Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, January 13, 2021

هل الرب هو من سوف يغفر كل ذلك؟

هناك أحداث مهمة حددت مصير عالمنا الذي نعيشه وساهمت تلك الأحداث في رسم ملامح المستقبل. ولكن على وجه التحديد, أهم حدثين برأي الشخصي هما: إكتشاف كريستوفر كولومبوس الأراضي الجديدة(الولايات المتحدة) و إكتشاف فاسكو دي غاما الطريق حول رأس الرجاء الصالح. إن إكتشاف الولايات المتحدة وبداية وصل أول المستوطنين إليها قد أدى الى ولادة أمَّة جديدة عمَّدَت تاريخها بالنار والدم. كما أن إكتشاف الطريق الى الهند والذي يمر برأس الرجاء الصالح قد أدى الى بداية النهاية لدولة المماليك التي كانت تحكم مصر والعالم الإسلامي حيث أن تجارة أوروبا خصوصا من التوابل قد وجدت طريقها بعيدا عن قلب العالم الإسلامي مما أدى الى تحول جذري في طرق التجارة. البرتغال أيضا عمَّدَت تاريخها في المنطقة بالحديد والدم ولم يكن سكان المناطق التي مروا بها خصوصا في مناطق سواحل عُمان والخليج العربي في إستقبالهم بالورود. فقد قاوم حكَّام سلطنة عمان من آل البوسعيد وحكام إمارتي الشارقة ورأس الخيمة من القواسم المحتل البرتغالي وفي مرحلة لاحقة المحتل الإنجليزي. 

وقد ارتكب المستوطنون الإنجليزي الأوائل في أراضي العالم الجديد ومن قبلهم الغزاة الإسبان مجازر دموية أعمال وحشية يندى لها الجبين وجميعها بإسم الصليب والمسيح. وقابلوا إحسان السكان الأصليين من الهنود الحمر الذي أطعموهم واكرموهم وعلموهم زراعة المحاصيل بكل خسة ودناءة. والنتيجة كانت أن تقلص عدد سكان الأراضي الجديدة من 112 مليون الى ربع مليون بحلول سنة 1900. وقد إستخدموا في سبيل ذلك السخرة والعمل المضني حتى الموت والخطف والقتل وقطع الرؤوس والتجويع وحتى الحرب الجرثومية عبر أغطية ملوثة بجراثيم الجدري, التيفوئيد, والحمى الصفراء. وقد استمر الاضطهاد والظلم ضد السكان الأصليين(الهنود الحمر) حتى يومنا هذا. وخلال منتصف السبعينيات, إكتشفت طبيبة هندية التي كانت تعمل في أحد مستشفيات مدينة أوكلاهوما أن هناك زيادة في نسبة عمليات التعفير(إستئصال الرحم) وأن جميع العمليات تم إجرائها كانت لنساء من السكان الأصليين. وتفيد بعض التقديرات أنه تم تعقير 42% من نساء الهنود الحمر القادرات على الإنجاب.

أما البرتغاليون فلم يكونوا بأفضل حالا من الإسبان أو المستعمرين الإنجليزي الأوائل. ك. مادهو بانيكار وهو دبلوماسي وكاتب هندي ذكر أن البرتغاليين خلال فترة إقامتهم في الهند لم يكن لديهم مايعلمون للهنود سوف الأساليب المحسنة في القتل. فقد هاجم البرتغاليون المدن الهندية على طول الساحل منها كاليكوت وكلوة بعد أن قصفها بالمدافع واعملوا في سكانها القتل بأبشع الطرق. وكان مما فعل البرتغاليون من الأعمال الشنيعة في كاليكوت أن قبضوا على احد التجار وقيدوه على صاري السفينة ثم أمروا إثنين من العبيد الأفارقة بجلده بحبال مكسوة بالقار حتى اغمي عليه بسبب نزيف الدم منه. ثم عندما تم إنعاشه تم حشو فمه بالقذارة وتم تثبيت لحم الخنزير عليه حيث أنه أبقي مفتوحا بواسطة عصا تم تثبيتها في داخله, وعرض وهو مقيد اليدين على باقي الأسرى قبل أن يطلق سراحه. وفي مدينة مومباسا, قتل البرتغاليون على كائن حي سواء بشر أم حيوان وأحرقوا المدينة الى درجة أن سلطانها الهارب لم يقدر على دخولها من رائحة الجيف والحرائق. وفي مدينة جوا(كوة)وخلال أربعة أيام, وضع السيف في عنق الجميع وجمع من تبقى من المسلمين في المسجد وأحرقوا أحياء.

إن كل تلك الجرائم تم ارتكابها باسم المسيح والصليب وطلبا لغفران الخطايا. مع الأخذ في عين الإعتبار أن تلك العقلية الدموية لم ولن تتغير أو تتبدل حيث ارتكب المستعمرون الأوربيون جرائم تثير الغثيان في الجزائر, تونس, المغرب, الهند وفي دول إفريقية. ففي دولة الكونغو, قتل البلجيكيون تحت حكم الملك ليوبولد الثاني عشرة ملايين شخص حتى كاد سكان الكونغو أن ينقرضوا. وكان جنود يقطعون أيدي من يفشل من الكونغوليين في الإيفاء بحصته اليومية من المطاط التي قدروا عليه جمعها. وفي الجزائر, قتل خلال 132 سنة من الإستعمار الفرنسي أكثر من مليون ونصف مليون جزائري. استمرت تلك العقلية الدينية والعنصرية في القتل والذبح خلال الحرب الكورية تحت مسمى مقاومة التوسع الشيوعي. وخلال حرب فيتنام, قتل الأمريكيون مئات الآلاف من الفيتناميين وارتكبوا جرائم حرب وإستخدموا الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع. ودليلا على عنصريتهم, فإنهم كانوا يطلقون على الفيتناميين لقب النمل الأبيض. وفي العراق, استخدموا أسلحة الدمار الشامل وأسلحة محرمة دوليا خصوصا اليورانيوم المنضب الذي مازال العراقيون يعانون من أثاره حتى يومنا هذا. وقد أعلن جورج بوش الإبن الحرب على العراق أنها حرب صليبية. وقد تفجرت فضيحة سنة 2010 بإكتشاف رموز إنجيلية الإصحاحات من العهد الجديد على أسلحة أرسلت إلى القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment