إن مشكلة الأقليات في الوطن العربي سواء الشيعة, المسيحيين, الأكراد وغيرهم والتي يرفض أو يتجاهل نبيل خليفة وغيره من المفكرين هي أنه ومنذ مئات السنين معرضون للملاحقة لأنهم ببساطة متهمون في أدبيات الإسلام السني بأنهم كفار. ولكن تهمة (الكفر) ليست كلمة تقال أو مصطلح عابر وبالتالي تكون النتائج كارثية وهي: دم الكافر, ماله ونسائه حلال و سبايا وغنائم. الموروث الإسلامي السني يلعب على وتر المشاعر والعواطف الدينية ويهتم بغسيل العقول من خلال الإقناع بإستخدام أمور غيبية.
هناك عدة أمثلة على الغيبيات التي تستخدمها الأدبيات السنية مثل كرامات الشهيد بأن له قصرا في الجنة وحورية لديها سبعون وصيفة وكل وصيفة لها غرفة وأن ممارسة الجنس مع الحورية وأي من وصيفاتها تستغرق سبعين سنة وأنهار الخمر والعسل وغير ذلك. أدبيات الإسلام السني حولت الجنة الى كازينو وديسكو والهدف الأقليات التي تعتبرها الولايات المتحدة و دوائر صنع القرار في الغرب أكبر عائق يقف في طريق تحقيق مصالحهم.
الربيع العربي كما يتحدث الدكتور نبيل خليفة في كتابه أنه كان "انتفاضة سنية أطلقتها شبيبة عربية صادقة…" وأنهم استخدموا كافة الأساليب من أجل تشويه صورة الربيع العربي. ولكن على الرغم من أن الدكتور نبيل خليفة لم يقدم توضيحا حول هوية من قاموا بتشويه الربيع العربي, إلا أن ذلك يحتاج الى وقفة من أجل توضيح بعض النقاط التي تجاهلها الدكتور نبيل متعمدا والتي تتعارض مع بعض الحقائق الثابتة.
الربيع العربي ليس إنتفاضة سنية وذلك أكبر هراء يمكن لأي شخص أن يقوم بترديده. الولايات المتحدة كان لديها عدة مشاريع من أجل دعم (الديمقراطية" في الوطن العربي ونجحت في تجنيد عدد كبير من الشباب في بلدان مختلفة وتدريبهم على "الديمقراطية" في قطر, صربيا, الولايات المتحدة وعدة دول أخرى منها دولة الكيان الصهيوني. الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطبته في القاهرة سنة ٢٠٠٩ قام بهز العصا للحكام العرب وطالبهم بتطبيق الديمقراطية وإلا فإن القادم أعظم. الديمقراطية التي يتحدث عنها الرئيس الأمريكي هي أن تسمح الأنظمة للإخوان المسلمين والسلفيين أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة بأن يجلسوا على كرسي الحكم والسلطة.
تنظيم الإخوان المسلمين الذي كان يقدم الدعم في السر للشباب الثوري الأحمق ثم أصبح ذلك الدعم علنيا هم تنظيم تأسس سنة ١٩٢٨ في مدينة الإسماعيلية المصرية أحد مدن قناة السويس تحت رعاية بريطانيا وبعيدا عن رقابة الحكومة المصرية. بنك روتشيلد في لندن هم من قدم ٥٠٠ جنيه مصري الى حسن البنا الذي قام ببناء أول مسجد ومركز للجماعة في المدينة. إن حصة الحكومة البريطانية في قناة السويس قامت بشرائها من خلال قرض قدمه بنك آل روتشيلد وبالتالي فإن الخلافة الإسلامية التي كان يتحدث عنها حسن البنا هي خلافة على مذهب آل روتشيلد وليس على منهاج النبوة.
إذا فإن تنظيم الإخوان المسلمين غارق في العمالة للدول الغربية بداية من بريطانيا ثم الولايات المتحدة وهو تنظيم (سني) أو هكذا تروج وسائل الإعلام. كما أن تنظيم الإخوان المسلمين هم الشجرة الخبيثة التي أثمرت جميع التنظيمات التكفيرية والأصولية بداية من التكفير والهجرة, القاعدة, داعش, الجيش السوري الحر وغيرهم تعود أصولهم وجذورهم الى تنظيم الإخوان المسلمين وأفكارهم خصوصا سيد قطب.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
…يتبع
No comments:
Post a Comment