Flag Counter

Flag Counter

Thursday, January 7, 2016

كم دونالد ترامب نحتاج حتى نعترف بأن الإنسان هو عدو نفسه؟

التصنيف العرقي للجرائم قد يدخل ضمن نطاق العنصرية وتلك نقطة يتخوف منها الكثير من المسؤولين الأوروبيين ولكنه لايمكن تجاهل الإحصائيات التي تذكر تزايد الجرائم التي يرتكبها المسلمون في الدول الأوروبية خصوصا بريطانيا, فرنسا وألمانيا حيث فشلت السياسات المتبعة لإدماج المهاجرين في المجتمعات الغربية حيث يعانون من البطالة, التمييز في فرص العمل, التهميش والعيش في أحياء عربية مغلقة عليهم بقرب بعضهم البعض لإفتقارهم الإحساس بالأمان. لايمكن إلقاء كل اللوم على المهاجرين فالحكومات وبيروقراطيتها وأجهزة الإعلام الغربية تلعب دورا حيث ان كثيرا من المهاجرين هم أصحاب كفائات علمية ترفض تلك البيروقراطية الإعتراف بشهاداتهم أو منحهم فرصة في إختبار لكفائتهم أو إمتحان معادلة كما في بعض الدول فيجدون أنفسهم في وظائف هامشية ويتولد لديهم نوع من الإحساس بالدونية لعجزهم عن مجاراة المجتمع الذي يولدون فيه مما يؤدي في الكثير من الأحيان لإنتقال تلك العقدة لأطفالهم.
في الكثير من الأحيان يتولد من ذالك الشعور وخصوصا لدى الجيل الثاني(الأبناء) من المهاجرين أعمال عنف نتيجة تفاقم الإحساس بالدونية والإحباط وعجزهم عن إيجاد مخرج أو متنفس كأحداث إضطرابات سنة 2005 في فرنسا والتي بدأت بتاريخ 27\أكتوبر\2005 في منطقة Clichy-sous-Bois وإمتدت إلى أنحاء أخرى من فرنسا. السبب الرئيسي للأحداث هو وفاة ثلاثة شباب صعقا بالكهرباء إختبئوا في محطة لتوليد الطاقة الكهربائية قرب محول للكهرباء حيث فروا من دورية للشرطة الفرنسية قدمت للتحقيق في بلاغ عن دخول غير قانوني لأحد مواقع البناء.
قد لايكون للشرطة الفرنسية أي ذنب حيث أنها لم تلاحق أولئك الشبان بل قبضت على ستة شبان أخرين وكانت تحقق معهم في مركز الشرطة حيث حصل إنقطاع للكهرباء وتم إكتشاف وفاة الشبان الثلاثة لاحقا قرب المحول الكهربائي. الإضطرابات التي بدأت بوفاة الشبان الثلاثة وإستمرت ثلاثة أسابيع وشارك فيها بشكل رئيسي شبان مسلمون من أصول أفريقية ومن المغرب العربي وأعلنت فيها حالة الطوارئ زادها إشتعالا الإشاعات يضاف إليها إحتقانات متراكمة بخصوص البطالة ومضايقات الشرطة للأحياء الفقيرة في العاصمة الفرنسية.
يتسائل الكثيرون إن كانت مبادئ الإنفتاح والحرية والديمقراطية سوف تنجح في إنتشال العالم العربي من بؤسه إن كان العرب أو المسلمون إن رغبنا أن نكون أكثر تحديدا يقومون بتخريب ونخر نفس تلك المبادئ في أوروبا؟ إن من تناقضات المسلمين برأي الشخصي وأتفق مع من قال أنهم يصوتون للدولة الإسلامية ثم يذهبون للعيش في الدولة العلمانية, إنفصام شخصية مزمن. دول مثل الولايات المتحدة وأستراليا تأسست بمجتمعات متجانسة وقامت بوضع دساتيرها ومؤسساتها بنجاح ثم إنتقلت إلى كونها مجتمعات متعددة الثقافات وذالك تم خطوة بخطوة وعلى مدى مئات السنين بينما أوروبا على العكس تماما. في بعض المدن الأوروبية نسبة السكان المسلمين 40% وفي بعض الدول 50% من الولادات تكون لأسر مسلمة وحين يتكلم البعض عن بلد متعدد الثقافات يضحك البعض الأخر لانهم الموجود هو ثقافتان او حضارتان لم ولن تتعايشان تاريخيا بدون صراع تخف أو تزداد درجة حدته لإرتباطع بمجموعة عوامل منها تاريخية أو إقتصادية أو سياسية. المجتمعات ثنائية الثقافات هي الأقل إستقرارا حيث لايوجد تعريف واضح من هم الأقلية ومن هم الأكثرية وحيث هناك فئة من الشبان اليافعين تقابلها فئة من كبار السن.
لماذا نذهب بعيدا في تحليلاتنا؟ جمهورية جزر فيجي والتي كانت في السابق مستعمرة بريطانية حيث تتكون تركيبتها السكانية من 46% سكان أصليين( الميلانيزين والبولينيزين) و48% من الهنود الذين جلبهم الإستعمارالبريطاني أثناء سيطرته على الجزر والباقي أقليات أخرى منها المسلمون حيث يكاد ينعدم التزاوج المختلط إلا فيما ندر. في سنة 1987 تولت أول حكومة بأغلبية وزراء من أصل هندي الحكم فقام أحد جنرالات الجيش بأول إنقلاباته حيث شهدت فيجي أربعة إنقلابات, إنقلابان سنة 1987, إنقلاب سنة 2000 وإنقلاب أخر سنة 2006. حتى في أكثر البلدان الثنائية الهوية(الثقافة) والتي تعد مستقرة إلى نوع ما هناك نوع من القبائلية السياسية في أيرلندا وفي كويبك الكندية. والسؤال هو عن إحتمالية سيناريو مماثل في فرنسا أو حتى ألمانيا في إنتخابات سنة 2020 على سبيل المثال خصوصا مع تدفق مئات الألاف من اللاجئين المسلمين أغلبهم من صغار السن؟
بدايات الإضطراب السياسي والصراع الثقافي\الحضاري بدأت بوادره واضحة للعيان منذ هذه اللحظة. خلاف أوروبي\أوروبي حول حصص اللاجئين والسياسة الواجب إتباعها تجاههم. الرئيس التشيكي يصف موجة اللاجئين بالغزو المنظم ويتهم تنظيم الإخوان المسلمين بغزو أوروبا. دول ترفض حصص اللاجئين بينما تستقبل لاجئين مسيحيين في الوقت نفسه. مظاهرات معادية في كل من كورسيكا تطالب بطرد اللاجئين وهجمات على مراكز اللجوء في عدة بلدان منها ألمانيا. بروز بوادر صراع بين اللاجئين أنفسهم خصوصا بين العرب والأفغان ومن في صفهم. المستشارة الألمانية تطالب اللاجئين بسرعة الإندماج في المجتمع ودخول سوق العمل. ألف شخص ذور ملامح شرق أوسطية من اللاجئين في حالة ثمالة يقتحمون ساحة الإحتفال بعيد الميلاد في مدينة كولونيا الألمانية ويتحرشون بالنساء ومحاولات إغتصاب وخطف لبعضهم. رئيس وزراء المجر يقترح تشكيل جيش من اللاجئين لتحرير بلادهم من التطرف والإرهاب بدلا من الجلوس بلا عمل والتسكع في المقاهي.
الفاشية الإسلامية والتي هي مزيج من المبادئ الإسلامية ونظرية الحكم الشمولية الأوروبية والتي تنص على الحكم بالحق الإلهي هي مايقلق معاهد الأبحاث الغربية ودوائر صنع القرار. تلك الفاشية الإسلامية تقوم على إستبعاد الأخر وعدم إستيعابه وترفض أي مشاركة بالسلطة ولا تمانع من إستخدام العنف ضد خصومها وتستلهم بشكل رئيسي مبادئ حزب الإخوان المسلمين ومنظرهم سيد قطب حيث كانت ميليشيات إخوانية تعرف بإسم التنظيم الخاص تقوم وبأوامر من حسن البنا  بإغتيال خصوم الإخوان المسلمين في مصر خصوصا من القضاة والسياسيين.
في سنة 2001 قام مهاجر مغاربي مسلم يدعى عزيدين بركاني(Azedine Berkane) بمحاولة إغتيال أول عمدة مثلي الجنس يتم إنتخابه لرئاسة بلدية باريس وذالك خلال أمسية إحتفالية مفتوحة في منشئات باريس ورموزها الثقافية كمتحف اللوفر وحتى دار البلدية بدون حواجز تفتيش أو إجرائات امن.
الحادث لم يتم تصنيفه على أنه إرهابي بل مجرد مسلم يكره مثليي الجنس كما في حوادث إطلاق نار في المدارس والجامعات والمنشئات العامة خصوصا في الولايات المتحدة والتي يرتكبها أشخاص من غير المسلمين ولا يتم تصنيفها على أنها جرائم إرتكبها مسيحيون مثلا أو أنها إرهاب بل يتم تصنيفها على أن جرائم جنائية, إزدواجية الخطاب الإعلامي من ذالك النوع الذي يزيد الإحتقان ولا تساهم بتقديم أي حلول.
الحكومة الفرنسية قامت بإستشارة رجال دين مصريين بخصوص قرار منع الحجاب في المدارس في تصرف أثار إستنكارا في فرنسا لتداخل ذالك مع علمانية الدولة وكون القرار شمل منع جميع الرموز الدينية للمسلمين والمسيحيين واليهود في جميع مدارس الجمهورية الفرنسية ممايعني أنه لا يستهدف المسلمين وليس تمييزا ضدهم.
الصراع حاليا بين مايطلق عليه الأوروبيون (طريقتنا في الحياة-Our way of life) وبين مايطلق عليه المسلمون (قيمنا-Our Value) وهو صراع له عناوين كثيرة في الفترة المقبلة سوف تحدد ليس مستقبل أوروبا أو بضعة دول مسلمة بل مستقبل العالم كله.
يتسائل الغربيون من المختصين بتاريخ المنطقة إن كانت موجات الهجرة الإسلامية قد حققت ماعجزت عنه جيوش عبد الرحمن الغافقي في معركة بلاط الشهداء-بواتييه؟
إن تلك المعركة مازالت تشكل كابوسا وعناوين للإسلاموفوبيا وأسلمة أوروبا حيث لاينفك مؤرخون غربيون ومعاهد أبحاث وباحثون على تمجيد شارلمان كقائد عسكري أوقف الزحف الإسلامي وسقوط أوروبا بيد الجيوش الإسلامية. برأي أن التفكير لايجب أن يكون في نجاح الغزو الإسلامي لفرنسا من عدمه في حال إنتصارهم بعد معركة بواتيه ولكن عن قدرتهم على الإحتفاظ بها وتأسيس حكم مستقر وثابت.
في العاصمة البلجيكية بروكسل ينصح رجال الشرطة بعد تناول الطعام أو الشراب بشكل علني في رمضان وفي مدينة مالمو السويدية حيث نسبة كبيرة من المسلمين تصاحب سيارة الإسعاف مرافقة من الشرطة بسبب تفشي العنف في المدينة. في مدينة ليلي(Lille) الفرنسية قامت مارتن أوربي(Martine Aubry) وهي مرشح للإنتخابات الرئاسية الفرنسية في مرحلة مابعد جاك شيراك بعقد لقاء مع أحد الأئمة على حدود مدينة(Roubaix) بناء على طلب الإمام بالإلتقاء به خارج حدود سلطة منطقته والتي كانت كفرنسية ممنوعة من دخولها لانها منطقة تم إعلانها إسلامية. كما أن عمدة مدينة باريس الإشتراكية(Anne Hidalgo) قد هددت بمقاضاة قناة فوكس نيوز لوصفها مناطق(No Go zones) محظور على غير المسلمين دخولها ليس من قبل السلطات الفرنسية بل من قبل المسلمين أنفسهم الذين يسيرون دوريات تفرض أحكاما قراقوشية على سكان المنطقة.
النخب الأوروبية يعتريها القلق على حرية الرأي والتعبير, التمييز الذي يمارسه المسلمون ضد المرأة ونظرتهم لمفهوم الديمقراطية حيث يجاهر رجال دين مسلمون ممن يعيشون من أموال دافع الضرائب الأوروبي بعدائهم لمفهوم الحضارة ونمط الحياة الأوروبي بشكل عام مما دفع عدد من الأوروبيين من المثقفين ومراكز الأبحاث إلى وصف ماتتعرض له أوروبا بالحرب الأهلية.
الأحزاب اليمينية وأنصارها على غاضبون من موجات اللجوء الإسلامية والخطر الذي يتهدد مجتمعاتهم والتعاطف الذي يحصده أولئك اللاجئون وحملات جمع التبرعات لصالح اللاجئين على الرغم من وجود فقراء ومشردين ومواطنين تحت خط الفقر لم ينالوا من قبل ذالك الحظ من التعاطف على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها.
إن فترة الربع قرن القادمة 2015-2040 سوف تعد حاسمة في تقرير مصير أوروبا والطريق التي سوف تسلكه تلك القارة العجوز والتي تشيخ بسرعة متزايدة, أوروبا الحريات وحقوق الإنسان والعلمانية أم أوروبا العصور الوسطى المظلمة؟ هل سوف ينتصر تيار فصل الدين عن الدولة أم سوف يقرر أشخاص ظلاميون مثل أنجيم تشاودري المعتقل بتهمة الإرهاب وأمثاله مصير أوروبا؟
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية









No comments:

Post a Comment