Flag Counter

Flag Counter

Sunday, November 17, 2019

أكلت يوم أكل الثور الأبيض

إن اللحظات التي تكتب بداية الحرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما يتمنى بعض دهاقنة التياسة الذين ينعقون في الفضائيات أو يكتبون في الصحف والمنتديات هي نفس اللحظات التي سوف تعلن بداية النهاية للمملكة العربية السعودية أو المملكة الرابعة كما يروِّج بعض أولئك الحمقى الذين يقتاتون من غبائهم ويعبرون عن آرائهم في كتابات تفوح منها رائحة الطائفية العفنة. الولايات المتحدة بعد توجيه ضربة عسكرية الى إيران كما يحلم بعض أولئك الحمقى سوف تبدأ البحث عن هدفها التالي في المنطقة. في كليات الأركان العسكرية الأمريكية، يتم تدريس الطلاب بأنه من المحتمل توجيه ضربة عسكرية الى الأماكن المقدسة في مكة والمدينة لو أن الأمور في العالم الإسلامي خرجت عن السيطرة. والسؤال هو هل هناك ما يردع الولايات المتحدة عن القيام بذلك؟ الماكينة العسكرية الأمريكية تبحث باستمرار عن هدف ما لأنه بدون ذلك، سوف تذبل تلك المؤسسة، السلام يعني انخفاض تجارة السلاح الى أدنى مستوياتها وانخفاض أسهم شركات السلاح وخسائر ضخمة لأشخاص يكسبون عيشهم من تجارة الحروب وسفك دماء الآخرين.
إن أحد الأسباب لحالة العدائية بين الولايات المتحدة وإيران هي أنها تحمل مسمى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي بالتالي تعتبر نقطة جذب للتيارات الإسلامية الشيعية في العالم باعتبارها مركزا روحيا للشيعة. سبب آخر هو أنها إيران تتبع سياسة اقتصادية مستقلة خصوصا في مجال الطاقة. كما أن البنك المركزي في إيران يعتبر مؤسسة حكومية ولا يعمل وفق نموذج بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وهو نموذج يتعرض للانتقاد حتى داخل الولايات المتحدة نفسها. مشكلة السياسة الأمريكية أنها متقلبة، الرئيس الحالي دونالد ترامب قام بإلغاء الاتفاق النووي الذي قامت الولايات المتحدة ودول أخرى بتوقيعه مع إيران خلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما. الولايات المتحدة تتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنها تسعى الى امتلاك السلاح النووي ولكنها لم تقدم الى العالم دليلا واحد على تلك الاتهامات، علينا أن نتذكر كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق والتي لم تجد القوات الأمريكية بعد كل تلك السنين أي دليل على صحتها. دولة الكيان الصهيوني تمتلك أسلحة نووية وترفض إخضاع منشآتها الى التفتيش والولايات المتحدة تتجاهل ذلك. دول مثل الهند وباكستان والصين تمتلك أسلحة دمار شامل بدون أن يثير ذلك الاتهامات والتهديد بفرض عقوبات اقتصادية.
أحد الاتهامات التي يتم توجيهها الى إيران هي مسؤوليتها عن أحداث 11/سبتمبر الإرهابية وهي اتهامات سخيفة تبقى بدون دليل حتى لو كان كاذبا. المتورطون في تلك الأحداث هم في أغلبهم مواطنون سعوديون يتبعون تنظيما سعودي المنشأ يخضع الى أوامر مواطن سعودي وإن كانت جنسيته قد سحبت منه في وقت سابق للأحداث. أي شخص من الممكن أن يلقي بالاتهامات يمينا أو شمالا مستغلا الأجواء السياسية في المنطقة حيث يتم تسليط أضواء الإعلام عليه. ولكن قمة المهزلة أن الجهات السعودية التي تقوم بترديد تلك السخافات سوف تكون معترفة بشكل تلقائي بأن إيران نجحت في اختراق المنظومة الأمنية في السعودية وتجنيد مواطنين سعوديين للقيام بأعمال إرهابية تنسب الى السعودية وتهدف الى ابتزازها سياسيا. يذكرني ذلك بمراهق سياسي فلسطيني يدعى جهاد الترباني كل رصيده كتاب عن مائة من العظماء في تاريخ الإسلام قد قام بتوجيه اتهام الى جهات من روسيا بالمسؤولية عن تنظيم القاعدة الإرهابي وهو من نوعية الهراء السياسي الذي لم تهتم به حتى أجهزة الإعلام الأمريكية وأنكره عليه شخصيات عامة في الوطن العربي تتبنى الفكر القاعدي والداعشي.
السياسة الخارجية الأمريكية تتميز بأنها مصابة بالحول حيث يستمع السياسيون الأمريكيون الى أشخاص يتهمون مرشحة الرئاسة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بأنها تلقت تبرعات من لوبيات ضغط تتبع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بينما أعلنت هي صراحة أنها سوف تخوض حربا مع إيران لو نجحت في أن تفوز في سباق الرئاسة. الولايات المتحدة تتهم إيران أنها تقدِّم الدعم الى تنظيمات إرهابية خصوصا في لبنان، العراق واليمن بينما لم يعاني المسؤولين الأمريكيين من وخز الضمير حين قدموا الدعم الى جماعات الكونترا الإرهابية في نيكاراغوا، عصابات تهريب المخدرات في كولومبيا أو حتى تنظيم القاعدة وهو أمر اعترفت به هيلاري كلينتون في اعتراف مسجل أثناء تحقيق داخلي في الكونجرس حين كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية. إن نشر الطائفية والفرقة المذهبية في الوطن العربي هي ما تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى مستغلة عوامل عرقية وطائفية باستخدام الدين وسيلة مفضلة أثبتت نجاعتها وأن الولايات المتحدة ما أن تنتهي من التعامل مع المسألة الإيرانية، سوف تلتفت الى المملكة العربية السعودية حيث تروج دوائر أمريكية الحديث عن تقسيم السعودية وخارطة الشرق الأوسط الجديد أو ما يعرف خارطة سايكس-بيكو2.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment