Flag Counter

Flag Counter

Saturday, July 17, 2021

باسم الرب والمسيح

مؤخرا, بدأت تخرج الى العلن تفاصيل مروعة عن ضحايا المدارس الداخلية التي أقامتها الكنيسة الكاثوليكية في كندا لأطفال السكان الأصليين من الهنود الحمر. نزلاء تلك المدارس من الأطفال الذين كان يتم إنتزاعهم بالقوة من أحضان أهاليهم وإرسالهم الى تلك المدارس التي كانت تشبه المعتقلات حيث سوء التغذية, الأمراض والاعتداءات الجنسية مما أدى الى وفاة مئات من الأطفال الذين تم دفنهم في الساحة الخلفية للمدرسة أو على مقربة منها. المسؤولون الحكوميون بما فيهم رئيس الوزراء جاستن ترودو قدموا اعتذاراتهم وتم فتح تحقيق ووعد الناجون أو ورثتهم بتعويضات, الكثير من الكلام والقليل من الفعل. لن تعقد محاكمات لأن المجرمين المسؤولين عن تلك المعتقلات إما توفوا أو هم خارج كندا وبالتالي لن يكون هناك أي محاكمات. 

يقال أن هتلر كان مجرما لأنه قتل 6 ملايين من اليهود, ويقال إن ملك بلجيكا ليوبولد الثاني قتل عشرة ملايين من سكان الكونغو يعتبر بطلا قوميا في بلده, ويقال أن الكنيسة الكاثوليكية ارتكبت ومازالت مستمرة في ارتكاب الجرائم دون محاسبة أو عقاب. إن كل الجرائم التي تم ارتكابها منذ وطئت أقدام كريستوفر كولمبوس في ذلك اليوم المشؤوم أراضي القارة الجديدة كانت تتم باسم الرب والمسيح وبدعوى تمدين تلك الشعوب حيث قتل ما يزيد عن 100 مليون شخص من السكان الأصليين. لقد كان تعذيب السكان الأصليين وثم قتلهم وإغتصاب نسائهم وسيلة من أجل تحرير أرواحهم كما يتبجح أولئك المختلون عقليا الذين يطلق عليهم مجازا مغامرون ومكتشفون. 

جيمس تاون وهي مستعمرة تم تأسيسها في ولاية فيرجينيا على أراضي تعود الى الهنود الحمر حيث كانت إمبراطورية هندية تتألف من 30 شعبا(قبيلة) تمت إبادتهم عن بكرة أبيهم ولم يبق منهم على قيد الحياة الى يومنا هذا سوى 600 شخص. حتى أهالي أيرلندا و ويلز وهم من ذوي البشرة البيضاء لم يسلموا من النظرة العنصرية للإنجليزي الأبيض الذي كان يعتبر نفسه فوق الجميع وأن بقية الشعوب هم همج وبرابرة. الرئيس الأمريكي جورج بوش وعلى عادته السنوية في الإحتفال بيوم كولمبوس صرَّحَ بأن أولئك المستعمرين "زرعوا بذور الحرية والديمقراطية في أمريكا." الملكة اليزابيث التي كانت ضيفة في نفس الإحتفال صرَّحَت بأن "هذه المستعمرة أرست مبادئ المساواة والديمقراطية وحكم القانون." إن العقلية التي كانت تحكم منذ أكثر من 400 سنة مازالت مستمرة في الحكم. جورج بوش الإبن قام بغزو العراق وقتل مئات الآلاف من المدنيين والملكة اليزابيث كانت مسؤولة عن مصرع مئات الآلاف من الهنود حيث كانت بريطانيا تستعمر الهند.

ولكن مأساة السكان الأصليين للقارة الجديدة ليست هي المأساة الوحيدة حيث كانت هواية المستعمرين المسؤولين عن إرساء حكم القانون هو مطاردة السكان الأصليين وسلخ فروات رؤوسهم وقطع آذانهم والاحتفاظ بها تذكارات. بل هناك مأساة القارة الإفريقية التي ابتلعت بحار العالم مئات الآلاف من أبنائها الذي سيقوا في سفن مزدحمة مقيدين بالأغلال من أجل العمل في الأراضي الجديدة المكتشفة. وحيث أنه بعد أن تمت إبادة أغلب السكان الأصليين من الهنود الحمر, بدأت معاناة العبيد الأفارقة حيث كان يتم إغتصاب كل من بلغت من العمر 14 عاما وكان يعتبر ذلك أمرا معتادا. حتى الأطفال لم ينجوا من تلك الممارسات السادية التي كان يقوم بها حفنة من الرجال البيض الرعاع والشاذين جنسيا. حتى أنه الى عهود قريبة في الولايات المتحدة, كان يتم اصطياد التماسيح في ولاية فلوريدا عبر ربط أطفال سود قرب البحيرات والمستنقعات حيث يجتذب بكاء الطفل التمساح الى الفخ. 

هناك الكثير من التفاصيل المقززة التي لم أذكرها عن جرائم أولئك المستعمرين وهي مستمرة الى يومنا هذا لأن العقلية التي تحكم أولئك الأشخاص هي نفسها لم تتغير. تحرير العبيد لم يكن إلا شكليا حيث يتم إعتقال المواطنين الأمريكيين السود والسكان الأصليين عشوائيا ويتم توجيه تهم إعتباطية ويتم زجهم في السجون وبالتالي يخضعون الى الماد 13 من الدستور الأمريكي حيث يفقدون حريَّتهم ويصبحون مجرَّد عمالة مجانية خصوصا في القرن العشرين حيث كانوا يعملون في بناء خطوط السكة الحديد وأعمال شاقة أخرى. حتى السكان الأصليين في الولايات المتحدة وكندا يعيشون في محميات يفتقر بعضها الى مياه صالحة للشرب وينتشر بينهم تعاطي المخدرات والإدمان الكحولي.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment