إن مؤسسة فريدوم هاوس, منظمة غير حكومية, والهيئة الوطنية لنشر الديمقراطية(NED-National Endowment for Democracy), مؤسسة يتم تمويلها حكوميا لعبتا دورا حيويا و مركزيا في لعبة الربيع العربي التي هدفت في الظاهر الى نشر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان بينما هدفها الغير معلن هو إعادة رسم خارطة المنطقة أو مايعرف بإسم (سايكس-بيكو 2). ليبيا كانت الهدف القادم لعمليات التدخل الغربي بإسم حقوق الإنسان. ولكن إزاحة معمر القذافي من الحكم لم تكن بسهولة تونس أو مصر. معمر القذافي كان مستمرا في الحكم 42 سنة حيث كانت هناك الكثير من الإنجازات في ليبيا:
1- أقل نسبة أمية في القارة الأفريقية لا تزيد عن 10% بينما كانت تبلغ 90% في نهاية العهد الملكي السابق.
2- أعلى معدل عمر للمواطن الليبي في أفريقيا.
3- أقل من 5% من السكان يعانون من سوء التغذية, نسبة أقل من الولايات المتحدة.
4- نسبة أقل من الليبيين كانت تعيش تحت خط الفقر من دولة مثل هولندا.
5- معمر القذافي ألغى كافة الضرائب على المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية التي زادت أسعارها خصوصا بداية سنة 2007/2008.
6- الخدمات الصحية والتعليمية كانت مدعومة حكوميا. كما أن وقود السيارات كانت الأرخص في القارة.
دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة, بريطانيا, فرنسا وإيطاليا على وجه الخصوص لم تكن راضية عن نظام الرئيس معمر القذافي بسبب إحكام السيطرة على الثروة النفطية وحرمان الشركات الغربية منها. كما أن مشاركة الصين شركة النفط الوطنية الليبية في التنقيب عن النفط واستخراجه كان أمرا جعل التخلص من الرئيس الليبي أمرا له أولوية في أجندات النخب السياسية الغربية ولوبيات الضغط التي تتبع شركات النفط. كما أن هناك سببا رئيسيا جعل الولايات المتحدة تشعر بالقلق من نظام الحكم الليبي وهو أن معمر القذافي كان يستخدم نفوذه في دول إفريقية حتى يحرضها على الإمتناع عن بيع النفط والثروات الطبيعية الأخرى إلا مقابل الدينار الذهبي الإفريقي. الولايات المتحدة دعمت في السر أمين عام جامعة الدول العربي عمرو موسى في مسعاه لرئاسة مصر خلفا لمحمد حسني مبارك مقابل استصدار إجماع في جامعة الدول العربية للموافقة على تدخل دول غربية عسكريا في ليبيا وتقديم الدعم العسكري الى مرتزقة وأفراد من المعارضة الليبية لإسقاط نظام حكم معمر القذافي بالقوة المسلحة.
إن عملية التدخل العسكري لإسقاط نظام حكم دولة ذات سيادة وبدون نقاش كافي حول صحة المزاعم التي تم استخدامها لتبرير عملية التدخل قد سجل سابقة خطيرة في تاريخ الأمم المتحدة. الرئيس الليبي لم يخرق أي قانون من قوانين الأمم المتحدة والمزاعم عن قصف المدنيين بالطائرات الحربية هي مزاعم كاذبة و بروباغندا مضللة. الحرب في ليبيا التي تم الترويج لها أنها لأسباب إنسانية قد كانت مسؤولة عن تدمير مدن ليبية مثل مدينة سرت على رؤوس أهلها وتهجير مئات الآلاف من الليبيين وحملة تطهير وتصفية حسابات قتل خلالها عشرات الآلاف من الليبيين. عملية التدخل العسكري الغربي في ليبيا قتلت من الليبيين أكثر من الذي يزعم الإعلام الغربي أن معمر القذافي كان مسؤولا عن وفاتهم طوال 42 هي فترة حكمه ليبيا. المسؤولية لتقديم الحماية(Responsibility to Protect) هو المبدأ الذي تم إستخدامه لتبرير التدخل العسكري الغربي في ليبيا كما تم إنشاء المركز العالمي للمسؤولية عن الحماية(The Global Center for the Responsibility to Protect) بمشاركة مؤسسات مثل هيئة حقوق الإنسان وأوكسفام الدولية ومؤسسات أخرى جميعها تتلقى التمويل من دائرة صغيرة من المتبرعين.
النهاية
No comments:
Post a Comment