Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, October 8, 2024

كيف تم إستخدام حماس ضد حزب الله في لبنان؟

بدأت وسائل الإعلام مؤخرا تنشر أخبار عن نتائج إجتماع عقد في القاهرة وضم ممثلين عن فتح, حماس والحكومة المصرية بهدف التباحث حول الأحداث في قطاع غزة. الإجتماع الذي كان برعاية أمريكية أدى الى إتفاق مبدئي بنوده الرئيسية هي رحيل قادة حماس وذلك يشمل السنوار والضيف الى السودان وإطلاق سراح الأسرى مقابل إيقاف العمليات العسكرية في قطاع غزة, إدارة معبر رفح من الحكومة الفلسطينية في رام الله. حماس الخارج وافقت على الاقتراح أما بالنسبة الى حماس الداخل, قادة كتائب عز الدين القسام وقيادة الأسرى في السجون, مازال موقفهم غير واضح. رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح برهان وافق مبدئيا على المقترح والمقابل هو الدعم العسكري والمالي ضد ميليشيات الدعم السريع بقيادة حميدتي.


الهدف من عملية طوفان الأقصى هو حزب الله في لبنان وذلك بعد أن يدخل المعركة تحت مسمى جبهات الدعم والإسناد وتدخل الأزمة في مرحلة اللاعودة, عندها سوف يتم سحب الوحدات العسكرية من قطاع غزة وتحويل كامل القدرات العسكرية الإسرائيلية الى لبنان ويدخل لبنان رسميا الى المعركة بوصف الدولة اللبنانية وليس فقط حزب الله. الضاحية الجنوبية سوف يتم تدميرها على رؤوس سكانها, الجيش اللبناني سوف يتعرض الى هجمات من القوات الإسرائيلية وميليشيات سنية غامضة لم تكن موجودة في السابق سوف تظهر فجأة تنضم الى المعركة ضد حزب الله وسوف يكون مركزها في مدينة طرابلس. 


لبنان أجمل بلد عربي وبيروت كانت تلقب "باريس الشرق الأوسط". أحدث صيحات الموضة كانت تظهر في بيروت قبل باريس والبنوك اللبنانية كانت تنافس نظيرتها في أوروبا خصوصا في السرية المصرفية. لبنان كانت سويسرا الشرق الأوسط في المصارف والبنوك. إن تلك الصورة الجميلة كان لا بدَّ من تخريبها وتدميرها لأنها تعتبر خطرا على مصالح الدول الغربية. لبنان كان ساحة صراع فرنسية-أمريكية بوصفه مستعمرة فرنسية سابقة والولايات المتحدة كانت تسعى الى تصفية نفوذ الإمبراطوريات السابقة ومنها الفرنسية التي مازالت تحتفظ بنفوذها في لبنان.


الشيعة ليسوا مسؤولين عن أزمات لبنان الذي يعتبر كتلة مشاكل بسبب وقوعه في منطقة جيوسياسية حساسة ومهمة. حزب الله لم يكن موجودا خلال الفترة التي سبقت سنة ١٨٦٠م حيث قامت فرنسا بإنزال قوات على السواحل السورية وظهر الى الوجود متصرفية جبل لبنان فقد كانت المنطقة في تلك الفترة ساحة صراع بين فرنسا التي تدعم المسيحيين الموارنة و بريطانيا التي تدعم الدروز. بريطانيا كانت مهتمة بـإضعاف نفوذ محمد علي حاكم مصر والشام تمهيدا لإحتلال مصر وأرسلت الجاسوسة هستر ستانهوب التي عملت حتى وفاتها سنة ١٨٣٩م على استمالة الدروز الذين كانوا فلاحين يعملون مزارعين لدى ملاك الأراضي الموارنة وحرضت الدروز ودفعت الكثير من الأموال. وقد بدأت أول بشائر تلك الفتنة سنة ١٨٤١م ووصلت الى ذروتها سنة ١٨٦٠م حيث وقعت مذبحة الموارنة وتم تدمير ٣٠٠ قرية مسيحية ومقتل أكثر من ٢٠ ألف من المسيحيين الموارنة وامتداد الفتنة الى حي القيمرية في دمشق الذي تعرض الى دمار واسع.


مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية


النهاية



No comments:

Post a Comment