Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, August 28, 2024

هل يكره الفلسطينيون العرب؟

كانت قضية فلسطين ومازالت ممسحة زفر للأنظمة العربية التي تستخدمها شماعة أو كبش فداء أمام شعوبها من أجل تبرير العجز والفشل في حل المشاكل التي تواجهها. الكليشيه التقليدية التي يستخدمها أذناب الحكومات والذباب الإلكتروني هي أن الفلسطينيين كانوا السبب في حرب أهلية في الأردن ولبنان وأنهم لم يتعلموا من الدرس وكانوا الى جانب صدام حسين مؤيدين غزو الكويت وتآمروا ضد سوريا على هامش الربيع العربي وقائمة طويلة من التهم. هناك حملة إعلامية ضد الشعب الفلسطيني في كل موقف يرفضون فيه تصفية القضية الفلسطينية والصفقات التآمرية التي تدعمها بعض الأنظمة العربية خصوصا "صفقة القرن" التي كان صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اليهودي جاريد كوشنر عرابها.

الفلسطينيون يحق لهم أن يكرهوا العرب لأن التخلف العربي هو السبب في التغريبة الفلسطينية وضياع قضية فلسطين. هناك تهمة بأن الفلسطينيين باعوا أراضيهم الى الوكالة اليهودية ولكن الحقيقة أن عائلات لبنانية وسورية من كبار ملاك الأراضي مثل عائلة سرسق باعوا مساحات شاسعة من الأراضي في مرج بني عامر ومناطق أخرى في فلسطين الى اليهود. كما أن سلطات الإحتلال العثماني كانت تفرض ضرائب مرتفعة على الفلاحين وعندما يعجزون عن سدادها, كانت تصادر أراضيهم وتقوم ببيعها الى عائلات ثرية لبنانية وسورية التي كانت بدورها تنقل ملكيتها الى الوكالة اليهودية وأثرياء اليهود. المقاومة الفلسطينية كانت تلاحق أي فلسطيني يبيع أو يعمل سمسار أراضي مع الوكالة اليهودية وتقوم بقتله والتشهير به. سلطات الانتداب البريطانية صادرت مساحات شاسعة من الأراضي المشاع ونقلت ملكيتها الى المؤسسات اليهودية المختلفة.

الفلسطينيون كانوا يدركون حجم الخطر الذي يهدد فلسطين وبسبب ذلك كانت ثورة البراق سنة ١٩٢٩ وثورة ١٩٣٦ التي أوشكت على اقتلاع الوجود اليهودي البريطاني من فلسطين ولكن حكام عرب منهم عبد العزيز آل سعود أرسل ابنه فيصل الى الفلسطينيين وأقنعهم بأن يوقفوا الإضراب وأن بريطانيا قدمت الوعود الصادقة بحل يرضي الفلسطينيين ويحفظ حقوقهم. سنة ١٩٤٨, دخلت الجيوش العربية الى فلسطين وقامت بمصادرة السلاح من الفلسطينيين وأنها سوف تدافع عنهم ولكنها سلمت المدن والمواقع الى العصابات اليهودية وانسحبت دون قتال.

العرب كانوا عاجزين سياسيا وكانت الأنظمة العربية تعمل على قمع أي صوت فلسطيني للمقاومة ومنذ سنة ١٩٤٨ الى سنة ١٩٦٧ لم تعمل الأنظمة العربية على أي عمل حقيقي من أجل إنشاء وتدريب وتسليح جيش وطني فلسطيني والعمل الدبلوماسي من أجل الحفاظ على ماتبقى من فلسطين. القضية الفلسطينية كانت بالنسبة إليهم البقرة الحلوب وكل نظام عربي كان يمسك بقطعة من أرض فلسطين ويرفض التخلي عنها. إن السبب في المأساة الفلسطينية هم الأنظمة العربية والحكام العرب وليس الشعب الفلسطيني.

النزوح الفلسطيني سنة ١٩٤٨ و ١٩٦٧ سببه هو فشل الجيوش العربية في الدفاع عن فلسطين والشعب الفلسطيني في المهجر ساهم في بناء دول عربية لأنه شعب متعلم في مجالات الهندسة والطب والتعليم. الفلسطينيون نزحوا الى الدول العربية ومعهم أموالهم وساهموا في بناء اقتصادها خصوصا في لبنان التي لم تكن أكثر من بلدات متناثرة هنا وهناك مناسبة للاصطياف بسبب مناخها المعتدل. يوسف بيدس فلسطيني من مدينة القدس هاجر الى لبنان ونجح في تأسيس بنك إنترا وحوله الى مؤسسة مصرفية لها امتدادات دولية. عبد الحميد شومان كان أيضا فلسطينيا من القدس هاجر الى الأردن ونجح في تأسيس البنك العربي الذي أصبح بنكاً لديه امتدادات دولية الى يومنا هذا.

الأنظمة العربية كانت هي السبب في النكبة الفلسطينية سنة ١٩٤٨ و ١٩٦٧ لأن الجيوش العربية هي التي خسرت الحرب ضد العصابات الصهيونية وليس الفلسطينيين.  المقاومة الفلسطينية في الأردن نجحت سنة ١٩٦٨ في التصدي للقوات الصهيونية بالتعاون مع الجيش الأردني في معركة الكرامة وبسبب ذلك كان لابد من إنهاء الوجود الفلسطيني في الأردن. حركات مقاومة فلسطينية أو دكاكين سياسية حتى أكون أكثر دقة ارتكبت حماقات وكانت مخترقة مخابراتيا مما أدى الى رد فعل شرعي من القوات النظامية الأردنية والدفاع عن السيادة الأردنية(١٩٧٠-١٩٧١). لبنان كان مسرحا مفتوحا لأجهزة مخابرات من عدة دول خصوصا الولايات المتحدة, فرنسا, بريطانيا وبالتأكيد الموساد. دول عربية كانت تمول كل منها مجموعات فلسطينية من أجل حماية مصالحها وفرض وجهة نظرها. المسيحيون الموارنة كانت لديهم علاقات مباشرة مع دولة الكيان الصهيوني وميليشيات جيش لبنان الجنوبي كانت تعمل بالتنسيق مع جيش الإحتلال الصهيوني. كما أن ميليشيات مسيحية ساهمت في إرتكاب مجزرة مخيمات صبرا وشاتيلا.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية




No comments:

Post a Comment