Flag Counter

Flag Counter

Monday, May 23, 2022

رأسمالية الكوارث, صناعة الأزمات والنظام العالمي الجديد

الاقتصاد الأمريكي وصل إلى طريق مسدود والسبب هو ماكينة الطباعة الأمريكية التي تطبع الدولارات من الهواء ومن دون أي رقابة دولية. بنك الإحتياطي الفيدرالي هو البنك المركزي في الولايات المتحدة وهو المسؤول عن طباعة العملة وأسعار الفائدة وكمية النقد التي يتم تداولها. الدولار الأمريكي خلال الفترة التي سبقت تاريخ ١٥/أغسطس/١٩٧١ يتمتع بغطاء الذهب ٣٥ دولار/أونصة وفق إتفاقية بريتون وودز(١٩٤٤). ولكن في ذلك التاريخ أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون التخلي عن مبادلة الدولار مقابل الذهب وتم تعويم الدولار أمام العملات الأخرى في أسواق الصرف العالمية وأصبح الدولار لا يستند الى أي عامل تغطية يحمي قيمته من تقلبات أسعار الصرف.

وخلال الفترة التي أعقبت حرب رمضان/١٩٧٣ والحظر النفطي(١٩٧٣-١٩٧٤) وإرتفاع أسعار النفط ٤٠٠%, عقدت الولايات المتحدة اتفاقية مع المملكة العربية السعودية تلتزم الولايات المتحدة بحماية المملكة من أي تهديد عسكري داخلي أو خارجي مقابل أن تقبل الملكة بيع إنتاجها من النفط حصريا مقابل الدولار الأمريكي. وقد كانت تلك الفكرة من بنات أفكار ثعلب السياسة الأمريكية مستشار الأمن القومي هنري كيسنجر. المملكة العربية السعودية بوصفها أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك كانت تعتبر مؤثرة وذات نفوذ داخل المنظمة. كما أن الولايات المتحدة كانت تقوم بالتدخل في  أي دولة تحاول أن تبيع نفطها مقابل أي عملة أخرى. النفط مقابل الدولار كان خطاً أحمرا بالنسبة للولايات المتحدة.

ولكن زيادة المعروض من دون زيادة مقابلة في الطلب تعني كارثة إقتصادية حقيقية وقد تؤدي في النهاية الى التضخم المفرط والذي تحاول أي حكومة في العالم أن تتجنبه. آلة الطباعة الأمريكية مستمرة في طباعة الدولار ولذلك كان لابد من إيجاد الطلب وهو أمر لا يكون إلا عبر صناعة أزمة في مكان من العالم حيث يتسابق المستثمرين على شراء السندات والأدوات المالية الأمريكية باعتبارها استثمارا آمنا. الولايات المتحدة بلد قائم على صناعة الأزمات في جوهره منذ أن قامت ١٣ مستعمرة بريطانية في أمريكا الشمالية بإعلان الإستقلال وذلك من خلال افتعال أزمة عرفت بإسم حادثة حفلة شاي بوسطن. وفي أوقات مختلفة تم افتعال عدة أزمات مع المكسيك والإمبراطورية الإسبانية وحتى مع سكان جزيرة هاواي وأصبحت أراضي الولايات المتحدة عبارة عن خمسين ولاية ومنطقة العاصمة الاتحادية واشنطن.

في مقال مؤرخ ٨/فبراير/٢٠٢٠ بعنوان "صناعة الأزمة..سلاح فتاك" نشرته جريدة عكاظ السعودية حيث يؤرخ الكاتب عمر العمري تاريخ الحرب العالمية الثانية وأنَّ ألمانيا هي من إفتعلت الأزمة التي أدت الى الحرب وأن وزير الدعاية الألماني جوزيف غوبلز هو المسؤول عن التخطيط لتلك الأزمة. والحقيقة أن الكاتب قد جانب الصواب متعمدا بإلقاء اللوم على هتلر وغوبلز في إشعال فتيل الحرب العالمية الثانية وتناسى الكاتب أو تجاهل أنَّ بنوك وول ستريت, بنك الإحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا هم من كانوا يمولون هتلر وأنَّ إنهيار الإقتصاد الألماني خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى سببه إتفاقية فرساي(١٩١٨) التي فرضت تعويضات حرب ضخمة على ألمانيا ثم إتفاقية داووز١٩٢٤(The Dawes Plan) واتفاقية يونغ١٩٢٨(The Young Plan) التي كانت لها عواقب وخيمة على الاقتصاد الألماني حيث زادت نسبة البطالة الى أكثر من مليون عاطل عن العمل مما فتح المجال للدعاية النازية وهتلر ترويج أفكارهم المتطرفة و وعودهم بالقضاء على البطالة حيث وصل هتلر سنة ١٩٣٣ إلى منصب مستشار ألمانيا. 

إن النظام العالمي الجديد هو نظام قائم على شبكة معقدة من المصالح التجارية, السياسية, التحالفات والامتيازات ويعتمد الصهيو-مسيحية عقائديا. رأسمالية الكوارث أو النيوليبرالية المعاصرة هي تمثِّلُ العقيدة الإقتصادية لذلك النظام حيث لابد من إستغلال أي أزمة قائمة أو صناعة أزمة تحقق مصالح وأهداف محدَّدة و واضحة. أعمدة النظام العالمي الجديد هي البنك الدولي, صندوق النقد الدولي, بنك التسويات الدولي في مدينة بازل السويسرية, بنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي وهو مؤسسة خاصة وليست حكومية ومجموعة من بنوك وول ستريت ومؤسساته الاستثمارية وصناديق التحوط على رأسهم بنك غولدمان ساكس ومجموعة البنوك والمؤسسات التابعة لآل مورغان وهم من كبار المصرفيين في وول ستريت وهم من أصول يهودية.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment