فاز دونالد ترامب في إنتخابات الرئاسة الأمريكية ٢٠٢٤ وإذا صدقت التوقعات بأن الجمهوريين في طريقهم الى تحقيق أغلبية في مجلس النواب والشيوخ, فإن ذلك يعني سيطرة كاملة على صناعة القرار السياسي والإقتصادي في الولايات المتحدة. الرابحون والخاسرون من نتيجة الانتخابات الأمريكية هم شركات النفط الأمريكية على سبيل المثال حيث أعلن ترامب عن نواياه زيادة عمليات التنقيب عن النفط, بينما الخاسرون أنصار البيئة والطاقة المتجددة. إنتصار دونالد ترامب في الإنتخابات كان واضحا للغاية منذ محاولة اغتياله وإصابته والمحاولات الأخرى التي أعلن عنها.
الدول على اختلاف أنظمة الحكم تحكمها منظومة وليس شخص والولايات المتحدة ليست مختلفة عن ذلك. هناك لوبيات مصالح, رجال أعمال وأثرياء, شركات عابرة للقارات, بنوك, رؤساء صناديق تحوط وأكبر, بنوك وشركات النفط لديهم مصالح ولن يسمحوا لأي رئيس أمريكي منتخب أن يهددها. كما أنه علينا أن لا ننسى تأثير نفوذ اليهود من خلال اللوبي الأقوى أيباك ومنظمات يهودية أخرى وتأثيرها على عملية الانتخابات من خلال التبرعات والتصويت. ترامب من أكبر المؤيدين للكيان الصهيوني وهو من نقل السفارة الأمريكية الى القدس رغم تردد عدد من رؤوساء أمريكا الديمقراطيين وحتى الجمهوريين في القيام بتلك الخطوة.
وكما تعودنا على الرأسمالية الغربية وديمقراطيتها فإن كل شيء له مقابل(ثمن) وترامب عليه أن يدفع ذلك الثمن أو أن يعقد صفقة كما يكرر دوما في تصريحاته أنه ماهر في إنجاز الصفقات. هناك حلقة خطيرة للغاية في برنامج يقدمه صانع المحتوى المصري د.أشرف إبراهيم وقناته المخبر الاقتصادي. د.أشرف يتحدث في الحلقة عن الدكتورة مريام أديلسون وعنوان الحلقة "من هي الطبيبة التي تشتري رئيساً أمريكياً؟ كيف تعمل لمصلحة إسرائيل؟." ميريام كانت أحد أهم وأكبر المتبرعين الى حملة ترامب الإنتخابية ٢٠١٦ سبب في وصول رجل الأعمال الى رئاسة الولايات المتحدة. المقابل كان نقل السفارة الأمريكية الى القدس والاعتراف بضم الكيان الصهيوني الجولان المحتل. والسؤال عن الثمن الذي قبل ترامب بأن يدفعه مقابل وصوله مرة اخرى الى أرفع منصب تنفيذي في الولايات المتحدة في انتخابات ٢٠٢٤. هل سوف يكون الثمن إعتراف الولايات المتحدة رسميا بضم الضفة الغربية الى الكيان الصهيوني المحتل؟
هناك الكثير من السذاجة السياسية في تحليلات المعلقين على فوز ترامب وأنه سوف يعمل كذا وكذا وأنه سوف يزور إيران وسوف يعقد هدنة في فلسطين ولبنان. ترامب لديه أولويات داخلية لعل أهمها تصفية الحسابات مع خصومه ومعارضيه. هناك من سوف يثيرون المشاكل للرئيس الجديد خصوصا خصومه الديمقراطيين وهناك توقع بعودة مظاهرات حركة "حياة السود مهمة" الصاخبة. كما أن هناك من يتوقعون حربا أهلية في الولايات المتحدة ولا يصدقون دعوة نائبة الرئيس كامالا هاريس أنصارها الى تقبل النتيجة.
مع تمنياتي للمتابعين دوام الصحة والمعرفة
النهاية
No comments:
Post a Comment