Flag Counter

Flag Counter

Sunday, November 24, 2019

أوكرانيا وأذربيجان, ضحايا الثورات الملونة وحروب النفط الأمريكية

إن دولة أذربيجان وحقول النفط في باكو تحتوي على تقديرات إحتياطي تقدر 178 مليار برميل مما يجعلها ثالث أكبر إحتياطي بعد المملكة العربية السعودية والعراق. وسائل إعلامية تتلقى تمويلا من شركات نفط أمريكية وبريطانية بدأت في التقليل من أهمية حقول النفط في باكو من أجل إبعاد أنظار المستثمرين عن إستغلال تلك الثروة النفطية. ولكن في الوقت نفسه, تحركت شركات أمريكية وبريطانية بصمت ونجحت في تحويل بحر قزوين الى بحيرة غريبة ولم يبقى عقبة أمامها سوى إيران. 
في سنة 2005 وبحضور زيغينو بريجينسكي, تم إفتتاح مشروع  خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان(BTC) في محاولة لإضعاف الهيمنة الروسية على واردات الطاقة الى أوروبا. زيغينو بريجنسكي كان يعمل لصالح شركة بريتيش بتروليوم منذ التسعينيات إضافة الى عضويته في الغرفة التجارية الأمريكية-الأذربيجانية(USACC) التي كان مديرها هو نفسه رئيس شركة أكسون-موبيل الأمريكية. أعضاء آخرون في (USACC) منهم جيمس بيكر, وزير الخارجية الأمريكي السابق وهنري كيسنجر كانوا أعضاء في (USACC) وزاروا أذربيجان سنة 2003 لإقناع الرئيس إدوارد شيفاردنادزه, وزير خارجية الإتحاد السوفياتي السابق من حقبة الحرب الباردة, التنازل عن الرئاسة لصالح ميخائيل ساكاشفيلي خريج كلية الحقوق في جامعة كولومبيا الأمريكية والموالي للغرب. إدوارد شيفاردنادزه لم يقبل وتمت الإطاحة به من خلال ثورة ملونة عرفت بإسم(ثورة الزهور) سنة 2003 حيث تم تنصيب ميخائيل ساكاشفيلي رئيسا والذي كان أول مشروع له هو الدعوة للانضمام الى الناتو, أمر لم تكن روسيا راضية عنه.
أوكرانيا كانت ضحية أخرى من ضحايا الثورات الملونة التي تفوح منها روائح النفط والغاز. بعد مضي ثلاثة أشهر على الإنقلاب الملون في جورجيا, أوصل إنقلاب ملون آخر(الثورة البرتقالية) فيكتور يوشتشينكو الى منصب الرئاسة. يوشتشينكو  كان متزوجا من مواطنة أمريكية عملت في السابق في إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان. وزارة الخارجية الأمريكية أنفقت بسخاء على حملات دعائية و بروباغندا إعلامية لإنجاح الثورة البرتقالية وإيصال رجلها الى كرسي الحكم. أوكرانيا لها أهمية إستراتيجية لأمن خطوط نقل وإنتاج النفط في روسيا الاتحادية والولايات المتحدة كانت مدركة لتلك الحقيقة. خطوط نقل الغاز الروسية الى أوروبا تمر بالأراضي الأوكرانية المضطربة سياسيا بسبب تدخل دول غربية في شؤونها الداخلية في محاولة لحصار روسيا وإضعافها. 
دخول دول مثل جورجيا وأوكرانيا في عضوية الإتحاد الأوروبي والناتو وانضمامها الى بولندا يعني أن عملية محاصرة روسيا قد قاربت على الإنتهاء أو هكذا كان يظن. حيث وأنه بحلول سنة 2004, كانت شركات نفط غربية قد نجحت في توقيع اتفاقيات تنقيب عن النفط في أراضي روسيا الإتحادية خلال فترة حكم الرئيس السابق بوريس يلتسين. شركة بريتيش بتروليوم نجحت في الاستحواذ على حصة مؤثرة من شركة النفط الروسية الخاصة(Lukoil) بينما نجحت شركتا إكسون-موبيل الأمريكية ورويال دتش شل الهولندية في تأمين سيطرتهم على حقول تنقيب النفط في أقصى الشرق بالقرب من جزيرة سخالين. في سنة 2004, كانت دوائر صنع القرار الغربية قد آمنت أنها سيطرتها على روسيا الإتحادية قد اكتملت وأن الدب الروسي قد تم إحتوائه.

النهاية

No comments:

Post a Comment