Flag Counter

Flag Counter

Thursday, January 14, 2021

كتَّاب ومثقفون غربيون يبكون ضياع ديمقراطية الريموت كنترول الأمريكية

 هناك أمر لا يمكن بدء الموضوع بدون الحديث عنه, الرئيس الأمريكي لا يتم انتخابه بل تعيينه والإنتخابات والتصويت وكل تلك الضجيج المثار في وسائل الإعلام المختلفة هو مجرد هراء. هناك منظومة في الولايات المتحدة مهمتها تقرير من سوف يكون الفائز بكرسي البيت الأبيض وهي نفس المنظومة التي سوف تقرر رحيله أم إعادة انتخابه. دونالد ترامب تم انتخابه للقيام بمهمة محددة وواضحة وهي نقل السفارة الأمريكية الى القدس والموافقة على ضم الجولان المحتل رسميا الى دولة الكيان الصهيوني. وحيث أنه بعد قيامه بذلك وبسبب الضجيج المثار خصوصا في العالمين العربي والإسلامي, سوف يتوجب عليه الرحيل والإتيان بغيره حتى يحاول لملمة الزجاج المبعثر ما أمكن ذلك. ولكنه بعقلية التاجر الذي يعتبر نفسه متفوقا في فن المفاوضات, يرفض الرحيل بدون أن يثير هو بدوره الكثير من الضجيج.

وقد قام غوغاء ومشاغبون باقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي في سابقة أدت الى شجب وإدانة من مختلف دول العالم. حتى أن دول مثل فنزويلا أعرب عن قلقها. ولكن القضية تجاوزت ترامب وأصبحت الهدف هو تدمير الحزب الجمهوري وتأسيس ديكتاتورية الحزب الواحد حيث سوف تصبح الولايات المتحدة أشبه ببلد مثل كوريا الشمالية مع إختلاف في بعض الأمور الشكلية التي لاتقدم ولا تؤخر. وقد ذكرت في أحاديث خاصة أن أمريكا قبل إنتخاب باراك أوباما لن تكون هي نفسها بعد انتخابه فقد لعب دورا رئيسيا في إنتخابات 2020. كما أن جون بايدن كان نائية خلال فترتين رئاسيتين. ولكن حادثة إقتحام مبنى الكونغرس أعطى دفعا إعلاميا هائلا إستخدمه خصوم ترامب بمهارة خصوصا عند تشبيه ذلك بإحراق مبنى الرايخستاغ سنة 1933 حيث يتم تشبيهه بأنه هتلر والحزب الجمهوري بأنه الحزب النازي. مايحصل الأن هو فخ نصب بكل مهارة للرئيس ترامب والجمهوريين وهم وقعوا فيه بكل سذاجة وغباء. 

إن مزاعم تزوير الإنتخابات ليست أمرا جديدا في الولايات المتحدة وقد اختفت تلك المزاعم في عملية إنتخاب وإعادة انتخاب باراك أوباما حيث لم ترغب المنظومة الحاكمة في أن تعكر صفو تلك اللحظة التاريخية, أول رئيس أمريكي أسود في تاريخ الولايات المتحدة. ولعل أشهر مزاعم الحوادث حول تزوير الإنتخابات كانت سنة 2000 و 2004 خلال إنتخاب وإعادة انتخاب جورج دبليو بوش خصوصا في ولاية فلوريدا التي حسمت السباق الرئاسي وحيث كان جيب بوش, شقيق جورج دبليو بوش, هو الحاكم. هناك تلاعب بالأصوات وتزوير في التصويت الألكتروني. ومما أثار الجدل في هذه الإنتخابات هو مزاعم حول تزوير أوراق التصويت خصوصا في المناطق المعروفة بولائها للجمهوريين ومزاعم حول تزوير التصويت الإلكتروني عبر التلاعب بأجهزة التصويت التي تبيعها شركة تدعى دومينيون والتي يشاع على نطاق واسع أن ديمقراطيين نافذين يمتلكون أسهما فيها.

وسائل الإعلام الغربية وسياسيون غربيون تسابقوا الى فرصة ظهور إعلامي لا سابق لها عبر إدانة إقتحام الكونغرس بل وتحميل الرئيس ترامب مسؤولية ذلك. رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وصف مشاهد الفوضى بأنها مشينة, رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ذكر أن حكومته قلقة, الوزير الأول الاسكتلندي نيكولا ستورجون وصف الأمر بأنه مرعب, رئيس الوزراء الإيرلندي  رئيس الوزراء الأيرلندي ميشال مارتن غرَّدَ معبِّرا عن قلقه وفزعه, أما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس فقد كتب على تويتر تغريد لا تخلو من التلميحات السياسية:"ازدراء المؤسسات الديمقراطية أمر مدمر." حتى أن دولة فنزويلا ووزارة الخارجية التركية عبرا عن قلقهما من دوامة العنف وقامت الدولتان بدعوى جميع الأطراف الى ضبط النفس. والحقيقة أن الجميع متفقون على أن النموذج الأمريكي للمؤسسات الديمقراطية قد تم تشويهها. 

إن ذلك يعتبر بالنسبة لي أمرا مضحكا لثلاثة أسباب. أول تلك الأسباب أن دولا مثل الولايات المتحدة قدَّمت الدعم الى الأناركية والفوضويين في الوطن العربي وسلَّحتهم ودرَّبتهم من أجل تخريب وإقتحام مؤسسات الدولة والمباني العامة والخاصة في دول الربيع العربي خصوصا في مصر, سوريا, تونس وليبيا التي شهدت أعنف الحوادث حيث حرق المجمع العلمي في مصر وهو الذي أنشئ منذ الحملة الفرنسية على مصر ويضم أندر المخطوطات والكتب. ثاني تلك الأسباب أن أولئك المثقفين والنخب الفكرية والسياسية هللوا لسقوط العراق وإقتحام العراقيين المؤسسات الحكومية ولم تهتم قوات الإحتلال الأمريكي إلا بتأمين وزارة النفط واعتبروا تلك الفوضى مظهرا من مظاهر الديمقراطية. ثالث تلك الأسباب أن النموذج الأمريكي للمؤسسات الديمقراطية ولد فاسدا منذ بدايته ومهمته الوحيدة هي منع الأغلبية الشعبية من أن تحكم والحفاظ على حكم النخبة والأقلية.

الكاتب الأمريكي توماس فريدمان تمنى على تويتر وفيسبوك ومنصات التواصل الإجتماعي الأخرى أن تسمح للرئيس ترامب أن يستمر في التغريد والكتابة حتى يستكمل دوره بعد مغادرته الرئاسة رسميا في 20/يناير في نسف الحزب الجمهوري. هناك حاليا صراع نخب مالية وإقتصادية كل منها يؤيد أحد الأحزاب ويتبع لهم كتّاب ومثقفون وإعلاميون ومحطات إخبارية وكلٌّ منها يمثل مصالح جهة ما. ولا يمكن حذف أحدها من الخارطة السياسية والإقتصادية للولايات المتحدة لأن ذلك يعني تسونامي جيوسياسي سوف يبدأ في الولايات المتحدة ويؤثر على العالم بأكمله. هناك سباق محموم حاليا من أجل عزل الرئيس ترامب رسميا قبل حفل تنصيب الرئيس الجديد حيث يخشى من قراراته الطائشة التي سوف تعطيه الصلاحية لإعلان حالة الطوارئ والبقاء في منصبه.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment