Flag Counter

Flag Counter

Monday, January 11, 2021

لمحات من تاريخ تاسيس الولايات المتحدة الأمريكية

إن عيد الفصح يعتبر مناسبة مهمشة من الناحية التاريخية في وسائل الإعلام الأمريكية لا يتم التطرق إليها لأنها تعتبر أحد الصفحات السوداء في تاريخ تأسيس الولايات المتحدة. والقصة الحقيقية أن المهاجرين الإنجليز الأوائل المتشبعين بالروح التوراتية قدموا الى سواحل بلايموث بولاية ماساتشوستس التي كان يسكنها هنود من قبيلة البيكو حيث قاموا باستقبال المهاجرين الجدد حيث تصادف ذلك مع موسم الحصاد. هنود البيكو أنقذوا أولئك المهاجرين من الموت جوعا وعلموهم زراعة الأرض وكل ما يلزم من وسائل البقاء. وخلال ستين سنة من ذلك اليوم المشؤوم, تمت إبادة هنود البيكو وحرق قراهم وحقولهم والتمثيل بالجثث وخطف النساء والأطفال من أجل المطالبة بالفدية. إن المهاجرين الإنجليز الأوائل إعتبروا أن تلك الأراضي الجديدة هي بمثابة كنعان الجديدة وأن وصولهم اليها هاربين من بطش حكومتهم والاضطهاد الديني يماثل نجاح بني إسرائيل بقيادة موسى عليه السلام في الخروج من مصر والهروب من فرعون وأن أمر الرب بإبادة شعوب كنعان يتوجب تطبيقه في الأراضي الجديدة بدون تأجيل أو تراخي.

عقلية إجرامية لم تتغير على مر القرون, وأنا لا أقيس بالسنين, لأن من ينظر طريقة تعامل الأمريكيين أحفاد أولئك المستعمرين الأوائل مع شعوب الهنود الحمر ومع شعوب دول أخرى مثل الفلبيين ويقارن ذلك بما يحدث اليوم في عصرنا الحالي من الأحداث, يثبت أن الأمور مكانك سِر, لم تتغير. ويقول المثل الشعبي:"لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك" وينطبق على المؤرخين والمبشرين المعاصرين ممن يوجهون الاتهامات الى الإسلام والمسلمين بالوحشية والهمجية وذلك بسبب بعض الجماعات المشبوهة مثل تنظيم القاعدة وداعش والجيش الحر في سوريا خصوصا قضية قطع الرؤوس ولكنهم يتجاهلون تاريخهم الدموي ويكتفون برمزية أن المسلمين وهم يرتكبون جرائمهم يقتبسون من القرآن والأحاديث النبوية بينما لا يوجد حسب مزاعمهم مسيحي يرتكب جريمته ويقتبس من الإنجيل. ولكن الشواهد التاريخية والأدلة بما لايدع مجالا للشك أن العقلية الإجرامية في الماضي والحاضر مشبعة بتلك الروح التوراتية الإنجيلية التي تخالف كل تعاليم يسوع المسيح وتخالف تعاليم المسيحية.

إن تفاصيل الجرائم التي تم ارتكابها في الأراضي الجديدة تقشعر لها الأبدان وحتى وأنا أقرأ عنها شعرت بالغثيان. فقد كانت تلك الجرائم تشمل حفلات قتل جماعية حيث يتم تقطيع الضحية أمام جمع غفير, حفلات صيد للهنود الحمر حيث تتم مطاردتهم كما تطارد الفرائس, قطع الرؤوس أو قطع فروة الرأس وإستخدامها وتبادلها وإهدائها على أنها تذكارات, إغتصاب النساء ثم قتلهم, شق بطون النساء الحوامل وقطع أعضائهم التناسلية وإستخدام أجزاء من الأعضاء التناسلية للرجال في صنع أكياس التبغ. وهذه الأخيرة كانت بضاعة رائجة الى درجة أنها تحولت الى مهنة تدر أرباحا على ممارسيها الذين كانوا يصطادون الرجال الهنود ويقطعون تلك الأجزاء من أعضائهم التناسلية(كيس الصفن) ويبيعونها حيث تعتبر من الهدايا القيمة والتذكارات التي تلقى رواجا. بل وصل الأمر الى رصد مكافأة مالية مالية وصلت الى مائة جنيه لكل من يقوم بقتل هندي وقطع رأسه وهي تعادل أربعة أضعاف الدخل السنوي للمزاع, بينما مكافأة من يقتل فرنسيا ويقطع رأسه هي ستة جنيهات فقط. ولكن مع حلول عام 1900م, تقلص عدد الهنود الحمر من 112 مليون الى ربع مليون إنسان, بدأ الأمريكيون بنقل حضارتهم الى دول مثل الفلبين, أندونيسيا, كوريا, ماليزيا وفي مرحلة لاحقة الوطن العربي,

الأباء المؤسسون للولايات المتحدة الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عنهم وعن عدالتهم وانسانيتهم ووثيقة الدستور التي كتبوها لم يكونوا إلا مجموعة من المجرمين. توماس جيفرسون, أحد الآباء المؤسسين, كاتب إعلان الإستقلال والرئيس الثالث للولايات المتحدة امر وزير دفاعه بقتل الهنود الذين يقاومون التوسع بالبلطة. جورج واشنطون, أحد الآباء المؤسسين وأول رئيس للولايات المتحدة جمع ثروته من الإستيلاء على أراضي القبائل الهندية والمضاربة بها وكان لقبه بين الهنود الحمر هو هدام المدن.  

وقد قام المستعمرون الإنجليز بدعوة زعيم شعب الكونوي الى مفاوضات سلام حيث شربوا أنخاباً كانت مسمومة مما أدى إلى وفاته هو وأسرته ومستشاريه ومائتين من أتباعه. إن ما قام به المستعمرون الأوائل من أفعال يندى لها الجبين خصوصا العمل بالسخرة, الترحيل الجماعي, التجويع الإجباري خيانة المعاهدات حيث إستمر أحفادهم في ممارستها الى يومنا هذا في فيتنام, أفغانستان, العراق, أمريكا اللاتينية ودول أخرى. إن طرق إبادة الهنود الحمر لم تقتصر على المجازر الجماعية وقطع الرؤوس بل إستخدام الحرب الجرثومية عبر أغطية ملوثة بجراثيم الجدري, التيفوئيد, والحمى الصفراء. حتى أن بعض القبائل الهندية وصلتها الأوبئة وتعرضت الى الإبادة قبل أن يصلها أي من أولئك المستعمرون الجدد. ولعل ذلك يذكرنا بإستخدام الولايات المتحدة المتحدة الأسلحة الكيميائية في الحرب الكورية وفيتنام واليورانيوم المنضب في العراق حيث مازلنا نشاهد آثار ذلك على أطفال وشعب العراق الى يومنا هذا.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment