Flag Counter

Flag Counter

Friday, July 2, 2021

في الوطن العربي, وزراء الصحَّة في زمن الكورونا ما بيجمعوش

إن من أساسيات أي إدارة ناجحة هي تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب. ولكن في الوطن العربي, يحصل العكس وبالتالي تكون المخرجات سيئة في جميع المجالات بداية من التعليم وليس إنتهاء في القطاع الصحي وهو محور الموضوع. أزمة فيروس كورونا(كوفيد-19) أخرجت الى العلن عيوب القطاع الصحي وأزمة شركات الأدوية وسوء الإدارة الحكومية. وقد يتحدث البعض بأن هناك أخطاء تحصل وذلك ممكن ومحتمل ولكن الحكم على الكفائة يكون في معالجة الخطأ وتصحيحه وهو أمر نادر الحدوث. القطاع الصحي في الوطن العربي وبعد عشرات السنين وآلاف الخريجين في المجالات الطبية المختلفة يراوح مكانه وأقصى طموح وصلوا اليه هو إنتاج أدوية الزكام والصداع. خلال أزمة فيروس كورونا, لم نسمع عن شركة أدوية أنتجت لقاحا عربيا خالصا. حتى كوبا وهي دولة صغيرة بدون موارد تقريبا وتحاصرها الولايات المتحدة وتفرض عليها عقوبات قد أنتجت الى الأن لقاحين مفعول أحدهما 92%. ماذا يتوقع أي شخص من دول يتم فيها تعيين طبيب بيطري أو مهندس أو محاسب وزيرا للتربية وزراء للتربية والتعليم وليس لديهم أي خبرة أو شهادة في ذلك المجال.

في إحدى الدول العربية المنكوبة, نجحت مجموعة من المختصين بقدرات وخبرات محلية في إنتاج أداة فحص كورونا مع فاعلية نسبتها 100% ولكن لم يتم أي تحرك حكومي من أجل دعمهم والإستفادة من الفكرة. شركات الأدوية في تلك الدولة تفاخرت بأنها تنتج دواء هيدروكسي-كلوروكين الذي يتم إستخدامه في علاج الملاريا ويعتقد أن له منافع في علاج فيروس كورونا وعلى الرغم من أن ذلك الدواء تنتجه أكثر دول العالم تخلفا في قطاعها الصحي وإنتاجه ليس معجزة طبية. وزير الصحة في تلك الدولة ليس لديه أي فكرة عن الإجرائات التي تم إتخاذها من أجل مكافحة فيروس كورونا خلال فترة تزيد عن تسعين يوما من توليه منصبه حين تم سؤاله في برنامج على الهواء وأعضاء لجنة الكوارث والأزمات ليس لديهم فكرة عن الإجرائات التي تم اتخاذها أو تلك التي سوف يتم إتخاذها خصوصا إعادة فرض الحظر الشامل.

الصين التي تنتج لقاحين حتى الأن وفي طريقها لإنتاج الثالث ترسل اللقاحات الى دول عربية من أجل اختبارها وتستورد لقاح شركات غربية مثل فايزر. وقد أثيرت الشكوك مؤخرا حول لقاح سينوفارم ومدى فاعليتَّتَهِ حيث تمت الدعوى في بعض الدول ممن تلقى لقاح سنوفارم الى تلقى جرعة تعزيزية من لقاح شركة فايزر. دول عربية حوَّلت مواطنيها الى فئران تجارب تحت مسمى بروتوكولات تعاون طبي تحقنهم بلقاحات مختلفة بدون أي إعتبارات إنسانية ودول أخرى تقوم بإجراء التجارب على مواطنيها بدون إخبارهم بذلك. مواطن في دولة عربية منكوبة بفيروس الغباء في عقول مسؤوليها تلقى الجرعة الأولى من لقاح سينوفارم الذي تنتجه الصين ثم في الجرعة الثانية تم حقنه لقاح أسترازينيكا الذي أوقفت بعض الدول الأوروبية إستخدامه إثر وفاة عدد من الأشخاص بسبب جلطات دموية وقلبية. الحادث الذي تم اعتباره خطأ طبي قد أدى الى عدم قدرة ذلك الشاب على التحدث بطريقة طبيعية فيما يشبه أعراض الجلطة.

دول عربية تحولت الى ما يشبه الحكم العسكري حيث إنزال الجيش الى الشوارع من أجل فرض القانون والنظام فيما يتعلق بإجرائات حظر التجول المفروضة نتيجة تفشي فيروس كورونا. النتيجة أن تفشي الفيروس قد إزداد بسرعة أكبر من السابق. دول عربية تمنع مواطنيها من السفر أو دخول المجمعات التجارية أو النوادي الرياضية بدون شهادة تثبت التطعيم ضد فيروس كورونا. المثير للاستغراب أن من يرغب في تلقي اللقاح عليه أن يوَقِّع على وثيقة تعفي من المسؤولية عن أي أعراض جانبية أو الوفاة بسبب اللقاح. دول مثل الولايات المتحدة والهند لم تفرض حظر التجول على مواطنيها ولم تمنعهم من دخول المولات والمطاعم والنوادي الرياضية بسبب عدم تلقي لقاح فيروس كورونا. لماذا يتم فرض تلك الإجرائات في دول عربية؟ والى متى سوف يبقى المواطن العربي ضحية سياسات حكومية فاشلة تعيد تكرار أخطائها بنفس الطريقة وتتوقع نتيجة مختلفة؟

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية




No comments:

Post a Comment