Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, May 16, 2023

من قتل المسيح؟

إنجيل متى (٢٤:٢٧) يخبرنا أن بيلاطس البنطي الحاكم المعين من قبل الدولة الرومانية على ولاية اليهودية قد غسل يديه وأعلن للجماهير المتجمعة أمام دار الولاية أنه بريء من دم يسوع فكان جوابهم كما سجله لنا متى (٢٥:٢٧) من نفس الإنجيل فاجاب جميع الشعب بأنَّ دمه علينا وعلى اولادنا.

كانت تلك الكلمات طوال قرون عديدة هي الوقود الذي غذت نار الحقد ضد اليهود وتسببت بأكبر موجة عداء ضد السامية في طول أوروبا وعرضها مما أدى الى مجازر وتطهير عرقي يستهدف كل المخالفين لإيمان الكنيسة الكاثوليكية(العالمي) بشكل عام من مسلمين وبروتستانت وكل الطوائف المسيحية المخالفة ولكن اليهود كانت لهم معاملة خاصة من محاكم التفتيش الكنسية ونصيب وافر من التمييز والاضطهاد باعتبارهم قتلة يسوع له المجد مما أدى الى أكبر موجة نزوح من أوروبا وخصوصا في إسبانيا حيث كانت وجهتهم بلاد المغرب العربي وخصوصا المغرب وتونس حيث استوطنوا الى جانب أحفاد المهاجرين الأصليين لتلك البلاد الذين تركوا إسبانيا لنفس السبب.

وقد استمرت تلك الموجة من العداء للسامية والتي تجذرت في الإيمان المسيحي حتى قامت الكنيسة الكاثوليكية بإعلان براءة اليهود من دم يسوع وذلك في المجمع الفاتيكاني الثاني سنة ١٩٦٥ مستندة في ذلك على نص من العهد القديم في الكتاب المقدس وذلك استنادا الى نص سفر الخروج (٥:٢٠)[ أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيَّ] و(٧:٢٤)[ ولكنه لن يبرئ ابراء مفتقد اثم الآباء في الأبناء وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث].

ولكن لكي نتحرى الدقة والموضوعية في الإجابة عمن قتل يسوع, يجب علينا البحث عمن يقف خلف عملية الصلب ومن كانت له المصلحة في ذلك؟

في حالة قمنا باتهام اليهود و فرضية صحة ذلك الاتهام استنادا الى الروايات التي قدمها كتبة الأناجيل لحياة يسوع له المجد, محاكمته, صلبه وقيامته, فإنه هل يجوز تعميم تلك التهمة على كل اليهود؟ حيث علينا أن نأخذ في الحسبان عند دراستنا لتلك الجزئية المتعلقة بنصوص سفر الخروج (٥:٢٠) و (٧:٢٤) أنها تتعارض مع نص سفر إرميا (٣٠:٣١) [بل كل واحد يموت بذنبه كل إنسان ياكل الحصرم تضرس اسنانه] ونص سفر حزقيال (٢:١٨) [ما لكم انتم تضربون هذا المثل على أرض إسرائيل قائلين الآباء أكلوا الحصرم وأسنان الأبناء ضرَِسَت].

وماذا عن دور الدولة الرومانية ممثلة بحاكم اليهودية الروماني بيلاطس البنطي المعروف بشدته وقسوته كما كتب في الإنجيل بحسب القديس لوقا (١:١٣)[ وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم]؟ حيث أنه من الصعب تحقيق الأحداث من الناحية التاريخية والموضوعية و بحيادية ونزاهة دون أن نأخذ في حسباننا طبيعة الأسباب التي دفعت مؤلفي الأناجيل الى تدوينها بعد أن أصبح المسيحيون مؤمنين بقيامة يسوع من بين الأموات وأن هذه الجزئية قد دمغت الإيمان المسيحي بل هي نفسها الإيمان كله كما قال بولس الرسول في 1كورنثوس(١٤:١٥)[ وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم].

من المهم لدقة تحقيق المعلومات المتوافرة تاريخيا ونصوص الأناجيل المتوفرة بين أيدينا أن يقوم الباحثون بدراستها بكل دقة وموضوعية لإزالة اللبس والأفكار الخاطئة التي إنتشرت حول هذا الموضوع لقرون طويلة.

لدينا نصوص تاريخية متوفرة من خارج الكتاب المقدس بخصوص صلب يسوع له المجد وهي إن اختلف عليها وعلى مدى دقتها وصحتها فإنها تبقى مرجعا يمكن الإستفادة منه في رسم مسار تاريخي لعملية صلب يسوع له المجد ومسبباتها ومن المستفيد منها. روايات المؤرخ اليهودي فلافيوس جوزيف(٣٧م-١٠٠م) و المؤرخ الروماني تاسيتوس(٥٥م-١٢٠م) في حوليته التي كتبها سنة ١١٧ ميلادية على وجه التقريب.

سوف نبدأ أولا بالمؤرخ اليهودي فلافيوس جوزيف الذي هناك شكوك قوية حول النص الذي ذكر فيه يسوع والموجود في كتابه آثار اليهود والذي ألفه عن تاريخ اليهود من سفر التكوين حتى حرب اليهود مع الرومان التي بدأت سنة ٦٦م وانتهت سنة ٧٠م بدخول الجيش الروماني الى أورشليم وتهديم الهيكل ومساواة أبنيته بالأرض.هذا النص ليس حاسما فيما يتعلق بعملية الصلب والقيامة للأسباب التالية حيث أنه الكثير من العلماء أجمعوا على أنه غير أصلي وهو إضافة الحقة حيث أنه ليس موجودا ضمن أقدم النسخ لكتاب آثار اليهود, تعصب فلافيوس جوزيف لفريسته بل ومشاركته في الحرب ضد الرومان حتى القبض عليه كما يقال في حصار حصن الماسادا سنة ٧٣م, الجزء الذي أضفت فيه لا يتفق وسياق الكلام, عدم وجود تناسق في صياغة النص المنسوخ عن الترجمة اليونانية التي قام بها فلافيوس جوزيف لكتاب آثار اليهود ووجود خلل بنيوي واضح بين الفصول السابقة أو اللاحقة للفصل الذي جاء فيه ذكر يسوع مما قد يدل على تلاعب بالنص تم على أيدي النساخ المسيحيين.

أما بالنسبة للمؤرخ الروماني تاسيتوس فقد ذكر أن إسم المسيحيين مشتق من المسيح الذي حكم عليه بالموت من قبل الحاكم الروماني لمقاطعة اليهود بيلاطس البنطي وذلك في أيام حكم الإمبراطور الروماني طيباريوس ولم يذكر أي شيء عن قيامته من بين الأموات أو أي شيئ من الحاصل بخصوص تلك الحوادث المذكورة في الإنجيل بحسب القديس متى مثل الزلزال العظيم وتشقق الهيكل وقيامة الأموات من القبور. ومن العلل الأخرى التي تعتري هذا النص وتشكك في مصداقيته هي أن أقدم نسخة تعود للقرن الحادي عشر ولم تعرف على نطاق واسع, أي دخلت المكتبات حتى أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر ميلادية.

على كل حال فإن حادثتي الصلب والقيامة من الممكن الرجوع إليهما بشيئ من التفصيل فقط في الأناجيل الأربعة وليس خارجها. وعند قراءة تلك الأناجيل الأربعة, فأنه علينا أن تكون مدركين للصعوبات الجمة التي اعترت العمل الدعوي و التبشيري الذي كان تلاميذ يسوع وأتباعه الأوائل وتلاميذهم وذلك لتوصيل رسالة يسوع وتعاليمه. كانت رسالتهم في الحقيقة أن إبن اهلو, المسيا الذي وبالرجوع إلى النصوص المتوفرة بين أيدينا(الأناجيل الأربعة) قد ظهر وارتفع جالسا على يمين الله تحقيقا لنبوءة الإنجيل بحسب القديس متى المذكورة في (٢٤:٢٦) وأنه قد أعدم على يد السلطات الرومانية بطريقة كانت مخصصة للعبيد والمجرمين حيث نستطيع القول وببساطة, يعني باللغة العامية أنه كان من أصحاب السوابق. وبناء على ما سبق وذكرته فإنه من المتوقع وجود محاولات لتبرئة السلطات الرومانية الحاكمة من دم يسوع وهذا ماسوف نلاحظه عند قراءتنا للأناجيل ورواياتها بخصوص القبض على يسوع ومحاكمته وصلبه.

ولكن السؤال هو عن أسباب تلك المحاولات لتبرئة السلطات الرومانية من تهمة قتل يسوع وإلصاقها باليهود ومن هو المستفيد؟

الجواب هو موجود في روما والفاتيكان حيث شكل تصاعد نفوذ بابا روما وبداية تحول روما الى مركز ثقل الديانة المسيحية وخصوصا مع بداية تبني سياسات متسامحة من قبل الأباطرة الرومان مما ساعد على إنتشار المسيحية وبالتالي المحاولات المستميتة لإبعاد الدولة الرومانية عن تلك التهمة ومحاولة إلصاقها باليهود.

وبالمقارنة بين الروايات التي تقدمها لنا الأناجيل المختلفة فإننا نجد أن القديس متى قد إتبع القديس مرقس بدرجة كبيرة حيث تتشابه العديد من الروايات بينها ولكن متى أضاف قصة حلم زوجة بيلاطس وأن يسوع رجل صالح (١٩:٢٧)[ واذ كان جالسا على كرسي الولاية ارسلت اليه امرأته قائلة اياك وذلك البار.لاني تألمت اليوم كثيرا في حلم من اجله].

لوقا تفرد بذكر الرواية بخصوص إرسال يسوع الى هيرودس أنتيباس, الحاكم المحلي للجليل لأن يسوع كان من تلك المنطقة والذي أعاد إرساله الى بيلاطس. المثير أن الاثنين اتفقا انه غير مذنب وأنهما لم يجدا فيه علة واحدة. وفي نهاية رواية القديس لوقا لعملية صلب يسوع, فقد أعلن قائد المائة الذين تم توكيلهم بحراسة موقع الصلب أن يسوع بريء(رجل بار) بدلا من تثبيت التهمة عليه بأن زعم أنه إبن الله. وطبعا علينا أن لا ننسى رواية القديس يوحنا في إنجيله الذي انفرد بجزيئات غير مذكورة في باقي الأناجيل منها موقف العسكر الذي كانوا يحرسون موقع الصلب وبعض الأحداث التي جرت هناك.

وهل هكذا كان الرومان يفعلون؟ مجرد التصديق على حكم أصدرته السلطة الدينية اليهودية. من المهم هنا أن نلاحظ الروايات المختلفة. في الإنجيل بحسب القديس متى والقديس مرقس فإنه كانت هناك محاكمة ليلية أمام قيافا, الكتبة والشيوخ حيث كانت هناك تهمتان متزامنتان وجهتا ليسوع المسيح هما التنبؤ ضد المعبد (تم إسقاطها لاحقا لتضارب الأدلة) والإدعاء بأنه المسيح(مسيا) وتم الحكم عليه بالموت على الرغم من أن ادعائه بكونه المسيا لم يلعب دورا أبعد. لقد تمت السخرية منه بوصفه رسولا.

في الإنجيل بحسب القديس لوقا فقد تمت إستجواب يسوع المسيح من قبل المجلس اليهودي في الصباح, ولكن هذا لم يكن محاكمة رسمية وقد يظن البعض أن هذا كان هو السبب الرئيسي في استنكار بيلاطس. وفي الإنجيل بحسب القديس يوحنا, تم إستجواب يسوع المسيح من قبل حنان قبل أن يتم إرساله الى قيافا والذي كان رئيس الكهنة في تلك السنة. قراء الأناجيل يعرفون أن قيافا كانت له غاية في موت المسيح حيث ينسب إليه في يوحنا (٥٠:١١) ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها.

إن موقف الشعب من يسوع المسيح هو أيضا متفاوت بحسب الإنجيل الذي نقرأه. ففي الإنجيل بحسب القديس متى والإنجيل بحسب القديس مرقس فإنهم كانوا معادين له, ومن الواضح تأثرهم بالأرستقراطية المحلية. في الإنجيل بحسب القديس لوقا, الجماهير طالبت بصلبه ولكن قسما كبيرا منهم تبعه الى موقع إعدامه بالنياح. وفي الإنجيل بحسب القديس يوحنا فإن موقف الجماهير من يسوع هو غير واضح.

الأداة المتوفرة لدينا من المصادر معقدة ومثيرة للارتباك. في كل المناسبات, وعلى الرغم من أنه متفق بشكل عام على أن اليهود ليسوا مخولين تنفيذ حكم الإعدام بأنفسهم, ولا هو من الواضح أن التهمة الموجهة ليسوع المسيح تحتمل إصدار مثل هذا الحكم. يسوع المسيح تمت إدانته بموجب القانون الروماني وأن الملاحظة التي تم وضعها على الصليب هي " يسوع الناصري ملك اليهود" تمت صياغتها من وجهة نظر رومانية.

ولكن لماذا صلب يسوع المسيح؟

على الأرجح, يبدو من الواضح أن قدومه من الريف إلى القدس جعله يشعر بالكراهية تجاه طبقة النبلاء(الأرستقراطية) التي كانت عن معنية عن كثب بإدارة شؤون المعبد, بالإضافة الى السلطات الرومانية. وقد تكلم متنبأ ضد المعيد وقام بعمل بسيط ورمزي كناية عن تطهير المعبد, بالإضافة الى تكلم به عن المملكة والذي قد يكون تم فهمه كنوع من التحدي السياسي. كان هناك عدد من الأنبياء من المعاصرين للزمن الذي عاش فيه يسوع المسيح والذين نجحوا في كسب أتباع وكانت نهايتهم دموية. من هؤلاء يهوذا الجليلي 6ب.م, نبي من السامرة ٣٦ب.م بالإضافة الى شخص يدعى ثوداس 44-46 ب.م. يهوذا و ثوداس مذكوران في سفر أعمال الرسل (٥: ٣٦-٣٧). ويبدو أن يسوع المسيح قد لاقى حتفه بنفس الطريقة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

Monday, May 15, 2023

لماذا نقل المسلمين القرآن بأمانة ولم يفعل المسيحيون الأمر نفسه؟

الخليفة عثمان رضي الله عنه أحرق المصاحف التي كتبت بغير لسان قريش والسبب توسع الإسلام وإنتشاره في بلدان غلبت العجمة على لسان أهلها وكلامهم. ولكن المسيحيين المتعصبين والملاحدة مازالوا يردِّدون النقاش حول تلك المسألة مثل الغريق الذي يتمسك بقشة.

ليس هناك كما أعلم وقد أكون مخطئاً مخطوطات أصلية للقرآن الكريم تعود الى زمن حياة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم أو الفترة الزمنية التي سبقت خلافة عثمان رضي الله عنه ولكن ذلك يعود الى عدة أسباب. أول تلك الأسباب هو نسبة الأمية المرتفعة حيث كان عدد قليل يعرف القراءة والكتابة والشاهد هو أنَّ الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم كان يطلق سراح أسرى المشركين في معركة بدر بشرط أن يعلموا عشرة من المسلمين القراءة والكتابة. السبب الثاني عدم انتشار أدوات الكتابة وارتفاع ثمنها وندرتها. السبب الثالث هو أنَّ العرب كانوا يمتلكون ذاكرة قوية وكانوا حفاظا يحفظون أبيات الشعر والمعلقات والقصائد بالغة الطول وبالتالي لم يكن لديهم أي مشكلة في أن يحفظوا القرآن كاملا.

ولكن أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد شعر بقلق بالغ من وفاة عدد كبير من حفاظ القرآن في معركة اليمامة وغيرها من معارك حروب الردَّة وجمع القرآن مرتبا في صحائف على وفق ترتيب الآيات خلال حياة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم ثم قام عثمان رضي الله عنه بنسخ تلك الصحائف في عدد من النسخ التي وزعها على مختلف الأمصار(البلدان) وأمر بحرق ما سواها وكان ذلك عمل في غاية الحكمة لأنه منع المسلمين من أن يختلفوا في كتابهم اختلاف اليهود والنصارى.

ولكن المسيحيين كما ذكر بروفيسور الدراسات الدينية بارت إيرمان لم ينقلوا كتبهم بامانة كما فعل المسلمون واليهود. كما أنه هناك اختلافات رئيسية بين القرآن والإنجيل تجعل من موضوعية تطابق مخطوطات الأخير أمرا مستحيلا. الأول هو أنَّ المسلمين لديهم سلطة دينية مركزية جامعة هي التي تقرر نسخ وطباعة القرآن وهي غير خاضعة الى السلطة السياسية كما هو في الكتاب المقدس. هناك آيات أضيفت وأخرى حذفت من مخطوطات الكتاب المقدس لأسباب الصراع الديني بين الطوائف الدينية المسيحية أو لإثبات مسائل مثل الثالوث أو غير ذلك. الثاني هو أن قراءة القرآن والتعبد به لا يمكن قبولها بغير اللغة العربية ولسان قريش التي نزل به القرآن ولا تقبل الترجمات بوصفها كتب مقدسة ولا تعامل كذلك. بينما يتم التعبد بالكتاب المقدس وطباعته بلغات وألسن مختلفة. السبب الثالث هو ضياع النسخ الأصلية وأقرب نسخة كاملة للكتاب المقدس هي المخطوطة الفاتيكانية والسينمائية تعودان الى القرن الرابع والخامس ميلادي. بينما مصحف عثمان رضي الله عنه الذي كان يقرأ منه يوم مقتله وعليه قطرات من دمه مازال موجودا ومحفوظا ويمكن الإطلاع عليه.

هناك أمر مهم على كل من يطَّلع على تاريخ العصور المسيحية القديمة أن يفهمه هو أنَّ الصراعات التي مرَّ بها المسيحيون قد أثَّرت على الإيمان المسيحي وعلى مصداقية الكتاب المقدس ونقله وحفظه. كما أن الانشقاق العظيم سنة ١٠٥٤م و الانقسام الكنسي سنة ١٥٢٠ قد أثر كل منهما على العقائد المسيحية بدرجة كبيرة. على الجانب الأخر, الصراعات التي عاني ومازال المسلمون يعانون منها لم تؤثر على سلامة نقل وحفظ القرآن الكريم حتى عند الشيعة رغم الكلام الكثير والقيل والقال حول مصاحف مختلفة ولكن لن يجرأ أحد أن يظهرها الى العلن حتى لو كانت موجودة.

ولكن على الرغم من كل ذلك, يحاول المستشرقون والملاحدة من الغربيين وبعض العرب من كتابة مصاحف بديلة أو تبديل آيات في بعض المصاحف التي يقومون بتوزيعها بهدف العبث مع المسلمين والطعن في عقيدتهم. إن تلك الجهود يقودها الفيلسوف الفرنسي الصهيوني برنارد هنري ليفي وفلاسفة عرب ملحدين وقد ظهر في الفعل بعض تلك المصاحف في دولة الكويت وفي دول أخرى تنتشر فيها الأمية والجهل. 

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

Sunday, May 14, 2023

بارت إيرمان وتاريخ المسيحية, عرض ونقد

بارت إيرمان أستاذ الدراسات الدينية في جامعة كارولاينا الشمالية-تشابيل هيل وهو غني عن التعريف في مجال مقارنات الأديان ولديه أكثر من عشرين كتاب في ذلك المجال لعل أهمها "Jesus Interrupted" و "Misquoting Jesus" وكتب أخرى بعضها أكاديمي يتم تدريسه في أقسام الدراسات الدينية في الجامعات الأمريكية.

هناك الكثير من التساؤلات التي يطرحها بارت إيرمان في كتبه حول العهد الجديد خصوصا الأناجيل وتاريخ المسيحية.أحد تلك الأسئلة هو من هم المؤلفون الحقيقيون للأناجيل؟ أو هل هناك رسائل منحولة تنسب الى بولس الرسول أو الى رسل آخرين أو تلاميذ المسيح؟ هل من الاحتمال ان هناك اختلافات في الأناجيل لا يمكن التوفيق بينها أو تناقضات لايمكن تفسيرها؟

من دحرج الحجر؟ يمثل أحد الإختلافات بين الأناجيل التي يصعب التوفيق بينها. إنجيل متى(٢٨: ١-٤) يروي لنا أنَّ ملاكا منظره كالبرق ولباسه أبيض مثل الثلج هو من دحرج الحجر وأنَّ الشهود على تلك الحادثة هم مريم المجدلية ومريم(الأخرى). بينما في إنجيل مرقس(١٦: ١-٨) الشهود هم مريم المجدلية, مريم أم يعقوب وسالومة هم الشهود ولم يذكر من دحرج الحجر ولكن عندما دخلت النسوة الثلاثة الى القبر فقد شاهدن شاباً جالسا على اليمين يرتدي حلة بيضاء. إنجيل لوقا(٥٥:٢٣, ٤:٢٤) ذكر أنَّ نساءً كنَّ قد أتين معه من الجليل هم الشهود على الحادثة وأنَّ الحجر كان قد دحرج وأن رجلين بثياب براقة ظهرا للنسوة. بينما إنجيل يوحنا(١:٢٠) أن مريم المجدلية هي أول من زارة القبر وأنها وجد الحجر قد تمت دحرجته ولم يذكر هوية من دحرج الحجر.

من دحرج الحجر؟ ومن هم الشهود على تلك الحادثة؟

إنَّ التناقضات كما ذكر الدكتور بارت إيرمان في كتاب "Jesus Interrupted" يمكن العثور عليها حتى داخل الأناجيل نفسها. على سبيل المثال فإن معجزة تحويل الماء الى خمر (يوحنا: ١٢-٢) هي أول معجزات المسيح ولكنه في (يوحنا ٢٣:٢) قد صنع عدة معجزات في أورشليم. بينما في يوحنا(٤: ٤٦-٥٤) قد شفى إبن خادم الملك الذي كان مريضا. ويتساءل الدكتور ايرمان ساخرا:" Huh? One sign, many signs, and then the second sign?"

إن ما قام به المسيح حين قلب طاولات الصيارفة وطرد باعة الحمام من الهيكل والتي ورد ذكرها في إنجيل مرقس(١١) خلال الأسبوع الذي يسبق الوفاة, و إنجيل يوحنا(٢) في بداية رحلته التبشيرية التي استمرت ثلاث سنين, تمثل تناقضا غير مباشر(إختلاف) ولكنه يبقى دون تفسير معقول يجعل من التوفيق بين الروايتين أمرا ممكنا.

ولكن بارت إيرمان يذكر اختلاف آخر بين إنجيل مرقس وإنجيل يوحنا لا يمكن التوفيق بينهما وهي وفاة المسيح على الصليب. المسيح صلب وتوفي في إنجيل يوحنا(١٤:١٩) خلال اليوم الذي يتم الإستعداد فيه من أجل عشاء الفصح, بينما في إنجيل مرقس(١٤), صلب المسيح صباح يوم عيد الفصح وليس في اليوم الذي يسبِقه. والسؤال الذي يطرح نفسه هو, هل تناول المسيح عشاء الفصح مع تلاميذه(مرقس ١٤) أم لم يتناول(يوحنا ١٩)؟

هناك إختلاف في رواية ميلاد المسيح كما ذُكِرَ في إنجيل متى وإنجيل لوقا وهي اختلافات لا يمكن التوفيق بينها بأي حال من الأحوال خصوصا في الجانب التاريخي.

إنجيل متى (١٧:١)" فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً" المشكلة هي من نص إنجيل متى نفسه لأن عدد الأجيال من سبي بابل الى المسيح هو ثلاثة عشر جيلا وليس أربعة عشر.

إنجيل متى وهو كما يصف المؤرخون هوية مؤلفه اليهودية يسعى الى إثبات نسب المسيح الى داود تحقيقا للنبوءة التوراتية أن المسيح مخلص بني إسرائيل يكون من نسل داود ابن سليمان. بينما يجعل لوقا(٣: ٢٣-٣٣) نسب المسيح الى آدم وليس داوود ربما تأكيدا على رسالته العالمية وأنها لا تقتصر على اليهود.

إن الإحصاء المسكوني الذي ورد على ذكره لوقا(٢: ١-٧) ولكن ليس هناك مصدر تاريخي مستقل ومحايد يؤكد ذلك. كما أن السجلات الرومانية خلال فترة حكم الإمبراطور أوغسطس قيصر لا تحتوي على أي إشارة الى إحصاء مسكوني(عالمي) على الرغم من أن هناك عددا لا بأس به من الوثائق التي تعود الى تلك الحقبة التاريخية قد تم العثور عليه. هناك خطأ تاريخي آخر تحدث عنه بارت إيرمان وهو أن ولادة يسوع كما ذكر لوقا كانت في فترة حكم اليهودية الملك هيرودس بينما كان كِيرِينِيُوس هو والي سوريا. ولكن كِيرِينِيُوس حكم سوريا(٦ ب.م) بعد عشرة سنين على وفاة هيرودس.

هناك الكثير من التفاصيل التي لم أذكرها وتركتها للقارئ حتى يتوسع فيها ويزيد من معرفته في مجال مقارنات الأديان. ولكن خلاصة القول أن الأناجيل تحتوي على الكثير من التناقضات الغير قابلة للتوفيق فيما بينها وحتى أن بعض الأناجيل تحتوي على تناقضات ومعلومات مغلوطة داخل صفحات الإنجيل نفسه.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


Friday, May 12, 2023

الخالدون في الإمبراطورية الرومانية, الفيلسوف أبولينوس ويسوع المسيح

كنت قد تحدَّثت في عِدَّة مواضيع سابقة عن تاريخ المسيحية والكتاب المقدس وأن الأناجيل الأربعة قام بتأليفها أشخاص مجهولون وأنَّ النسخ الأصلية للمخطوطات مفقودة وأن هناك الكثير من التناقضات و وجهات النظر المختلفة في الكتاب المقدس خصوصا العهد الجديد. كما تحدَّثتُ في أحد المواضيع عن المسيح الإله وهل كان هو نفسه يؤمن بذلك أو يعتقد أنه الإله أو إبن الله.

هناك أمر مهم عند قرائتنا للأحداث التاريخية حيث يتم إصدار الأحكام بدون الرجوع الى الظروف والبيئة في الفترة الزمنية التي وقعت فيها تلك الأحداث. إن ظهور المسيح الإله والتحول في شخصيته من يسوع(النجار) الى يسوع(المسيح) الى المسيح(الرب) لم يكن أمرا مستغربا خلال تلك الفترة الزمنية حيث كانت  عبادة القديسين(البشر الآلهة) أمرا اعتياديا.

هناك على سبيل المثال الفيلسوف بليناس الحكيم من بلدة (Tyana) والذي كان هو نفسه يعبد عدة آلهة رومانية بينما أتباعه يعتبرونه خالداً(Immortal). أحد أتباعه المخلصين قام بتأليف كتاب(Life of Apollonius of Tyana) من ثمانية أجزاء عن أبولينوس وذلك خلال القرن الثالث الميلادي(220-230) حيث روى قصصا عن معلمه نقلا عن شهود عيان وتلاميذ مرافقين له. بليناس الحكيم الذي عاش في بقعة أخرى بعيدة جغرافيا عن المكان الذي ولد وعاش فيه المسيح ربما كانت من وجهة نظر أتباع المسيح أنَّ بليناس الحكيم كان منافسا محتملا من خلال الروايات والقصص عن معجزاته التي كان يرويها أتباعه.

هناك تطابق مدهش بين سيرة حياة يسوع المسيح و بليناس الحكيم حيث زار مبعوث سماوي والدة بليناس قبل أن تلده وأخبرها أنَّ إبنها سوف يكون الإله الخالد الي لايموت. ولادة بليناس الحكيم لم تمر هكذا بدون معجزات سماوية كما روى أحد أتباعه نقلا عن تلاميذه وشهود عيان. وعندما أصبح شخصا بالغا, بدأ رحلته التبشيرية من قرية الى قرية يدعو الى التخلي عن الحياة الأرضية المادية والعمل من أجل الحياة الروحية والأبدية. وقد بدأ مع مرور الوقت تزايد أتباع بليناس الحكيم الذي أصبح يعتقد أنه إله(الرب) وأصبح يقوم بعمل المعجزات مثل شفاء المرضى والمصابين بالعمى والشلل وإخراج الشياطين وإقامة الأموات.

وحتى نرى مدى التطابق بين سيرة حياة المسيح و بليناس الحكيم, فقد قبضت عليه السلطات الرومانية بعد أن أثار شكوكها وصدر عليه الحكم بالإعدام(بليناس الحكيم). ولكنه أخبرهم خلال محاكمته أنهم قادرين على قتل الجسد وليس الروح ومن ثم صعد الى السماء(بليناس الحكيم) ولاحقا ظهر على الأقل لأحد اتباعه والذي نقل ذلك الحدث الهام لأتباع أخرين الذي قاموا بتأليف الكتب عنه(بليناس الحكيم). إن التطابق كان واضحا حتى في قصة ميلاد بليناس التي تتشابه في تفاصيلها مع قصة ميلاد المسيح في إنجيل لوقا حيث ظهر  أحد آلهة المصريين القدماء (Proteus) وأخبر والدة بليناس خلال حملها أن إبنها وأخبرها أن ابنها هو الإله نفسه(Myself) وأن عليها أن تذهب الى حقل مع خادماتها حيث إستيقظت هناك على أصوات أجنحة البجع تحلق حولها وحيث ولدت أبولينوس.

إنَّ التشابه بين سيرة حياة بليناس والمسيح يكاد يكون متطابقا مع إختلاف في الفترة الزمنية التي عاش فيها كليهما, بليناس عاش خلال النصف الثاني من القرن الأول ميلادي بينما يسوع المسيح خلال النصف الأول من القرن الأول الميلادي. بليناس كان ينتقل من قرية الى قرية يلتقي المسؤولين الرومان ويلقي الخطب في المعابد الرومانية حيث يقيم خلال رحلاته. كما أنه كان لديه عدد من التلاميذ المقربين والأتباع من بينهم شخصيات رفيعة وموظفين حكوميين في الدولة الرومانية. إن فلسفة بليناس قادت أتباعه الى استنتاج أنه ليس مجرد شخص خالد لا يموت بل هو الإله نفسه. الإمبراطور الروماني كاراكلا بنى له معبدا مقدسا في بلدته (Tyana) بينما احتفظ الإمبراطور سيفيروس ألكسندر بأيقونة بليناس بين أيقونات الآلهة التي يحتفظ بها في منزله. أما الإمبراطور أوريليان الذي كان يعبد إله الشمس, فقد كان يوقِّرُ بليناس الحكيم ويعظمه بوصفه خالداً لايموت.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

Wednesday, May 10, 2023

النظام العالمي الجديد, مورغان والقرن الأمريكي

النظام المصرفي والمالي العالمي يشبه جبل الجليد, قمته ظاهرة للعيان وأغلبه يقع تحت الماء غير ظاهر للعين المجردة. رجال البنوك أو المصرفيون أقرب الى آلهة الأساطير اليونانية القديمة, ولكنهم آلهة المال الذين يقومون بعمل الرب أو هكذا يصفون أنفسهم. في سنة ١٩١٣, قام السيناتور الجمهوري عن ولاية مينيسوتا الأمريكية تشارلز ليندبيرغ(Charles August Lindbergh Sr) بتأليف كتاب بعنوان "النظام المصرفي, العملات, صناديق التمويل - Banking, Currency and the Money Trust" حيث فضح الأجندات السياسية لرجال البنوك والمؤسسات الاستثمارية في وول ستريت ومخططهم لتأسيس بنك مركزي بهدف التحكم باقتصاد الولايات المتحدة والعالم. كما قام السيناتور سنة ١٩١٧ وفي مساعيه لفضح الدور الذي لعبه كبار رجال المال والبنوك في الولايات المتحدة في سبيل تخليها عن سياسة الحياد خلال الحرب العالمية الأولى وجنى الأرباح من تجارة وبيع السلاح لجميع الأطراف بتأليف كتيب صغير بعنوان"لماذا بلدك في حالة حرب - Why is Your Country at War" حيث تعرض لحملة إعلامية وصف خلالها بالخائن وأجبر على التقاعد من العمل السياسي.

أحد كبار المصرفيين في وول ستريت, جي بي مورغان, وفي خرق حالة الحياد الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى, كان يقوم بتمويل صفقات السلاح لبريطانيا وفرنسا وجنى من ذلك أرباحا طائلة. كما أنه كان مسؤولا عن حملة إعلامية بالتعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون(Woodrow Wilson) لتهيئة الرأي العام الأمريكي من أجل القبول بدخول الولايات المتحدة الحرب الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الحلفاء. وزير الخارجية الأمريكي ويليام جينينغ برايان(William Jennings Bryan) قدم إستقالته سنة ١٩١٥ في إحتجاج على التلاعب بالإعلام الأمريكي من قبل مصارف وبنوك وول ستريت خصوصا جي بي مورغان في سبيل تخلي الولايات المتحدة عن حالة الحياد ودخولها الحرب العالمية الأولى حتى لا يتعرض مورغان للإفلاس بسبب القروض التي قدمها الى بريطانيا وفرنسا في حال خسارة الحرب لصالح ألمانيا وحلفائها والذين كانوا يحققون الإنتصارات على كل الجبهات.  وقد تضائل دور جي بي مورغان خلال الفترة التي أعقبت أزمة الكساد العظيم وانهيار سوق الأوراق المالية في وول ستريت(١٩٢٩-١٩٣٣) لصالح أسرة روكفلر والذين جمعوا بين نشاطهم في مجال النفط والبنوك ليجمعوا ثروات تقدر بالمليارات.

إن التحول في أهمية الولايات المتحدة قوة عظمى خلال الفترة التي أعقبت نهاية الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٤٥ لم يكن ممكنا إلا بالاعتماد على أمرين اثنين: الأول, الدولار عملة احتياط عالمية والذي أقرته رسميا إتفاقية بريتون وودز, بينما الدور الثاني, القوة العسكرية الأمريكي المهيمنة والتي تحولت لدعم سياسة القطب الواحد حيث سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي ١٩٨٩-١٩٩١. ويمكن تلخيص عصر الهيمنة أو مايطلق عليه القرن الأمريكي بمقولة وزير الخارجية الأمريكي وأحد كبار اللاعبين السياسيين على مستوى العالم هنري كيسنجر بأنه "إذا تحكمت بالنفط فسوف تكون قادرا على أن تتحكم بالأمم, وإذا تحكمت بالغذاء فسوف تكون قادرا على التحكم بالشعوب, وإذا سيطرت على المال فسوف تكون قادرا على التحكم بالعالم." ولكن هناك الكثير من الآراء يرى أن مكانة الولايات المتحدة تراجعت على المستوى العالمي وأننا نشهد نهاية القرن الأمريكي إن لم يكن قد إنتهى فعلا خصوصا مع بروز دول تمثل ثقلا اقتصاديا وعسكريا خصوصا الصين وروسيا ونهاية مفهوم القطب الواحد والعودة لعالم متعدد الأقطاب. أما أسباب ذلك التراجع فيمكن تلخيصها بالتورط في حروب خارجية عبثية لم تتمكن أغلبية الشعب الأمريكي من أن تفهم الغاية والهدف منها وتراجع أداء الاقتصاد الأمريكي وحالة الانقسام الداخلية التي يشهدها المجتمع الأمريكي ودور سياسات الحكومة الأمريكية الداخلية في ذلك.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


Thursday, May 4, 2023

هل كان المسيح يؤمن بأنه هو الإله؟

هناك حالة جدلية مستمرة الى يومنا هذا بخصوص تلك النقطة المهمة والحساسة في تاريخ المسيحية وهي ألوهية المسيح, هل كان المسيح يعتقد بأنه الإله أو الرب؟ وماهي الأسباب التي أدَّت الى تطور عقيدة الإيمان بالمسيح(كريستولوجي) من شخص كان يعمل نجاراً الى يسوع المسيح ومن ثم الإله(الرب)؟ إن النقاش حول هذه المسألة في التاريخ المسيحي قد أدى الى عقد مجمعات كنسية وانشقاقات في الكنيسة الكاثوليكية(القويمة) ومذابح دموية وحروب راح ضحيتها ملايين من الأبرياء.

الإجابة على ذلك السؤال هي أن المسيح لم يدعو نفسه بلقب الألوهية في العهد الجديد من الكتاب المقدس باستثناء إنجيل القديس يوحنا الذي يختلف عن باقي الأناجيل الثلاثة(الإزائية) حيث ذكر مجموعة من القصص التي لم يرد ذكرها في الأناجيل الثلاثة الأخرى منها قصة تحويل الماء الى خمر والمرأة الزانية.

إنَّ الحصول على إجابة ذلك السؤال ليست عملية بسيطة من الناحية التاريخية لأننا في حاجة الى مصادر يمكن أن نتبعها الى الفترة الزمنية التي عاش فيها يسوع المسيح. أما بالنسبة الى الاناجيل و روايات العهد الجديد الأخرى فهي تنتمي الى التراث المسيحي الذي تم تناقله شفويا وليس هناك أي سجل مكتوب للأناجيل حتى سنة ١٨٠م بعد وفاة المسيح وأقدم نسخة كاملة من العهد الجديد كانت ضمن المخطوطة السينائية والفاتيكانية حيث يعود تاريخ المخطوطتين الى القرن الرابع والخامس ميلادي.

إنَّ رسائل بولس الرسول في العهد الجديد من الكتاب المقدس هي أقدم مصدر مكتوب عن التراث المسيحي حيث يعود تاريخ كتابتها الى ثلاثين سنة بعد وفاة يسوع المسيح على الصليب. وقد يكون هناك رسائل أو كتابات أخرى أقدم من ذلك ولكن لم يصل الينا منها شيئ يذكر, على الأقل حتى وقتنا الحالي. رسائل بولس لا تعطينا الكثير من التفاصيل عن حياة يسوع المسيح ورحلاته و نشاطه التبشيري ودعوته الى ملكوت الرب ومملكة السماء ولا تذكر أنه المسيح كان يؤمن بأنه هو الإله. كما أن بولس لم يشاهد يسوع المسيح لكنه عاصر التلاميذ الحواريين الإثني عشر وكان بينه وبينهم خلافات حادة موضوعها مسائل مثل الختان وهل دخول الجنة يكون بالإيمان أو العمل أم بكليهما وليس سبب الخلاف كان النقاش حول الألوهية.

المصدر الأخر الذي يمكن الإستعانة به هو الأناجيل الأربعة وهي أفضل مصدر تاريخي يمكن أن نحصل عليه لأنه الأقدم الذي تحدث عن حياة يسوع المسيح وتفاصيل دعوته التبشيرية ومعجزاته. ولكن على الرغم من ذلك, هناك عدة مشكلات تتعلق بالأناجيل تعترض طريقنا. 

المشكلة الأولى هي أنَّ مؤلفي الأناجيل ليسوا شهود عيان على الأحداث لأنهم جميعهم تركوا المسيح وهربوا عند القبض عليه في بستان جثسيماني (متى ٥٦:٢٦) و (مرقس ٥٠:١٤) وكانوا خائفين ومختبئين في العِليَّة بعد هروبهم من البستان ولم يشهدوا على واقعة الصلب(يوحنا ١٩:٢٠). تلاميذ المسيح كانوا أميين أو بالكاد يعرفون القرائة والكتابة باللغة الآرامية و مؤلفي الأناجيل هم أشخاص من المتعلمين ولديهم معرفة باللغة والآداب اليونانية.

المشكلة الثانية ان تاريخ كتابة الأناجيل يعود الى عدة عقود بعد وفاة يسوع المسيح. إنجيل مرقس كتب سنة (٦٥ ب.م - ٧٠ ب.م), متى و لوقا (٨٠ ب.م - ٨٥ ب.م), يوحنا (٩٠ ب.م - ٩٥ ب.م) وتلك فترة زمنية طويلة قد تؤثر على المصداقية وعلى سلامة النص المكتوب. ولكن هناك آراء أخرى ترى من وجهة نظرها أن إنجيل متى هو أقدم الأناجيل وتلك آراء من أشخاص خبراء في اللغة العبرية واليونانية القديمة ولهم وزنهم العلمي والبحثي.

المؤلفون المفترضين للأناجيل لم يكونوا شهود عيان على الوقائع التي كتبوا عنها, يتحدثون اللغة اليونانية وليس الآرامية الشائعة في فلسطين حيث ينتشر الجهل والأمِّيَة وبالتالي من أين حصلوا على الأخبار والحوادث التي كتبوا عنها؟

إن الإجابة على السؤال عنوان الموضوع في هذه الفقرة وهو أنَّ تلاميذ المسيح كانوا يبشرون وينشرون الأخبار عنه من خلال رواية القصص والحكايات عن حياته ومعجزاته وعلى وجه الخصوص قيامة المسيح من الموت وهي مركزية وفي غاية الأهمية في العقيدة المسيحية وأهم معجزة من معجزات يسوع المسيح. ولو أننا أخذنا في إعتبارنا الظروف التاريخية والدينية العامة في فلسطين وفي البلدان التي بشَّر فيها التلاميذ وتلاميذهم حيث كانت الأخبار عن أنبياء أخرين ومعجزاتهم منتشرة, فقد برزت الحاجة الى الإيمان بالمسيح الإله وقيامته من الأموات وأنَّ من يؤمن بذلك سوف ينال الحياة الأبدية ويدخل ملكوت المسيح ومملكة السماء. وقد كان ذلك كما ذكرت من أنَّ يسوع المسيح لم يدعي الألوهية إلا في إنجيل يوحنا وليس في الأناجيل الإزائية الثلاثة أو رسائل بولس.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


Tuesday, May 2, 2023

الثورة العربية الكبرى والربيع العربي, التاريخ يعيد نفسه

كان وعد بلفور وإتفاقية سايكس-بيكو بلا مبالغة من أهم الأحداث التاريخية التي أثَّرت ومازالت على منطقة الشرق الأوسط بل والعالم. الأولى كانت عطاء من لا يملك الى من لا يستحق حيث وعدت بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين, بينما الثانية رسمت حدود منطقة الشرق الأوسط بما يحفظ مصالح الدول الغربية ويضمن بقاء التفرقة والشرذمة حتى بعد رحيل الإستعمار.

الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في وعد بلفور وإتفاقية سايكس بيكو مهم للغاية وقد كشفت عن بعض تفاصيلة الوثائق التي يتم الإفراج عنها بين حين وأخر وفق قانون رفع السرية عن المعلومات بعد مرور فترة زمنية محدَّدَة. ولكن مناهج التاريخ المدرسية في الوطن العربي تتناول تلك الحوادث المهمة بطريقة سطحية وتقليدية وتتجاهل مابين السطور حيث يبقى الطلاب غير مدركين مع إنخفاض مستوى الوعي لديهم بأهمية وتأثير وعد بلفور واتفاقية سايكس-بيكو على مستقبل المنطقة.

كنت قد ذكرت في عدة مواضيع سابقة أنَّ التاريخ يعيد نفسه وأنَّ العرب هم ضحية أنفسهم. كتاب التاريخ التي يتم تدريسها للطلاب في الدول العربية تتحدث عن لورنس(Lawrence of Arabia) أنه مستشرق كانت لديه إهتمامات بمنطقة الشرق الأوسط خصوصا بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية ولكن في الحقيقة فإنَّ لورنس لم يكن إلا ضابط في المخابرات البريطانية ولم يكن متعاطفا مع الأماني والأحلام العربية في تأسيس دولة قوية للعرب. لورنس كان يفهم عقلية العرب وتفكيرهم حيث تغلب عليهم العاطفة وكان يتعامل معهم بناء على ذلك. قام لورنس بتأليف كتاب "أعمدة الحكمة السبعة"  حيث أنه من يقرأ الكتاب سوف يدرك أن ضابط المخابرات البريطاني لورنس كان مهتما بحماية مصالح بريطانيا وتحقيق أهدافها أكثر من اهتمامه بتحقيق الوعد البريطاني للعرب تحقيق وحدتهم وإقامة دولة لهم في المنطقة.

إن مشكلة كتابة التاريخ في منطقة الشرق الأوسط أنها قد  تأثَّرت بإنتشار القومية العربية والمد الناصري الذي كان معادي لأنظمة الحكم الملكية. الشريف الحسين بن علي كان يرغب في إقامة دولة للعرب تضم بلاد الشام, العراق وأرض نجد والحجاز ولكن موقف بريطانيا كان على النقيض تماما, السعي من أجل منع إقامة أي كيانات سياسية قوية تقف في وجه تحقيق المصالح البريطانية أو تتحدى نفوذ وهيمنة بريطانيا في المنطقة. إن مراسلات الحسين-مكماهون لا تخفي ذلك ولا تخفي تعاطف بريطانيا مع مطالب الشريف حسين وذلك على الأقل ظاهريا, بينما كانت بريطانيا في الحقيقة تكذب وتخطط مع فرنسا من أجل تقسيم المنطقة والغاية تبرر الوسيلة ولا مانع من الكذب على الحلفاء والأصدقاء وخداعهم.

إنَّ حدود الدول في إتفاقية سايكس-بيكو رسم خطوطها في الحقيقة الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون ومستشاره العسكري الجنرال إدوارد هاوس ومن ثم تم تمريرها الى بريطانيا وفرنسا من أجل الموافقة عليها. الرئيس الأمريكي لم يكن يرغب في مواجهة الرأي العام في الوطن العربي بأن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن تلك الاتفاقية لأنه في الوقت نفسه الذي كان يرسم مع مستشاره العسكري حدود التجزئة والشرذمة في منطقة الشرق الأوسط, كان يعلن عن المبادئ الأربعة عشر ومنها عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وحق تقرير المصير.

دولة روسيا القيصرية كانت أحد أطراف الاتفاقية ويوجد نسخة منها محفوظة في خزانة القيصر نيقولاي الثاني الخاصة. إن تلك الإتفاقية كان من المفترض أنها سرِّية ولكن نسخة منها وصلت الى الرأي العام من خلال الثورة الشيوعية حيث قام مفوض العلاقات الخارجية في إتحاد الجمهوريات الإشتراكية ليون تروتسكي بنشر نصوص الإتفاقية بعد إستيلاء الشيوعيين على السلطة والحكم. ليون تروتسكي كان يسافر بين الدول بإستخدام جواز سفر أمريكي مُنِح إليه بتوصية شخصية من الرئيس وودرو ويلسون.

ولكن السؤال ماهو هدف ليون تروتسكي من نشر نصوص تلك الاتفاقية السرية الى العلن وإعلانها أمام الرأي العام؟

الإجابة باختصار هي تحقيق مصلحة الولايات المتحدة التي كانت ترغب في الاستيلاء على المنطقة وثرواتها ولكن ذلك كان غير ممكن في وجود إمبراطوريات قوية مثل البريطانية(لا تغيب عنها الشمس) وفرنسا التي كانت لديها عدد من المستعمرات في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. الولايات المتحدة بدأت خطوة خطوة في تنفيذ مخطَّطاتها في المنطقة والخطوة الأولى كانت تجميع خصومها, فرنسا وبريطانيا, في زاوية ضيقة حيث يسهل التعامل معهم وتسريب نصوص إتفاقية سايكس-بيكو كان يحقِّقُ لها ذلك.

الحرب العالمية الأولى كانت من تخطيط الولايات المتحدة أو رؤوس الأموال اليهودية أو المرابين الدوليين, تختلف التسميات ويبقى الهدف هو نفسه. الولايات المتحدة دولة تم تأسيسها بأموال أولئك المرابين بداية وصول كريستوفر كولومبوس إليها وثورة المستعمرات البريطانية التي كانت تضم ثلاث عشر مستعمرة وصولا الى إنشاء بنك الاحتياط الفيدرالي سنة ١٩١٣ ومن ثم بداية الحرب العالمية الأولى في السنة التي تليها مباشرة. ليون تروتسكي الذي كان مسؤولا عن فضح إتفاقية سايكس-بيكو السرية كان يتلقى التمويل من بنوك وول ستريت التي كان يسيطر عليها أولئك المرابين الدوليين. الثورة البلشفية منذ بدايتها كانت تتلقى التمويل من عدة جهات لها أهداف ومصالحها منها ألمانيا القيصرية و الولايات المتحدة.

الربيع العربي أو ثورة العرب الثانية هي استنساخ لأحداث الثورة العربية الكبرى ومخطط الشرق الأوسط الجديد هو نسخة من اتفاقية سايكس-بيكو ولكن مع إختلاف الأسماء والأشخاص. اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي لعب دورا مهما في ثورات الربيع العربي في مصر, تونس, ليبيا وسوريا وكان دورا بمثابة نسخة من الدور الذي لعبه توماس لورنس(Lawrence of Arabia) خلال الحرب العالمية الأولى بينما الولايات المتحدة ملأت الفراغ بعد تراجع الدور البريطاني وانسحابها من الهند والخليج العربي سنة ١٩٤٧ و ١٩٧١ على التوالي. 

الولايات المتحدة كانت على معرفة بأن الأحداث سوف تكون نتيجتها الفوضى وأنَّ نشطاء فيسبوك وتويتر والمتظاهرين ليس لديهم أي فكرة عن المشاركة في العملية السياسية أو القدرة على ترشيح ممثل عنهم الى الرئاسة أو البرلمان. وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تحدثت عن ذلك في كتابها "خيارات صعبة" عن النقاشات والحوارات التي قامت بإجرائها خلال جولتها في ميدان التحرير في مصر خلال أحداث ٢٥ يناير. تفاحة نيوتن التي كانت سوف تسقط ومن يلتقطها هم الإسلاميون ودوائر صنع القرار الغربية ومراكز ومعاهد الأبحاث تعرف ذلك وليس في قاموسها كلمة الصدفة أو الحظ.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

التاريخ يعيد نفسه والعرب ضحية أنفسهم

التاريخ يعيد نفسه وأحداث التاريخ لا تتغير في جوهرها إنما هو التغيير في أسماء الأماكن والأشخاص والعرب يرفضون أن يتعلموا من دروس التاريخ والمحظوظ من يتَّعِظُ بغيره أما الشقي فمن يتَّعِظُ بنفسه.

الدول العربية أهملت التعليم الذي أصبح أكثر القطاعات تضررا من السياسات الإقتصادية الليبرالية ونصائح البنك الدولي حيث أصبح لكل شيئ ثمن حتى التعليم وهو من المفترض أنه من الحقوق الإنسانية والأساسية في بناء دولة قوية ومجتمع قادر على مواجهة العواصف السياسية في عالم متقلِّب بإستمرار. فقد كان إهمال التعليم الحكومي فرصة ثمينة تستفيد منها استثمارات المدارس والجامعات الخاصة بدون حساب النتائج المستقبلية الكارثية لذلك الإهمال.

هناك قطاعات حيوية في أي بلد لا يمكن السماح بتطبيق مبدأ الربح والخسارة فيها وأحدها التعليم الذي أخذ في منطقة الشرق الأوسط لا يخضع فقط الى السياسات الإقتصادية الليبرالية بل الى منظمات دولية يتبع بعضها الأمم المتحدة وبعضها الأخر يتبع جهات ودول أجنبية لديها أجندتها الخاصة في تدمير أجيال كاملة من الشباب العربي فكريا وثقافيا.

خبير جودة التعليم في كوريا الجنوبية فيكتور شيا ينقل عنه تصريحه بأنه "ليس هناك دولة يمكن أن تتحمل جيلا كاملا من دون تعليم جيد. الوطن العربي أهمل التعليم والآن يدفع الثمن." هناك تقسيمات وهمية في قطاع التعليم هدفها خلق حاجز نفسي أمام تخصصات معينة مثل التاريخ والجغرافيا وعلم النفس وتفضيل التخصصات العلمية مثل الرياضيات والفيزياء والنتيجة أن جميع الطلاب يرغبون في أن يصبحوا أطباء ومهندسين.

المناهج الدراسية في الوطن العربي ضحلة ثقافيا ومعرفيا وتضيف قيمة معرفية تساوي صفر الى الطالب لأن الأولوية وأهدافها الرئيسية سياسية أكثر منها تعليمية وثقافية. مناهج التاريخ والجغرافيا وعلم النفس هي أخطر وأكثر أهمية من الرياضيات والفيزياء لأنها مسؤولة عن تكوين وعي الطالب و كذلك وجهة نظره ورأيه حول الأحداث المحلية والعالمية التي يعاصرها ويمر بها. ولكن على الرغم من كل ما سبق فإن كتب المناهج الدراسية في الوطن العربي خصوصا التاريخ تصلح لأن تستخدم من البائعين الجائلين أكثر من الإستفادة منها في التعليم.

إن قطاع التعليم في الوطن العربي والذي كان مفخرة وشرفا لا يناله إلا الطلاب الأكثر قدرة على التفوق والنجاح فتح بابه لمن يدفع أكثر وأصبحت جودة التعليم تقاس بالقدرة على دفع المال حيث يتم حتى شراء الامتحانات والشهادات. إن تدني جودة التعليم تؤدي الى تدني مستوى الوعي وبالتالي إنتشار التفاهة في المجتمع. 

مناهج التاريخ في الوطن العربي تبعث على السأم والملل عند الطلاب وهي أحد أكبر مشاكل النظام التعليمي البالي والذي ورثته أغلب الدول العربية من أيام عصر الإستعمار الأجنبي. إنَّ تاريخ منطقة الشرق الأوسط هو عبارة عن تراثها المكتوب وآثارها وما تنشره وسائل الإعلام المختلفة من أخبار وأحداث. مناهج التاريخ في الوطن العربي تتحدث عن الحاكم وتاريخ ميلاده وإنجازاته وعدد أفراد أسرته وتاريخ زواجه مما أدى الى نشوء أجيال من الطلاب من الممكن التحكم بوعيها وعقلها الباطن والسيطرة عليها بسهولة وتحريك أحداث داخلية وخارجية تخدم أجندات ومصالح مشبوهة.

الأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ليس لها علاقة مع نظرية المؤامرة بل هي أحداث تاريخية لها مقدماتها وأسبابها ونتائجها على مستقبل المنطقة بل والعالم بأكمله. إن دراسة تلك الأحداث وفهمها بالنسبة للأجيال القادمة أمر مهم للغاية. كما أنه من الأهمية دراسة الماضي وفهم الحاضر حتى تكون هناك قدرة على قراءة المستقبل.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية