Flag Counter

Flag Counter

Thursday, April 25, 2024

عشرة سنين غيَّرَت العالم

كانت الثورة الفرنسية(١٧٨٩م-١٧٩٩م) أحد أهم الأحداث الجيوسياسية التي التي أدَّت الى تغيير في المنظومة الجيوسياسية العالمية وحركت رقع الشطرنح في أوروبا والعالم. هناك نتائج مهمة للثورة الفرنسية لا يمكن تجاهل الحديث عنها وهي: أولا, سقوط الملكيات الأوروبية واحدة تلو الأخرى. ثانيا, إصدار قرار بتأسيس بنك فرنسا المركزي سنة ١٨٠٠م. ثالثا, تطبيق مبدأ فصل الدين عن الدولة. رابعا, صدور قرار بالمساواة بين اليهود والفرنسيين. 

الثورة الفرنسية هي الخطوة الأولى التي بدأت من خلالها الجمعيات الماسونية والمتنورين(إلوميناتي) في تنفيذ مخطط السيطرة على العالم وتأسيس حكومة عالمية واحدة تحكم العالم(New World Order) وهو موضوع تحدث عنه عدد من السياسيين المعاصرين أذكر منهم الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان و مستشار الأمن القومي الأمريكي الذي توفي مؤخرا هنري كيسنجر وغيرهم. وحتى يومنا هذا يردِّد متظاهرون في دول عربية خصوصا خلال ماعرف بأحداث الربيع العربي(٢٠١٠-٢٠١٢) شعارات الثورة الفرنسية(حرية, إخاء, مساواة). وفي فرنسا هناك قسم الولاء للثورة الفرنسية ومبادئها التي على كل متقدم للحصول على الجنسية الفرنسية أن يقوم بتأديته. 

مخطط الحكومة العالمية يتضمن ثلاثة ثورات رئيسية وثلاثة حروب عالمية تحقق منها الى الآن الحرب العالمية الأولى والثانية. أما بالنسبة الى الثورات فإن الثورة الفرنسية(١٧٨٩م-١٧٩٩م) هي أولى تلك الثورات تليها الثورة البلشفية(١٩١٧-١٩٢٣) وربما تكون الثورة العربية الكبرى(١٩١٦م-١٩١٨م) هي الثورة الثالثة أو ربما هناك ثورة ثالثة حيث لم أعثر في أي من المراجع أو المواقع التي تتحدث عن بروتوكولات حكماء صهيون أو مخطط تأسيس حكومة عالمية أي مرجع عن الثورة الثالثة والتي ربما مازالت خططها حبيسة الأدراج تنتظر التنفيذ.

وبالعودة الى الثورة الفرنسية والحديث عنها حيث وصفها الطبيب وعالم الاجتماع وعلم النفس الفرنسي غوستاف لوبون بأنها ثورة قام عليها الرعاع والهمج والسوقة من شراذم الفرنسيين. وقد تأسَّسَت تلك الثورة على مجموعة أكاذيب وإشاعات تم الترويج لها منها الفساد الأخلاقي للملكة الفرنسية ماري أنطوانيت والفساد المالي للملك الفرنسي لويس الثالث عشر وأنه كان مجرما وديكتاتوريا وأن سجن الباستيل يمتلئ بآلاف السجناء من عامة الشعب بينما كان في الحقيقة سجنا مخصصا للنبلاء المعارضين للملك لويس السادس عشر وعندما اقتحمته جماهير الثورة الفرنسية لم يكن فيه غير بضعة سجناء, أربعة متهمين بالتزوير, سجين مختل عقليا, سجينين من النبلاء المعارضين للملك. المثير للدهشة أن الثوار الفرنسيين حين اقتحموا سجن الباستيل فقد قتلوا النبلاء وأطلقوا سراح السجناء الأخرين. كما أن سجلات سجن الباستيل المحفوظة بعناية تثبت أن عدد سجناء سجن الباستيل منذ بنائه هم ٢٧٤ شخص من الذكور ومن الإناث ٣٢ فقط لا غير وليس هناك آلاف السجناء وغير ذلك من الأكاذيب التي روجت لها ماكينة دعائية كانت تعمل بلا توقف. 

تابليون بونابرت الذي بدا ضابطا في الجيش الفرنسي خلال أحداث الثورة الفرنسية ثم أصبح إمبراطور فرنسا كان الأداة الرئيسية في تنفيذ أهداف الممولين من آل روتشيلد وغيره من أثرياء اليهود حيث قام بغزو بلدان أوروبية مثل إيطاليا, إسبانيا وغيرها وأسقط الأنظمة الملكية فيها وجعل من إخوته هم الحكام وتلك هي أحد أهداف الحكومة العالمية والتي ذُكِرَت في بروتوكولات حكماء صهيون.

التاريخ يعيد ويكرر نفسه وأنا مهتم جدا في التاريخ والأحداث التاريخية الهامة لأنها ترسم طريقنا نحو المستقبل ون لا ماضي له, ليس له حاضر. الثورة الفرنسية لها ما لها وعليها ما عليها وسواء نظر البعض اليها إيجابيا أو سلبيا إلا أننا الجميع سوف يتفقون أنها غيرت العالم مرة واحدة والى الأبد وأن خارطة العالم الجيوسياسية قبل الثورة ليست هي ذاتها بعدها. وإذا لاحظنا مايعرف إعلاميا بأحداث "الربيع العربي, ٢٠١٠-٢٠١٢" والتي تعلن قناة الجزيرة القطرية أن الربيع العربي مستمر رغم مرور أكثر من ١٠ سنين على تلك الأحداث المؤسفة, سوف نجد أن الأساليب هي ذاتها في الثورة الفرنسية يتم تطبيقها في الربيع العربي خصوصا تزوير الحقائق, نشر الإشاعات, التضليل الإعلامي والبروباغندا الكاذبة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment