Flag Counter

Flag Counter

Monday, December 4, 2023

لماذا الحضارة الغربية مهدَّدَة بالإنقراض؟

هناك الكثير من التقارير في دول الغرب مصدرها مفكرون ومراكز أبحاث وسياسيون تحذِّر من تناقص معدلات الولادة وأنَّ ذلك سوف يؤدي الى إختفاء الحضارة والثقافة الغربية تدريجيا مرورا بإنقراضها نهائيا حيث تتحول الشعوب من ذوي البشرة البيضاء(الأنجلو-ساكسون) الى أقلية في أوروبا. نظرية الإستبدال العظيم هي أحد النظريات التي يروِّج لها المؤمنين بنظرية المؤامرة والتي يمكن إختصارها بأن دوائر صنع القرار المتنفذة في الغرب ترى من وجهة نظرها أنَّ تنامي الشعور القومي في أوروبا سوف يؤدي الى حرب عالمية ثالثة سوف تكون آثارها كارثية ومضاعفة أكثر من سابقاتها وأن إضعاف الشعور القومي بين المواطنين الأوروبيين تكون من خلال الهجرة حيث يتحولوا الى أقلية وتكون أغلبية السكان من المهاجرين الذين لا ولاء لهم.

المثير للإستغراب في أنه وفي الوقت نفسه الذي يتباكى النشطاء والقوميون المتطرفون في دول الغرب على تناقص معدل الولادات, تجدهم يشجعون كل التوجهات والتيارات التي تؤدي الى ذلك. كما أنهم هم أنفسهم يروجون للحرب العالمية الثالثة أو حرب نهاية العالم ولكن يحاولون توجيه ذلك الصراع الدموي نحو منطقة الشرق الأوسط من خلال ترويج أساطير دينية توراتية في وسائل الإعلام التي تتبع اليمين المسيحي الصهيوني المحافظ. السياسيون في دول الغرب وجدوا في الهجرة والمهاجرين شماعتهم التي يعلقون عليها أخطائهم وفشلهم في حل المشاكل التي تعاني منها دولهم والتي تحولت حالتها من عادية الى مزمنة للغاية خصوصا البطالة والأزمات الاقتصادية من كساد و تضخم و ديون سيادية وصلت الى مستويات خطيرة غير مسبوقة.

إنَّ ترويج معاداة المهاجرين, الإسلاموفوبيا ويوروبيا ليس إلا محاولة من السياسيين الأوروبيين حتى يجدوا ما يقومون به أمام دوائرهم الانتخابية ويتم إعادة انتخابهم مرة تلو الأخرى بسبب ترويجها دعاية مضللة هدفها نشر الخوف والذعر بين ناخبيهم من الهجرة الإسلامية تارة أو الهجرة من إفريقيا تارة أخرى وأن المهاجرين يستولون على الوظائف وأن ذلك يؤدي الى زيادة معدل البطالة. إنَّ أولئك السياسيين أنسهم لا يتجرأ أحدهم على مصارحة ناخبيهم بالأسباب الحقيقة للمشاكل التي تتحدث عنها وسائل الإعلام خصوصا المشاكل الإقتصادية ولذلك يبحثون عن كبش فداء. إنَّ ذلك الكبش كان في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى هي المانيا القيصرية وحليفتها الدولة العثمانية وفي الحرب العالمية الثانية كانت المانيا النازية وإيطاليا الفاشية واليابان, وأما في الحرب العالمية الثالثة فهم مازالوا يبحثون عن عدو مناسب ويدرسون الخيارات المتوفرة, الإسلام أو الصين, أو ربما دولة روسيا الإتحادية التي تتم شيطنة رئيسها فلاديمير بوتين في وسائل الإعلام باستمرار.

إن النشطاء والسياسيين والأحزاب اليمينية الفاشية والعنصرية في دول الغرب لا يحق لهم البكاء على اللبن المسكوب حيث لا يمكن أن يرجعوا ساعة الزمن الخلف, المسلمون سوف يستولون على أوروبا إن عاجلا أو آجلا ولكن ذلك سوف يكون من وجهة نظر أرقام الإحصاءات السكانية وبدون أي نفوذ سياسي أو مالي حقيقي. العرب والمسلمون في دول المهجر فشلوا في تحقيق أي نفوذ سياسي أو إقتصادي خصوصا في دول مثل فرنسا, السويد وألمانيا وفشلوا في تأسيس أحزاب سياسية أو لوبيات تدافع عنهم وعن مصالحهم ولكن هم نجحوا نجاحا باهراً في الخصومة وخلاف بعضهم البعض والتعاون مع حكومات غربية وأجهزتها الأمنية ضد بعضهم وكتابة التقارير. هناك أكثر من ٥ ملايين مسلم في فرنسا ومع ذلك تسرح الحكومات الفرنسية وتمرح و تضطهد المسلمين في قضايا مثل حظر النقاب وتلاها حظر الحجاب ومن ثم ربما سوف يفرضون على المسلمات وبقوة القانون ارتداء التنورة القصيرة وزيارة المسابح المختلطة و إرتداء البكيني مرة في الشهر.

المشكلة التي يرفض السياسيون الغربيون أن يفهموها ويقدمون معلومات مضللة الى ناخبيهم هي أنه حتى الأنجلو-ساكسون من المواطنين ذوي البشرة البيضاء ليس ولن يكون لديهم أي نفوذ حقيقي وأن ذلك النفوذ في أيدي من يديرون ويمتلكون ماكينات الطباعة في بنك الإحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة والبنك المركزي الأوروبي ومن يمتلكون احتياطيات الذهب في سويسرا. المرابون(المصرفيون) الدوليون هم من يدير المشهد السياسي, الإقتصادي والإجتماعي في العالم وهم السبب في الأزمات والحروب والأحداث المأساوية التي لم تترك بلدا إلا وعبثت بأمنه واقتصاده ولكن من خلال وسائل الإعلام يحملون المسؤولية الى سياسيين وأنظمة حكم هم في الحقيقة ممثلين في مسرحية والتي لا يظهر المخرج فيها للجمهور. وأما أولئك المرابون الدوليون فهم يتألفون من عدة مئات من الأشخاص من اليهود وغير اليهود ولكن السيطرة المطلقة هي من نصيب عدد محدود من الأسر اليهودية على رأسهم آل روتشيلد وهم من يهود أوروبا وقدَّرت مجلة فوربس ثروة الأسرة ٥٠٠ تريليون دولار, آل روكفلر وهم من يهود الولايات المتحدة وقد كان رجل النفط جون روكفلر أول ملياردير في تاريخ الولايات المتحدة, وآل مورغان الذي تعود أصولهم الى المملكة المتحدة(بريطانيا) وعدد محدود من رجال الأعمال الأمريكيين والأوروبيين الأثرياء.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment