Flag Counter

Flag Counter

Monday, May 15, 2023

لماذا نقل المسلمين القرآن بأمانة ولم يفعل المسيحيون الأمر نفسه؟

الخليفة عثمان رضي الله عنه أحرق المصاحف التي كتبت بغير لسان قريش والسبب توسع الإسلام وإنتشاره في بلدان غلبت العجمة على لسان أهلها وكلامهم. ولكن المسيحيين المتعصبين والملاحدة مازالوا يردِّدون النقاش حول تلك المسألة مثل الغريق الذي يتمسك بقشة.

ليس هناك كما أعلم وقد أكون مخطئاً مخطوطات أصلية للقرآن الكريم تعود الى زمن حياة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم أو الفترة الزمنية التي سبقت خلافة عثمان رضي الله عنه ولكن ذلك يعود الى عدة أسباب. أول تلك الأسباب هو نسبة الأمية المرتفعة حيث كان عدد قليل يعرف القراءة والكتابة والشاهد هو أنَّ الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم كان يطلق سراح أسرى المشركين في معركة بدر بشرط أن يعلموا عشرة من المسلمين القراءة والكتابة. السبب الثاني عدم انتشار أدوات الكتابة وارتفاع ثمنها وندرتها. السبب الثالث هو أنَّ العرب كانوا يمتلكون ذاكرة قوية وكانوا حفاظا يحفظون أبيات الشعر والمعلقات والقصائد بالغة الطول وبالتالي لم يكن لديهم أي مشكلة في أن يحفظوا القرآن كاملا.

ولكن أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد شعر بقلق بالغ من وفاة عدد كبير من حفاظ القرآن في معركة اليمامة وغيرها من معارك حروب الردَّة وجمع القرآن مرتبا في صحائف على وفق ترتيب الآيات خلال حياة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم ثم قام عثمان رضي الله عنه بنسخ تلك الصحائف في عدد من النسخ التي وزعها على مختلف الأمصار(البلدان) وأمر بحرق ما سواها وكان ذلك عمل في غاية الحكمة لأنه منع المسلمين من أن يختلفوا في كتابهم اختلاف اليهود والنصارى.

ولكن المسيحيين كما ذكر بروفيسور الدراسات الدينية بارت إيرمان لم ينقلوا كتبهم بامانة كما فعل المسلمون واليهود. كما أنه هناك اختلافات رئيسية بين القرآن والإنجيل تجعل من موضوعية تطابق مخطوطات الأخير أمرا مستحيلا. الأول هو أنَّ المسلمين لديهم سلطة دينية مركزية جامعة هي التي تقرر نسخ وطباعة القرآن وهي غير خاضعة الى السلطة السياسية كما هو في الكتاب المقدس. هناك آيات أضيفت وأخرى حذفت من مخطوطات الكتاب المقدس لأسباب الصراع الديني بين الطوائف الدينية المسيحية أو لإثبات مسائل مثل الثالوث أو غير ذلك. الثاني هو أن قراءة القرآن والتعبد به لا يمكن قبولها بغير اللغة العربية ولسان قريش التي نزل به القرآن ولا تقبل الترجمات بوصفها كتب مقدسة ولا تعامل كذلك. بينما يتم التعبد بالكتاب المقدس وطباعته بلغات وألسن مختلفة. السبب الثالث هو ضياع النسخ الأصلية وأقرب نسخة كاملة للكتاب المقدس هي المخطوطة الفاتيكانية والسينمائية تعودان الى القرن الرابع والخامس ميلادي. بينما مصحف عثمان رضي الله عنه الذي كان يقرأ منه يوم مقتله وعليه قطرات من دمه مازال موجودا ومحفوظا ويمكن الإطلاع عليه.

هناك أمر مهم على كل من يطَّلع على تاريخ العصور المسيحية القديمة أن يفهمه هو أنَّ الصراعات التي مرَّ بها المسيحيون قد أثَّرت على الإيمان المسيحي وعلى مصداقية الكتاب المقدس ونقله وحفظه. كما أن الانشقاق العظيم سنة ١٠٥٤م و الانقسام الكنسي سنة ١٥٢٠ قد أثر كل منهما على العقائد المسيحية بدرجة كبيرة. على الجانب الأخر, الصراعات التي عاني ومازال المسلمون يعانون منها لم تؤثر على سلامة نقل وحفظ القرآن الكريم حتى عند الشيعة رغم الكلام الكثير والقيل والقال حول مصاحف مختلفة ولكن لن يجرأ أحد أن يظهرها الى العلن حتى لو كانت موجودة.

ولكن على الرغم من كل ذلك, يحاول المستشرقون والملاحدة من الغربيين وبعض العرب من كتابة مصاحف بديلة أو تبديل آيات في بعض المصاحف التي يقومون بتوزيعها بهدف العبث مع المسلمين والطعن في عقيدتهم. إن تلك الجهود يقودها الفيلسوف الفرنسي الصهيوني برنارد هنري ليفي وفلاسفة عرب ملحدين وقد ظهر في الفعل بعض تلك المصاحف في دولة الكويت وفي دول أخرى تنتشر فيها الأمية والجهل. 

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment