Flag Counter

Flag Counter

Friday, July 16, 2021

خرافة الأزمة السكانية وأوروبا الإسلامية

وسائل إعلام ونشطاء في دول غربية يروجون بإستمرار الفكرة القائلة أن أوروبا سوف تتحول الى قارة إسلامية بسبب مشكلة الهجرة وإنخفاض معدل الإنجاب في دول غربية وأوروبية. السبب الرئيسي ليس إيمانهم بتلك الأفكار بل لأنها تعتبر مورد مادي من إلقاء المحاضرات, تأليف الكتب وجمع التبرعات. اللبنانية حنان قهوجي أو التي تعرف بإسم بريجيت غابرييل هي أحد أولئك النشطاء المعادين للإسلام ممن ينشرون خطاب الكراهية. روبرت سبنسر ناشط آخر وهو مؤلف ومدون يتبنى فكرة الإرهاب الإسلامي وهو معادي للمهاجرين. الكذب هو السلاح الذي يستخدمه أمثال هؤلاء في سبيل الترويج لأفكارهم. ولكن المثير للإستغراب هو أنهم ينتقدون النازية ولكنهم يستخدمون أساليبها ويروجون لكراهية العرب والمسلمين وفي الوقت نفسه يتهمون بمعاداة السامية من ينتقد الصهيونية أو اليهود بشكل عام.

إن مشكلة الهجرة عبارة عن سلاح جيوسياسي تستخدمه الولايات المتحدة في سبيل زعزعة استقرار دول أوروبية وذلك حتى تبقى الدول الأوروبية على خلاف وغارقة في المشاكل بما يعزز قوة ونفوذ الولايات المتحدة. لقد نتج عن الأزمة السورية منذ نهاية عام 2010 مئات الآلاف من اللاجئين حيث تذكر بعض الإحصائيات مليون لاجئ إختاروا ألمانيا من أجل الإقامة فيها. المساهمة التركية في أزمة اللاجئين كانت رئيسية ومهمة حيث فتح الحدود من أجل عبورهم الى أوروبا وسمحت بعبور إرهابيين ومجرمين أطلق سراحهم من السجون التركية. كما أن مصلحة تركيا في إستمرار الأزمة السورية حيث تحولت مشكلة اللاجئين الى تجارة مربحة للغاية حيث يتم دفع المال الى المهربين وشراء مستلزمات الرحلة من الأسواق التركية.

إن مشكلة اللاجئين تحولت الى أزمة تهدد وجود الإتحاد الأوروبي بسبب توزيع الحصص الذي اعترضت عليه دول أوروبية مثل هنغاريا.  ألمانيا تحمَّلت العبئ الأكبر ولكن على الرغم من ذلك فإن إستقبال ألمانيا ذلك العدد من اللاجئين أدى الى زيادة أعباء الميزانية التي تحقق فوائض سنوية تصل الى 15 مليار يورو سوف يتم إنفاقها على إستضافة اللاجئين. وذلك مع الأخذ في عين الإعتبار الخلل في التركيبة السكانية الذي سوف تظهر آثاره خلال العقدين المقبلين على أبعد تقدير. وهناك مشكلة أخرى يبدو أن آثارها بدأت فعلا في الظهور عبارة عن عمليات إرهابية في أوروبا تورط فيها أشخاص كانوا ينتقلون بين سوريا ودول أوروبية بدون أي عوائق. الأزمة السورية أدت الى تفريخ منظمات إرهابية تدير شبكات تقوم على جمع التمويل والتجنيد وإرسال الإرهابيين الى دول أوروبية بمعرفة وتعاون من الحكومة التركية.

ولو نظرنا في التاريخ الأوروبي عن جذور أزمة السكان وانخفاض مستوى المواليد حتى وجدنا الكثير من الأسباب التي لاترتبط مع الإسلام أو المسلمين بأي شكل من الأشكال. أزمة الطاعون الأسود في القرن الرابع عشر, الحروب الدينية الأوروبية, محاكم التفتيش, الحرب العالمية الأولى, وباء الإنفلونزا الإسبانية, الحرب العالمية الثانية مما أدى الى وفاة ما لا يقل عن 300 مليون شخص. الكثير من تلك الأزمات كانت بسبب إنتشار الجهل والخرافة مثل أزمة الطاعون الأسود التي كان سببها الفئران. فقد كانت الكنيسة تعتبر القطط خصوصا السوداء رموزا شيطانية وتقوم بقتلها وتعاقب من يمتلكها بتهمة ممارسة السحر والشعوذة مما أدى الى القضاء على أعداء الفئران الطبيعيين. محاكم التفتيش الكنسية قتلت مئات الآلاف من النساء الأوروبيات بتهمة ممارسة السحر والشعوذة. 

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment