلامك عن الفتوحات الإسلامية صحيح من الناحية التاريخية ولكنها حروب كانت في إطار طبيعي لو تعمقنا في دراستها. المسلمون إزداد عددهم وقويت شوكتهم وضاقت عليهم البقعة الجغرافية الضيقة التي كانوا يعيشون فيها, صحراء قاحلة مواردها محدودة. ثم إن معارك المسلمين كانت فيها الغلبة العددية لخصومهم ولذلك من الصعب توجيه الإتهام اليهم بغزو الأخرين لمجرد الغزو أو أنهم لم يكونوا في حالة الدفاع عن النفس مثل معركة مؤتة ومعركة تبوك.
    جميل أن يكتب أصحاب المدونات تعليقات متبادلة بدلا من محاولة تخريب مواضيعهم من الجحلط واللجان الإلكترونية.
    على فكرة كتبت لك تعليقا آخر يخص نشر التعليقات في مدونتك, التعليق الذي كتبته ردا على تعليقي لن يظهر حتى تختار أنت نشره أو عندك خيارات أخرى قد أوضحتها لك في التعليق.

    ReplyDelete
  3. انا من السعودية ادخل مدونتك أحيانا بس عشان يجيك فلوس بالتوفيق ومقالاتك ممتازه الله يوفقك

    ReplyDelete
    Replies
    1. لا يأتيني نقود من المدونة وإن كنت قد فكرت في مسألة الإعلانات ولكنني ألغيت الفكرة للمحافظة على فكرة المدونة وهدفها الغير ربحي

      Delete