رئيس نظام مسافة السِّكَة, فتح عينك تاكل ملبن

هناك مثل شائع يقول "إذا لم تستحي, إفعل ما شئت" وينطبق ذلك على النظام المصري ورئيسه عبد الفتاح السيسي. التصرف الوحيد الإيجابي الذي قام به عبد الفتاح السيسي هو أنه قبض على قادة ونشطاء الإخوان المسلمين وأدخلهم السجون التي لن يخرجوا منها إلا الى القبر.

سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة قي نظام حكم محمد حسني مبارك صرَّحَ علانية وعلة الهواء بأنه يمكن أن يقبلوا في مصر التنازل عن منطقة من صحراء سيناء تبلغ مساحتها ١٥ كم مربع حتى يسكنها الفلسطينيون النازحون من قطاع غزة وذلك مقابل شروط وضمانات خصوصا في ملف سد النهضة والغاء ديون مصر. المثير للسخرية أن مصطفى الفقي وفي لقاء أخر مع الصحفي مصطفى بكري حلف بشرف أمه أنه لم يقل ذلك الكلام لا نصاً ولا روحاً. 

أهداف عملية طوفان الأقصى إذا أصبحت واضحة ويمكن اختصارها بالتالي: تهجير أهالي قطاع غزة الى سيناء مما سوف يؤدي مع مرور الوقت الى إضطرابات وغليان الشارع المصري وتوتر بسبب إصرار الفلسطينيين على مواصلة الكفاح المسلح إنطلاقا من الأراضي المصرية وهو ما لمَّحَ له ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان وأثار ضجة واسعة.

جيش الإحتلال الصهيوني يقصف المدنيين حيث هناك أكثر من ١٨ الف شهيد نصفهم من الأطفال وعدة آلاف من الجرحى وحالات صعبة حيث يجري الأطباء عمليات جراحية و ولادة من دون تخدير. كما أنَّ جيش الإحتلال الصهيوني يدمر البنية التحتية حيث يقصف المدارس والمستشفيات والمباني الحكومية. ومؤخرا بدأ في تخريب مخزون المياه الجوفية من خلال ضخ مياه البحر بذريعة تدمير الأنفاق. إذا من الواضح أن الهدف هو تهجير الفلسطينيين من أهل قطاع غزة الى مصر حيث روَّجَت الدعاية الصهيونية أن جنوب قطاع غزة, المتاخم لحدود مصر, منطقة آمنة وأن على أهالي شمال قطاع غزة النزوح الى هناك حيث الخدمات والمساعدات ومن ثم لاحقا تم قصف مناطق الجنوب و اقتحمتها قوات جيش الإحتلال الصهيوني بذريعة اختباء قادة حماس فيها.

هناك قلق واسع في المملكة الأردنية الهاشمية وعلى جميع المستويات السياسية والشعبية من الوطن البديل وتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية في سيناريو مماثل لما يحصل في قطاع غزة. إن ذلك هو السبب الذي ربما تتحدث عنه الأخبار بأن تعزيزات من الجيش الأردني وصلت الى الحدود مع فلسطين المحتلة في الضفة الغربية.

أما في اليمن فإن هجمات الحوثيين على السفن التي تمر من المنطقة خصوصا مضيق باب المندب سوف يؤدي إلى تواجد عسكري أمريكي دائم وربما احتلال جزر تيران وصنافير والذريعة هو حماية الملاحة الدولية. ولكن على أرض الواقع فإن السيطرة عسكريا على المضايق الإستراتيجية المهمة والحيوية بالنسبة الى حركة التجارة العالمية هو هدف أمريكي غير معلن والسبب هو حصار الصين خصوصا في إمداداتها من الطاقة والتي تستورد أغلبها من خلال طرق شحن بحرية وناقلات النفط العملاقة.

قيادة حماس السياسية وعلى رأسهم خالد مشعل, إسماعيل هنية, أسامة حمدان, يحيى السنوار يعرفون كل ذلك ويعرفون عواقب ونتائج ماقاموا به. عملية طوفان الأقصى تم إستلام أوامر تنفيذها وساعة الصفر من الخارج. أنا بالطبع أوَجِّهُ التحية الى المقاتل الفلسطيني على الارض لأن ذلك المقاتل الذي يضحي بنفسه ليس حماس وليس الجهاد الإسلامي لكن إرادة المقاومة في الشعب الفلسطيني ولكن في عالم السياسة, لا مكان للملائكة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية