سوف يعتقد الكثيرون أن دولة الكيان الصهيوني تقف وحيدة في الوطن العربي في معركتها ضد محور المقاومة في فلسطين ولبنان, وجبهة الإسناد في العراق واليمن. هناك في الوطن العربي من يساعد الصهيوني على الصمود من خلال الإعلام والدعم اللوجستي. هناك أشخاص لا يخجلون من أنفسهم يصرحون في العلن رغبتهم القتال في صفوف جيش الإحتلال الصهيوني ضد المقاومة في لبنان أو الجيش في سوريا. معارضون سوريون يصفون أنفسهم بانهم وطنيون يصرحون بأنه سوف يقاتلون مع الجيش الإسرائيلي في سوريا ومعارضون لبنانيون سوف يقاتلون في صفوف القوات الإسرائيلية لو حصل إجتياح بري في لبنان.
مستوى من الوقاحه والإنحطاط سوف يجعل أي شخص عاقل يصدم من تلك المواقف المخزية. المثير للاستغراب أن تلك التصريحات تصدر من شخصيات محسوبة على (أهل السنة والجماعة) و فتاوى تصدر من فضائيات نكاح المسيار التي تمولها أموال البترودولار. نائب لبناني ينشر إشاعات وتغريدات على تويتر ويهدد حزب الله بأنه من الأفضل تسليم سلاحه الى الجيش اللبناني. شخصيات إعلامية محسوبة على السعودية وقطر تصرح ضد الشيعة والمقاومة وضد سوريا رغم أن أموال الدولتين مولت عمليات التخريب وقتل الشعب السوري تحت مسمى الربيع العربي.
قنوات إم بي سي والعربية السعودية تصف قادة المقاومة بأنهم قتلى وليسوا شهداء وإرهابيون. شيوخ ورجال الدين السلفيون أو الوهابيون لا يهم المسميات مستعدين للتحالف مع الشيطان ضد حزب الله والمقاومة في فلسطين ولبنان ولكن الشيطان يخجل من أن يصافح هؤلاء الخونة. السلفيون وبعد أن كانت الديمقراطية بدعة والبرلمان كفر, غيروا آراءهم تحت مسمى اجتهاد فقهي وأسسوا أحزاب ودخلوا البرلمان بأموال البترودولار ولم ينجزوا شيئا أو يحلوا مشكلة وطردهم المصريون ونال السلفيون والإخوان المسلمون جزاء سنمار.
يقال أن الشاعر المصري الشهير أحمد فؤاد نجم كتب:"السنة لهم أمريكا, الشيعة لهم روسيا والملحدين لهم الله." الحقيقة أنه في الوطن العربي المعقد في تركيبته الإجتماعية وتوجهات الشعوب السياسية, تنطبق تلك المقولة تماما. هناك من يعتقد في فلسطين أنه لو هزمت حماس والمقاومة على العموم فإن السلام والازدهار الاقتصادي هو الخيار الذي سوف توافق عليه دولة الكيان الصهيوني. أما بالنسبة الى لبنان فإن هناك من يعتقدون بأنه لو قبل حزب الله بتسليم سلاحه وطبع لبنان علاقاته مع الكيان الصهيوني وتبادلوا السفارات والسفراء فإن لبنان سوف يعود سويسرا الشرق الأوسط.
إن كل من يعتقد ذلك هم مغفلون وحمقى وكثير منهم للأسف من المسلمين وأكثر منهم المسيحيون الذي يحلمون بإخلاء لبنان من جميع الطوائف الأخرى حتى يبقى لهم ودهم كما أرادت فرنسا سنة ١٨٦٠ حين أنزلت قواتها على سواحل سوريا وفرضت على الدولة العثمانية متصرفية جبل لبنان كيانا سياسيا تقسيميا نتيجة مذبحة الموارنة التي كان أطرافها الدروز والأكراد من جهة والمسيحيين الموارنة من جهة أخرى حيث أحرقت أكثر من ٣٠٠ قرية مسيحية وقتل عشرين ألف مسيحي وحرق حي القيمرية في دمشق ودمرت صناعة النسيج فيه.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment