Flag Counter

Flag Counter

Sunday, March 14, 2021

الربيع العربي في سوريا, التاريخ للمنتصرين والحقيقة للأحرار

ينقل عن رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل مقولة:"التاريخ يكتبه المنتصرون."

ولكن ماهو تعريف التاريخ؟

يقول الإمبراطور والقائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت:"التاريخ مجموعة من الأكاذيب متفق عليها."

إن التاريخ يكتبه المنتصرون ولكن الحقيقة لا يكتبها إلا الأحرار الذي سوف يتحدثون عن حقيقة الحرب الدموية التي تعرضت لها سوريا التي تعتبر أحداث الربيع العربي أحد فصولها. 

التاريخ هو الأربعاء 30/مارس/1949 حيث قام أحد ضباط الجيش حسني الزعيم بتنظيم انقلاب ناجح وقبض على الرئيس شكري القوتلي ورئيس الوزراء خالد العظم حيث تم إجبارهما على توقيع إعلان الإستقالة. الإنقلاب تم تدبيره بإشراف من الولايات المتحدة حيث تم التخلص من الزعيم وبإشراف الولايات المتحدة في انقلاب قاده ضابط آخر من الجيش هو العقيد سامي الحناوي فجر 13/أغسطس/1949 وذلك بعد أن قام الزعيم بتنفيذ أهم بندين على قائمة أجندات الدول الغربية, الأول هو توقيع اتفاقية الهدنة مع الكيان الصهيوني والثاني توقيع اتفاقية التابلاين من أجل مد خطوط نقل النفط من السعودية الى ميناء صيدا اللبناني. 

إن أول إنقلاب في سوريا كان سببه خطوط نقل النفط وليس صدفة أن الحرب الحالية على سوريا سببها مشروع خطوط نقل النفط والغاز والذي من المفترض أن تكون بدايته من قطر ونهايته في ميناء جيهان التركي مرورا بأراضي الكويت, السعودية وسوريا. ولكن في الوقت نفسه كان هناك مشروع إيراني منافس لنقل النفط والغاز إنطلاقا من إيران, العراق, سوريا ثم لبنان. في الحروب والمشاكل والصراعات خلال القرن العشرين والواحد والعشرين, فتش دائما عن النفط والغاز. الصراع على جورجيا, الحرب في منطقة ناغورني-كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان والصراع في أوكرانيا على بعض المناطق ومنها دونباس ودونيتسك لها علاقة بإمدادات الطاقة وخطوط نقل النفط والغاز. في مقال نشره روبن ميلز وهو زميل سابق غير مقيم لشؤون الطاقة في مركز بروكنجز الدوحة حيث حاول السخرية من تلك النظريات وأنها خطوط نقل النفط والغاز ليس لها علاقة بالصراع الدائر في سوريا. ولكن كل الدلائل والسوابق التاريخية تؤكد صحة ذلك خصوصا أنه تم إكتشاف مكامن بحرية هائلة للنفط والغاز يسيل لها اللعاب قرب مناطق الساحل السوري فإذا أضفنا إليها حقول النفط والغاز قرب تدمر وفي البادية السورية في دير الزور, نستطيع أن نفهم سبب تمسك القوات الأمريكية بالبقاء في سوريا.

وسائل الإعلام الغربية تحولت الى ناطق بإسم وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاغون) وتحاول أن تلعب مجموعة من الأوراق في سوريا ولكنها جميعها أصبحت مكشوفة. شيطنة الرئيس السوري وحتى الهجوم الشخصي على عقيلته السيدة السورية الأولى أسماء الأخرس والمجازر الجماعية وقضية الأسلحة الكيميائية من ضمن عدد من البهلوانيات التي حاول الإعلاميون الذين تحولوا الى مهرجين في السيرك الأمريكي تنفيذها ولكن استعراضهم كان مملا للغاية. ولكن المثير للاستهجان هو عدد من المثقفين العرب الذين يوصفون بأنهم نخب ثقافية وفكرية يقتدي بها المجتمع قد تحولوا الى ناطقين باسم البنتاغون يكررون مثل الببغاوات ماتم تلقينهم إياه حول سوريا. حتى أنه تم الترويج لمنظمة إرهابية أسسها ضابط مخابرات بريطاني هو لو ميسورير وهي الخوذ البيضاء والتي فازت بجائزة نوبل للسلام التي لم يبقى مجرم حرب إلا وفاز بها. حتى أن الزعيم النازي أدولف هتلر قد كان مرشحا للجائزة. الخوذ البيضاء تورطت في افتعال عدد من الهجمات الكيميائية المزعومة ولكن المفزع هو إستخدامها عدد كبيرا من الأطفال ممن تم خطفهم من مناطق مختلفة في سوريا خصوصا في الساحل السوري ومن مناطق مختلفة في ريف دمشق منها منطقة عدرا العمالية وذلك في إستعراض إعلامي تم تقديم أولئك الصغار قرابين بشرية تمت التضحية بهم. وبدلا من التحقيق في الجرائم التي ارتكبتها تلك المنظمة الإرهابية التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع جبهة النصرة, تم منحها جائزة نوبل للسلام. تنظيم تجرد من الإنسانية تقوم دولة الإحتلال الصهيوني التي تقصف وتقتل المدنيين الفلسطينيين ليل نهار بإجلاء أفراده الى ملاذات آمنة.

تخيلوا لو أن الرئيس السوري يقبل تطبيع العلاقات مع دولة الكيان الصهيوني وتبادل السفارات وقطع علاقته مع حزب الله وإيران ومنظمات المقاومة الفلسطينية وأن يقوم بتسليم حقول النفط السورية الى شركات أمريكية وأن تنضم سوريا الى منظمة التجارة العالمية وتقبل بشروطها وتقوم بخصخصة البنك المركزي السوري وتحويله من ملكية الدولة الى ملكية بنوك خاصة مرتبطة مع بنك الإحتياطي الفيدرالي وول ستريت.

فقط تخيلوا كل ذلك يحصل في سوريا

سوف يفوز الرئيس بشار الأسد بجائزة نوبل للسلام وسوف يتصدر غلاف أشهر المجلات والصحف الأمريكية والأوروبية وسوف يتم إستقباله في عواصم العالم المختلفة كما تم إستقبال ميخائيل غورباتشوف وسوف يتحول الأكراد الى متمردين يهددون الأمن والسلم العالمي وسوف تتحول أجهزة الأمن الى شركاء في مكافحة الإرهاب وسوف يتم إستعادة الجولان وأعطاء الرئيس السوري كرتا أخضرا فيما يتعلق بلواء الاسكندرون ولبنان وباقي الرواية أكثر وضوحا من أن تُحكى.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment