العرب هم الخاسرون واليهود هم الفائزون في أي إنتخابات رئاسية أمريكية أو حتى مجلس النواب أو مجلس الشيوخ. العرب والمسلمين على العموم في دول المهجر مشغولين بصراعات طائفية أو تقسيمات إجتماعية أو جغرافية تافهة وليس لديهم مرجعية مركزية قوية أو لوبيات تدافع عنهم وعن مصالحهم وتأثيرهم في السياسة المحلية والخارجية للدول التي يقيمون فيها أقل من صفر. العرب والمسلمين صوتوا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ٢٠٢٤ للمرشح الجمهوري دونالد ترامب ويعتقدون أنه سوف ينصفهم ويحقق تطلعاتهم.
العرب والمسلمين مثيرون للشفقة ويعتقدون أن هناك أمور تحدث مصادفة ولكن ذلك غير موجود في قاموس السياسة وأنظمة الحكم. صهر ترامب و زوج إبنته تيفاني يدعى مايكل مسعد بولس رجل أعمال من أصول لبنانية وترامب قام بتعيين والده مسعد بولس مسؤولا عن الملف اللبناني والفلسطيني حيث بدأ بإجراء اتصالاته منذ الآن مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وشخصيات لبنانية. ترامب رجل أعمال ويلعب على جميع الحبال وقد أصبح لديه الأن صهر يهودي جاريد كوشنر وآخر لبناني مايكل مسعد بولس وكله بيزنس وكله ماشي.
عالم السياسة والأعمال لا يعرف غير الصفقات وليس للمشاعر أي مكان فيه. زواج تيفاني من مايكل بولس ليس صدفة إنما واتفاق مصالح بين أسرتين. جاريد كوشنر سوف يتقلص دوره خصوصا أن صفقة القرن لن تكون قابلة للتنفيذ في المدى القريب على الأقل وسوف يصعد نجم صهر ترامب مايكل و والده مسعد بولس لأنهم من أصول عربية وقادرين كما يعتقد ترامب على تحقيق اختراق سياسي في المنطقة. ولكن ذلك لن يكون في صالح دولة مثل فرنسا التي تعتبر لبنان منطقة نفوذها التقليدية وحصلت شركة فرنسية(CMA-CGM) يملكها رجل أعمال رودولف سعادة من أصول لبنانية على صفقة إعادة بناء ميناء بيروت. صراع أمريكي-فرنسي على النفوذ في لبنان أدواته رجال أعمال من أصول لبنانية.
ترامب رجل أعمال وكما ذكرت في موضوع سابق لايهمه إلا مصلحته ولو كانت في عقد صفقة مع إيران فإنه سوف يفعلها. بينما كان الرئيس السابق جو بايدن سياسيا ورغم أخطائه أكثر تعقلا. مواقف ترامب بالنسبة الى القضية الفلسطينية وخصوصا الحرب في قطاع غزة سوف يكون انسحاب جيش الاحتلال الصهيوني مقابل إدارة مدنية تستبعد حركة حماس والمقاومة على العموم وقوات فلسطينية تابعة للسلطة ومحمود عباس تدعمها قوات عربية تفرض الأمن على الأرض وإعادة أعمار سوف تدفع تكاليفها السعودية وقطر.
الصفقة اللبنانية سوف تكون تنفيذ القرار ١٧٠١ بحذافيره وتوسيع الجيش اللبناني من خلال زيادة أعداد الأفراد وتسليحهم. ولكن ذلك ليس نهاية الأزمة اللبنانية لأن ترامب يرغب في حل ينهي المشكلة من جذورها. الاتهامات تلاحق إيران منذ الآن بأنها متورطة في محاولة إغتيال ترامب وأن السلطات الأمريكية تقبض على مشتبه به وأن له إتصالات مع إيران وذلك سوف يكون مثل كرة الثلج التي تكبر تدريجيا وسوف يتم مساومة إيران على ذلك. الاتهامات باطلة واداة من أجل إبتزاز إيران وترامب ماهر للغاية في مثل تلك الأمور وليس لديه مانع من أجل إتباع أساليب ملتوية المهم أن يعقد صفقة. إيران لن تتوقف عن دعم حزب الله وسوف يكون الحل الأمريكي هو إغراق لبنان في حرب أهلية من خلال مسألة اللاجئين والنازحين من الشيعة وأهل الجنوب الذين يقيمون في مناطق تقيم فيها غالبية سكانية مسيحية.
الإتفاق النووي الإيراني سوف يكون من أهم الملفات على طاولة ترامب وإيران بشكل عام تعتبر هدفا في سياسة ترامب الخارجية. وكما ذكرت فقد يزور ترامب إيران لو عُرِض عليه صفقة جيدة أو سوف يدعم ضربة إسرائيلية ضد منشآت إيران النفطية وليس النووية. السبب في ذلك أن ترامب لا يرغب في حرب شاملة أو توسيع رقعة الصراع خصوصا أن لديه مشكلة الحرب الأوكرانية والصراع الاقتصادي مع الصين وأي تحرك عسكري ضد إيران لايخدم هدفا سياسيا أو إقتصاديا سوف يكون مضيعة للوقت والمال. ضرب منشآت إيران النفطية سوف يؤدي الى إرتفاع صاروخي في أسعار النفط خصوصا بسبب الاضطرابات في ممرات بحرية مهمة, مضيف باب المندب وهرمز. شركات النفط الأمريكية سوف تكون المستفيد الرئيسي وسوف يكون ذلك ضربة اقتصادية قاتلة ضد أوروبا واليابان التي تصرخ بسبب خسائرها الاقتصادية من الحرب الأزمة الأوكرانية.
هناك الكثير من الملفات التي على ترامب ان يتعامل معها ولعل من أهمها الأزمة الأوكرانية والرئيس الأوكراني زيلينسكي يشعر منذ الآن بقلق بالغ من تراجع مستوى الدعم الأمريكي. ترامب سوف يجبر أوكرانيا على تقديم تنازلات وتدريجيا سوف تهدأ الأوضاع على جبهات القتال وقد يكون هناك إعتراف بضم روسيا شبه جزيرة القرم ومناطق في شرقي أوكرانيا مقابل اتفاق سلام يتمحور حول تنمية اقتصادية ومشاريع في مجال الطاقة.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment