Flag Counter

Flag Counter

Saturday, January 16, 2016

ماهو تأثير المواد والنكهات المضافة للأطعمة على بلوغ نقطة النشوة(The Bliss point)؟

إن مايطلق عليه (Bliss Point) وهي تعبر عن قمة الشعور باللذة التي يحس بها شخص عند تناوله منتجا معينا بصرف النظر عن القيمة الغذائية لذالك المنتج, محورا رئيسيا للأبحاث التي تجريها شركات صناعة الأغذية. الشركات لن تزيد من نسبة مبيعاتها والمساحة المخصصة لمنتجاتها على أرفف البيع في حالة إحتوت على نسبة من المواد السكرية تكون أقل أو أكثر مما يطلق عليه (Bliss Point). التجارب التي يجريها معهد مونيل على (Bliss Point) تعتمد إطعام أطفال من فئات عمرية مختلفة قد تبدأ بعمر الثلاثة سنين وذالك في محاولة للوصول إلى أكبر درجة من الدقة حيث تعتمد النتائج بدرجة كبيرة على متابعة دقيقة للإنفعالات التي تظهر على وجوه الأطفال لحظة تذوقهم للمنتج.
نحن لا نحتاج لتناول الأطعمة السكرية لنشعر بالطعم الحلو في أفواهنا بل يكفي مثلا تناول البيتزا, البيتزا أو مايعرف بالنشويات المكررة التي يقوم الجسم على تحويلها إلى سكر بواسطة أنزيم أمايليز(Amylase), حيث تعتمد (Bliss Point) على السرعة التي يقوم بها ذالك الإنزيم بعملية التحويل.
في التجارب التي تم إجرائها من قبل علماء معهد مونيل على منتج (Tastykake) تبين أن (Bliss Point) للبالغين هي 24% من السكر وللأطفال والمراهقين تبلغ 36%. الأطفال ينجذبون نحو المنتجات المشبعة بالسكر بشكل أكبر من البالغين. بالنسبة للباحثين المهتمين شركات صناعة الأغذية أصبحت تفرض على الأطفال الكيفية التي يجب أن يكون مذاق الأطعمة التي يتناولونها وليس المسألة غرامهم بالأطعمة السكرية فتلك مسألة فطرية منذ ولادتهم. تلك الشركات تقوم بزيادة كمية السكر والملح في منتجاتها الموجهة للأطفال بشكل متعمد مما يعد إنتهازية تعتمد إستغلال معرفتهم المسبقة بالوظائف الحيوية للأطفال وطبيعة تركيبتهم الجسمانية.
في بداية سنة 1980 فإن شركات صناعة الأغذية أصبحت تحت عدسة المجهرخصوصا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية(FDA) بخصوص الأطعمة التي تنتجها وتحتوي على نسبة عالية من السكر والمواد الأخرى التي تتم إضافتها(المواد الحافظة - Food Additive). تقرير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لم يحتوي على توصيات بقوانين مقترحة ولكنه إحتوى على تحذيرات عديدة متعلقة بمسؤولية نسبة السكر والمواد الحافظة العالية في الأطعمة عن تسوس الأسنان وأمراض القلب وأن المستهلكين قد فقدوا السيطرة على تحديد الكمية المناسبة من السكر المستهلك مقارنة بإحتياجاتهم اليومية, أكثر من ثلثي السكر الذي يستهلكه الأمريكيون مصدره الأطعمة المصنعة.
وفي نفس التوقيت الذي صدر فيه تقرير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية فإن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أحدثوا ضجة بإصدارهم أول تقرير رسمي بالعادات الغذائية السليمة(الحمية) التي يتوجب على الأمريكيين إتباعها حيث إحتوى التقرير على توصيات بالتقليل من نسبة الدهون المشبعة, اللحوم, الكوليسترول وبالتأكيد السكر وإستهلاك المزيد من الخضراوات والفواكه والحبوب.
شركات صناعة الأغذية كانت لها ردة فعل خصوصا شركة كيلوج(Kellogg) وشركة جينرال ميلز(General Mills) قامت بتكوين مجموعة أطلق عليها (Flavor Benefit Committee) والتي طلبت من معهد مونيل إجراء أبحاث تهدف إلى إثبات التأثير الإيجابي للمكملات الغذائية على صحة الإنسان. إن السبب الرئيسي الذي جعل معهد مونيل الخيار المفضل لشركات صناعة الأغذية هو أنه يتلقى تمويلا حكوميا محدودا مما يجعل قيامه بالأبحاث لصالح تلك الشركات مقابل التمويل ينظر إليه كأمر إيجابي. أحد إكتشافات معهد مونيل والذي تحدثت عنه في موضوع سابق له علاقة بجاذبية السكر للأطفال منذ ولادتهم حيث تم إجراء تلك الأبحاث لصالح شركات صناعة الأغذية بفضل التمويل الذي تلقاه المعهد من تلك الشركات, ذالك سمح لتلك الشركات بالتنصل على الأقل من مشكلة بدانة الأطفال بالزعم أن رغبة الأطفال بتناول الأطعمة الحلوة متكونة لديهم بالفطرة, أمر طبيعي وليس مصطنع.
هناك أمر مثير للإهتمام كان علماء معهد مونيل يجرون عليه الأبحاث لمصلحة شركات صناعة الأغذية وهو إن كان إحتواء منتج معين على السكر سوف يتسبب في زيادة الرغبة بتناول الطعام بشكل عام, النتائج التي تم التوصل إليها كانت مثيرة للقلق يمكن تلخيصها بأنه لايكفي أن يكون مذاق الطعام مقبولا بل تعد إضافة السكر أو الدهون أو الملح أمرا أساسيا وليس رفاهية.
شركات إنتاج الأغذية قامت بتحويل بوصلة إهتمامها نحو مجال جديد يعد واعدا وهو المشروبات الغازية التي إرتفعت نسبة إستهلاكها بشكل غير مسبوق وظهر إلى الوجود مادة تدعى تشارميترول(Charmitrol) والتي تعد مرتبطة بأحد ألمع خبراء معهد مونيل يدعى (Michael Tordoff). إن ذالك المنتج يستخدم بشكل رئيسي لتحلية المشروبات الغازية ويعمل بطريقة مزدوجة حيث يؤدي إستخدامه بنسب معينة إلى زيادة الإقبال على الطعام والعكس صحيح.
الأبحاث التي تم إجرائها على الفئران بإستخدام المشروبات الغازية منخفضة السعرات الحرارية والتي دخل في تركيبها مادة السكرين(Saccharine) تسببت في زيادة ملحوظة لوزن الفئران. تجارب مماثلة تم إجرائها على عينات بشرية بإستخدام المشروبات الغازية التي تحتوي على سعرات حرارية عالية ويدخل في تركيبها محلي صناعي يحتوي على نسبة عالية من الفركتوز ويتم تصنيعه من نبات الذرة(High Fructose Corn Syrup) حيث قد يتسبب إستهلاك حتى كميات معتدلة من تلك المشروبات الغازية إلى زيادة في الوزن للذكور والإناث تبلغ 28 رطلا في السنة الواحدة بمعدل إستهلاك يبلغ 40 أوقية(الأوقية=28 غرام) في اليوم الواحد.
إن إمكانية التلاعب بنسبة إستهلاك الفرد للطعام بالزيادة أو النقصان عن طريق التلاعب بنسبة المكملات الغذائية أو المواد الصناعية المضافة كان أحد جوانب المعضلة التي واجهتها شركات تصنيع الأغذية حيث أن بعض نتائج تلك الأبحاث تسربت مما أدى إلى زيادة حدة الإنتقاد من قبل الناشطين والمدافعين عن العادات الغذائية السليمة التي تقوم شركات تصنيع الأغذية على تغييرها بواسطة منتجاتها. جانب أخر للمشكلة هو أن جسم الإنسان لا يستطيع التعامل مع تلك السعرات الحرارية الزائدة نتيجة إستهلاك المشروبات الغازية بنفس الطريقة التي يتم التعامل بها مع السعرات الحرارية التي تدخل للجسم عن طريق الأطعمة الصلبة وأقرب تشبيه هو أنها تتسلل إلى الجسم كحصان طروادة بطريقة لا تمنحك الإحساس بالشبع بل وقد تدفعك لإستهلاك المزيد.
إن نتائج الأبحاث التي يتم إجرائها في معهد مونيل ليست مكتملة حيث أن الكثير من جوانبها يبقى غامضا وذالك له علاقة بالمنافسة بين الشركات أو أن خروج النتائج التي تم التوصل إليها في تلك الأبحاث إلى النور لن يكون في مصلحة تلك الشركات. ولكن من الثابت أن إرتفاع إستهلاك السكر في الأطعمة الصلبة والسائلة أصبح مرتبطا بشكل وثيق بالبدانة والتي تحولت من مجرد مرض إلى إعتبارها وباء. الولايات المتحدة تعد أكثر بلد على المستوى العالمي إبتلي مواطنوه بداء البدانة بمعدل 35% وحيث أن الجهات الحكومية المسؤولة ولمدة ثلاثين سنة تقريبا قامت بإستثناء السكر من التوصيات بحدود إستهلاك يومية معينة في الحمية الغذائية كما فعلت مع الملح والدهون. كما أن نسبة البدانة بين الأطفال إرتفعت في الفترة بين 2006-2008 من 15% إلى 20%. الجهات الحكومية الأمريكية أوصت بعدم إستهلاك أكثر من كمية تعادل 5 ملاعق سكر صغيرة بالنسبة للنساء و9 ملاعق بالنسبة للذكور الذين يمارسون روتينا يوميا يتطلب سعرات حرارية مرتفعة وتلك تعد كمية ضئيلة تعادل كمية السكر الموجودة في نصف علبة كوكاكولا حجم 12 أوقية.
المشكلة أن مسألة تواجد السكر في المنتجات الغذائية ليست مجرد مسألة رفاهية بل تحولت إلى أمر أساسي وإعتماد الشركات على نسب عالية من السكر في منتجاتها حيث تناسب خصائص السكر كمادة الكثير من المنتجات المختلفة ومحاولة إلغاء الإعتماد عليه تشكل خطرا على الصناعات الغذائية بأكملها, بدلا من تقليل إعتمادها على السكر فإن إعتماد تلك الشركات على تلك المادة قد إزداد بطريقة ملحوظة.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment