صناعة الإرهاب والمشاكل هو أحد الأمور الرئيسية التي تقوم بها جميع حكومات العالم بلا إستثناء سواء كانت دولة في منطقة الشرق الأوسط, آسيا, إفريقيا أو أوروبا. الأسباب متعددة ولكن لعل أهمها هو الحفاظ على الجبهة الداخلية وقمع المعارضين تحت مسمى مكافحة الإرهاب أو الحفاظ على صناعة أمنية تقدر بمليارات الدولارات على مستوى العالم. هناك عدد لا نهائي من المستفيدين مثل شركات أمنية خاصة, شركات صناعة الأسلحة والذخائر بمختلف انواعها, شركات صناعة المعدات الأمنية, تجار أسلحة, سماسرة تجارة الأسلحة أو كما يطلقون عليهم سماسرة الموت وأشهرهم على مستوى الوطن العربي والعالم هو السعودي عدنان خاشقجي الذي ينتمي الى أسرة تعود في أصولها الى تركيا.
التداخل بين توافر الموارد والثروات الطبيعية وصناعة الإرهاب والأزمات أمر أصبح من حكم المعلوم بالضرورة. هناك الحرب الأهلية في سيراليون التي كان تمويلها الرئيسي مصدره تجارة الألماس الغير مشروع(الماس الدم) أو الحرب الأهلية في نيجيريا التي سببها الرئيسي النفط. الولايات المتحدة صنعت التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها مثل القاعدة أو جبهة النصرة أو داعش أو الجيش السوري الحر والهدف هو الإبتزاز السياسي والإقتصادي. الرئيس الأوغندي أصدر قانونا يعاقب على المثلية الجنسية بالإعدام ولكن تنظيم لم يجعل الأوغنديين ينتظرون طويلا حتى يقوم بعمليات إرهابية خلال فترة قصيرة من إصدار القانون وماذا يفعل تنظيم داعش في منطقة الحدود بين أوغندا والكونغو الديمقراطية.
تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي تولى الفيلسوف الفرنسي اليهودي برنارد هنري ليفي تأسيسه وكان يرأسه فضيل نزار الخلايلة(أبو مصعب الزرقاوي) الذي كان مسجونا في المعتقلات الأمريكية في العراق ولكن خرج بدون أي تدقيق أو تمحيص في هويته الحقيقية مما يثير الكثير من علامات الإستفهام. التنظيم كان يقتات على الخلافات الطائفية السنية-الشيعية التي عملت الولايات المتحدة على نشرها وتعزيزها في العراق وفق المثل القائل فرق تسد.
وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون صرَّحت أثناء إستجواب في الكونغرس ومقابلات صحفية بأن الولايات المتحدة صنعت تنظيم القاعدة ولاحقا داعش. الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الرئاسة الحالي دونالد ترامب كرر تصريحات هيلاري كلينتون في إطار المنافسة الانتخابية والحزبية. تنظيم طالبان صناعة المخابرات الباكستانية بالتعاون مع الولايات المتحدة وذلك في إطار الحرب الباردة والصراع مع الإتحاد السوفياتي. تنظيم القاعدة وعملية ١١/سبتمبر كانت السبب الذي جعل من الممكن غزو القوات الأمريكية أفغانستان للاستيلاء على حقول الأفيون ومكامن خام الليثيوم التي تقدر تريليون دولار وتأمين خط نقل النفط من المفترض مروره في أفغانستان. الولايات المتحدة وبعد تفاهمات مع حركة طالبان انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان وتركت قواعد عسكرية كاملة كما هي وأسلحة قيمتها ٨٥ مليار دولار تقع تحت سيطرة قوات طالبان.التفاهمات تشمل عدة مسائل أحدها الأفيون حيث تنتج أفغانستان ٨٠% من الإنتاج العالمي من تلك السلعة الهامة التي لها إستخدامات طبية في الأدوية والمواد المستخدمة في التخدير خلال العمليات الجراحية. وربما تم الإتفاق على مسائل أخرى لها علاقة بخط نقل النفط وإشعال الصراع الطائفي السني-الشيعي مع إيران.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية