هناك الكثير من الأساطير التي تحيط بأسباب كراهية اليهود وطردهم من أوروبا حتى أنَّه لم تبقى دولة أوروبية إلا وطردت اليهود. ولكن ملك إنجلترا إدوارد الأول لم يكن أول من طرد اليهود سنة ١٢٩٠م فقد طرد ملوك الإنجليز اليهود في عدة مناسبات ولكن فرنسا كانت أول من طرد اليهود من أراضيها في أوروبا سنة ١٠٨٠م وعادت وطردتهم سنة ١١٤٧م وتعرضوا الى مذبحة في كييف سنة ١١١٣م وطردوا من النمسا سنة ١٢٩٨م وأعدم ١٠٠ منهم شنقاً وفرنسا طردتهم مرة أخرى سنة ١٣٠٦م وأعدمت ٣٠٠٠ منهم حرقا. إسبانيا لديها تاريخ من العداء ضد اليهود حيث حصلت مذبحة كبيرة (بوغروم) سنة ١٣٩١م قتل فيها أكثر من ٣٠ ألف يهودي منهم ٥٠٠٠ أحرقوا أحياء وطردوا نهائيا سنة ١٤٩٢م بعد سقوط غرناطة ومنعوا من دخول إسبانيا.
قائمة بلدان أوروبا التي طردت اليهود طويلة ولكن البابا بولس الرابع(١٤٧٦م-١٥٥٩م) أصدر مرسوما بابويا أدان فيه اليهود رسميا بقتل يسوع المسيح وحرم عليهم العيش في الولايات البابوية إلا في جيتوهات, أحياء منعزلة خاصة باليهود حيث مارسوا جميع أنواع التجارة الغير شرعية والإقراض مقابل الفائدة وظهر لأول مرة مفهوم السوق السوداء بسبب جيتوهات اليهود. الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر تعرض الى الصدمة عند اكتشافه تفاصيل تغلغل اليهود في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومسؤوليتهم عن هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى و معاهدة فرساي والمظاهرات والإضرابات التي كان الشيوعيون على رأسها خصوصا عصبة سبارتاكوس التي كانت تترأسها روزا لوكسمبورغ. إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت أصدر تحذيرا الى اليهود بالاندماج مع الفرنسيين والتوقف عن الحياة في الجيتوهات وممارسة الأعمال الغير قانونية.
إنَّ الحقيقة أن اليهود كانوا ممنوعين من ممارسة غالبية المهن وذلك تعود جذوره الى فترة السبي البابلي حيث كانت هناك ممارسات مصرفية متطورة تعلمها اليهود وأتقنوها ومارسوا العمل التجاري والإقراض الربوي. الملك الفارسي قورش(الكبير) سمح لليهود بالعودة إلى فلسطين وإعادة بناء الهيكل الذي هدمه الملك البابلي نبوخذ نصر ولعل السبب هو رغبته في التخلص منهم ومن ممارساتهم السيئة. أوروبا قررت التخلص من اليهود بارسالهم الى فلسطين ولعل ذلك هو السبب في إصدار وعد بلفور سنة ١٩١٧م. المؤرخ البريطاني إدوارد جيبون في كتابه الأكثر شهرة عن أسباب اضمحلال الإمبراطورية الرومانية أن فساد المؤسسات الإقتصادية وتلاعبها بقيمة العملة من خلال تخفيض معيارها الذهبي هو أحد الأسباب الرئيسية في انهيارها وأن اليهود لعبوا دورا رئيسيا من خلال ممارساتهم الربوية واحتكار تجارة المعادن الثمينة خصوصا الذهب.
التاجر اليهودي الجشع ذو الأنف الطويل المعقوف هي صورة شائعة عن اليهود في الأدب الإنجليزي. وليام شكسبير(١٥٦٤-١٦١٦) وصف ذلك التاجر شيلوك اليهودي وجشعه في مسرحية تاجر البندقية. الكاتب والأديب تشارلز ديكنز(١٨١٢-١٨٧٠) كتب في روايته أوليفر تويست عن زعيم عصابة النشل والسرقة اليهودي العجوز فاجين الذي تولى تربية الطفل اليتيم أوليفر وعلمه فنون السرقة. أحد أهم أسباب العداء ضد اليهود في أوروبا هو تهمة قتل المسيح كما ذكرت نصوص أناجيل العهد الجديد. ولكن ذلك ليس النبي الوحيد الذي قتله اليهود فقد قتلوا يوحنا المعمدان وأنبياء آخرين وجه يسوع المسيح الإتهام الى اليهود بقتلهم(متى ٣٥:٢٣). "قتلة الأنبياء" هو أحد أكثر ألقاب اليهود شهرة الذي حاولوا في أكثر من مناسبة اغتيال الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم منها محاولة تسميمه وأخرى بإلقاء حجر عليه. ولكن هناك كثيرين يأخذون الأمور بظاهرها والتاريخ لا يؤخذ بالظاهر لأنه قد يؤدي الى الخداع والتضليل بينما الحقيقة التاريخية لا يمكن أن نفهمها إلا من بين السطور.
نبي الله موسى توفي في ظروف مشبوهة كما تسائل مقدم برنامج وثائقي بريطاني على قناة البي بي سي خصوصا أنه كان بينه وبين اليهود الكثير من المشاحنات والمشاكل(تث ٢٧:٣١) ويسوع المسيح ليس بأفضل حالا مع اليهود حيث وصفهم بأنهم "أبناء الأفاعي"(مت ٧:٣, ٣٤:١٢, ٣٣:٢٣) وأنهم "أبناء إبليس"(يو ٣٣:٨) ورد عليه أحبارهم وكهنتهم عليه بأنه "إبن زنا"(يو ٤١:٨) واتهموه في التلمود صراحة بأنه ابن غير شرعي من علاقة بين مريم وجندي روماني يدعى بانديرا ونبي الله محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم فإن في سيرته النبوية وحروبه مع اليهود بسبب غدرهم ونقضهم للعهود ما تعجز عن وصفه صفحات الكتب. نبي الله موسى حطَّمَ العجل الذهبي الذي صنعه اليهود وكانوا يعبدونه من دون الله ونجد لذلك العجل تمثالا في شارع المصارف والبنوك وول ستريت في مدينة نيويورك, يسوع المسيح قلب طاولات الصيارفة وكراسي باعة الحمام(مت ١٢:٢١, مر ١٥:١١) ومنع ممارسة البيع والشراء في الهيكل والرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم نزل عليه الوحي بتحريم الفائدة و الإقراض الربوي وذلك كان نشاط اليهود الأساسي في مكة والمدينة وكانوا حلفاء بني أمية في التجارة حيث كانوا يمولون قوافل رحلة الشتاء والصيف.
اليهود مشهور عنهم عدم وفائهم بالعقود والعهود لو كان الطرف الأخر غير يهودي ويطلقون على غير اليهود لقب الأغيار أو الغوييم(القطيع) وتحرم التوراة على اليهودي أن يقرض يهوديا أخر بالربا لكنها تشجعه على تقديم قرض ربوي الى غير اليهود. وقد تعرض المسلمون طوال تاريخهم الى الغدر من اليهود في غزوة الخندق(بني قريظة) والإعتداء على المرأة المسلمة في سوق المدينة المنورة(بني قينقاع) وغزوة بني النضير بسبب محاولتهم اغتيال الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم. ولقد عاش اليهود في الأندلس خلال فترة حكم المسلمين الأندلس آمنين مطمئنين ولكن على عادتهم فقد تآمروا مع حكام قشتالة وأرغون وغيرها من الممالك المسيحية ضد المسلمين ومارسوا كافة أنواع العادات الهدامة من احتكار السلع و الإقراض الربوي وكانت مكافئتهم هي جزاء سنمار حيث لاحقتهم محاكم التفتيش وقتلت أعدادا كبيرة منهم وطردوا وسلبت منهم أموالهم وهربوا مع المسلمين الى دول المغرب العربي والى الدولة العثمانية وقاموا هناك بما يحسنون القيام به وكان السبب في طردهم من جميع الدول الأوروبية تقريبا و دور يهود الدونمة في تخريب الدولة العثمانية معروف ولا حاجة الى الحديث عنه.
وسائل الإعلام التي تسيطر عليها رؤوس الأموال اليهودية تحاول باستمرار أن تنفي كل ما يسيء الى صورة اليهود وأنهم مظلومون وأن من ينتقدهم يكون مؤمنا بنظرية المؤامرة. كما يمارس اليهود الإنتقام من كل من ينتقدهم ويلاحقونه مثل المفكر الفرنسي روجيه جارودي والكاتب البريطاني ديفيد إيرفينغ و المفكر وعالم الإجتماع المصري عبد الوهاب المسيري وغيرهم. المحاكم في دول حرية الرأي والتعبير مثل فرنسا جاهزة من أجل توجيه الاتهامات ضد كل من ينتقد اليهود تحت مزاعم إنكار المحرقة ومعاداة السامية. وبعد كل ذلك يتساءل اليهودي, لماذا يكرهوننا؟
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment