Flag Counter

Flag Counter

Saturday, July 17, 2021

هل الله رجل إنجليزي؟

جنون العظمة هو الوصف الذي يُطلَقُ على العقلية وطريقة التفكير الإنجليزية في تعاملهم مع شعوب المستعمرات وحتى مع الشعوب البيضاء في أيرلندا, ويلز واسكتلندا. إن نظرة الإنجليز الى تلك الشعوب هي أنه عليها أن تتمدن أو تواجه الفناء. إن التمَدُّنَ بالنسبة الى المستعمر الإنجليزي لا يعني إلا إنصياع الشعوب الأخرى الى رغباته وإطاعة أوامره لأن الإنجليز هم شعب الله المختار ولأن الله هو رجل إنجليزي كما ذكرالقائد العسكري البريطاني أوليفر كروميل ولذلك فهم الوحيدون الذين لهم الحق في حمل مشعل الحضارة الى الشعوب الأخرى.

إن تقديس الذات وعبادة الشخصية منحت الرجل الإنجليزي الشعور الذاتي برضاه عن كل جرائمه التي يرتكبها بداية من نبش قبور السكان الأصليين وأكل جثثهم وليس إنتهاء بإغتصاب نسائهم وإرتكاب المجازر المروعة والقتل بلا سبب. إن وسائل الإعلام خصوصا سينما هوليود صوَّرت السكان الأصليين بأنهم قتلة وآكلوا لحوم البشر الذين يبحثون عن نساء البيض من أجل إغتصابهم. إن الإنجليزي جون سميث الذي أسَّسَ مستعمرة جيمس تاون في ولاية فيرجينيا كان يعتبر حربه على السكان الأصليين إستمرارا في حربه على المسلمين. لقد وصف السكان الأصليين بأنهم:"مخلوقات من الكائنات الدنيا التي تعبد الشيطان وتعيق تقدُّم الحضارة." لقد كان جنون العظمة الإنجليزي متجذِّراً في الأساطير التوراتية والروايات عن العبرانيين وشعب الله المختار وأرض الميعاد. لقد كانت الولايات المتحدة هي أرض الميعاد الجديدة و المستوطنون الإنجليز هم شعب الله المختار. 

لقد كان المستعمرون الإنجليز الذين  قاموا بتأسيس مستعمرة جورج تاون يصفون أنفسهم بأنهم إسرائيليون مستعبرون(Hebraists) وبناء على ذلك قابلوا إحسان السكان الأصليين بإفنائهم بعد أن علموهم فن البقاء في بيئة قاسية لا ترحم. وبعد أن أنجز المستعبرون الإنجليز مهمتهم المقدسة في إبادة الشعوب الهمجية المحيطة بهم, تعرضوا الى مجاعة بسبب انقطاع الإمدادات التي كان يأتيهم بها السكان الأصليون من الهنود الحمر وعدم قدرتهم على التكُّف في تلك البيئة مما إضطرهم الى نبش قبور السكان الأصليين وأكل جثثهم. بل كانوا يأكلون جثث موتاهم من البيض حتى أن رجلا إنجليزيا ذبح زوجته وأكلها ماعدا الرأس. ولقد كان أكل لحوم البشر في ثقافة المستعبرين الجدد أمرا شائعا حتى في وطنهم الأم إنجلترا. فقد كان الإنجليز يصفون الأيرلنديين وهم من ذوي البشرة البيضاء بأنهم يأكلون الأعشاب ولحوم البشر في مناسبات معينة بل ويأكلون لحوم أمهاتهم اللواتي كان لهنَّ أذناب طويلة ويأكلون أطفالهم.

إن ما يعرف بإسم فيدرالية بوهاتن في الولايات المتحدة كانت عبارة عن إمبراطورية تزيد مساحتها عن الجزيرة البريطانية وتضم 30 قبيلة هندية لم يتقى منهم بعد مرور ما يزيد عن مائة سنة سوى 600 شخص. إن العقلية التي ارتكبت تلك المجازر المروعة ضد الهنود الحمر هي نفسها التي ارتكبت المجازر في الحرب العالمية الثانية, الفلبين,فيتنام, العراق حيث حفرت آيات إنجيلية على أسلحة الجنود الأمريكيين الذي كانوا يخدمون هناك. إن ذوي البشرة السوداء لقوا مصيرا مماثلا للمصير الذي لقيه الهنود الحمر وحتى الأيرلنديين والاسكتلنديين حيث كانوا يعملون حتى الموت في ظروف غير إنسانية وتغتصب نسائهم بشكل ممنهج. بل إنَّ أكل لحوم البشر المتجذر في الثقافة الإنجليزي كان يعتبر أكل لحم ذوي البشرة السوداء يقوي القدرة الجنسية ويطيل العُمر. 

ورغم كل تلك الحقائق التاريخية الدامغة حول سلوكيات الشعب الإنجليزي الأبيض, إلا أن العرب يتهمون بأنهم شعوب همجية وأن المسلمين إرهابيون. إن تلك العقلية التي تعتقد بأن الله رجل إنجليزي هي نسخة مماثلة من العقلية التي سيطرت وحكمت ربع سكان الأرض وجعلت الإمبراطورية البريطانية لا تغيب عنها الشمس.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment