Flag Counter

Flag Counter

Thursday, July 6, 2023

آل مورغان وتأسيس بنك الإحتياط الفيدرالي في الولايات المتحدة

كانت أزمة ١٩٠٧ في الولايات المتحدة مفتعلة لعب فيها المصرفي الأمريكي من أصول إنجليزية جي بي مورغان دورا رئيسياً. السبب في تلك الأزمة كان الصراع بين المصرفي الأمريكي جون بيربونت مورغان(جي بي مورغان) و رجل الأعمال تشارلز تي بارني رئيس شركة إئتمانية في مدينة نيويورك تدعى ترست نيكربوكر وذلك من أجل السيطرة على سوق خام معدن النحاس والذي كان الطلب عليه في إزدياد مستمر. فريدريك أوغسطس هاينز شريك رجال الأعمال تشارلز تي بارتي كان يمتلك مصرفا في مدينة نيويورك, البنك التجاري الوطني(The Mercantile National Bank) والذي إستخدمه من اجل تمويل صفقة الإستحواذ على شركة النحاس المتحدة(United Copper Company) في محاولة من أجل تأسيس إحتكار في السوق.

ولكن محاولات تشارلز تي بارني وشريكه إصطدمت مع شخص لم يكن سوى رجل النفط جون روكفلر والذي بعد أن أسس إحتكار سوق النفط في الولايات المتحدة تحول إهتمامه الى سوق معدن النحاس. إنَّ ملخص ماقام به جون روكفلر أنه طرح كميات كبيرة من النحاس للبيع في السوق مما ادى الى هبوط في سعره خلال يومين الى ١٥ دولار/سهم وبالتالي هبوط سعر شركة النحاس المتحدة والذي كان قد وصل الى ٦٢ دولار/سهم وذلك في ١٩٠٧/١٠/١٤. فريدريك أوغسطس هاينز كان يملك بالإضافة الى البنك التجاري الوطني, صلات وإرتباطات وحصص أسهم في ستة بنوك أخرى متوسطة الحجم. إنخفاض أسعار أسهم شركة النحاس المتحدة ادى الى تدافع على سحب الودائع من البنك التجاري الوطني الذي كان يمول صفقة الإستحواذ وبالتالي الى حملة صحفية وإعلامية وأخبار تم تسريبها عن إرتباط فريدريك هاينز مع ستة بنوك اخرى حيث أدى ذلك الى موجة ذعر وتدافع المودعين من اجل سحب ودائعهم من تلك البنوك وبداية أزمة إقتصادية وإنهيار سوق البورصة والأوراق المالية في مدينة نيويورك.

وسائل إعلام تتبع جي بي مورغان عملت على نشر الشائعات والأخبار عن العلاقة التي تربط بين ترست نيكربوكر والبنك التجاري الوطني مما أدى أيضا الى موجة ذعر وتدافع على سحب الودائع مما أدى الى طلب حزمة إنقاذ مالية من إتحاد غرف المقاصة(The Clearing House Association) والذي رفض رئيسها جون بيرمونت مورغان طلب إنقاذ مؤسسة ترست نيكربوكر.

إن موجة الذعر المصرفي وتدافع المودعين الى سحب ودائهم أدت الى تدخل جي بي مورغان الذي عقد عدَّة إجتماعات مع مصرفيين حيث تم الإتفاق على ضخ السيولة المالية الكافية وتهدئة الأسواق. تقارير وتحقيقات الكونغرس الأمريكي سنة ١٩١١ أدت الى الوصول الى النتيجة أن صحفا أمريكية مثل (The New York Evening Sun) و (The New York Times) قد عملت وبتوجيه من جي بي مورغان على نشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة عن موجة ذعر وتدافع المودعين من أجل سحب ودائعهم من مؤسسات وبنوك وشركات إئتمان كان جي بي مورغان بالإشتراك مع جون روكفلر يسعى الى السيطرة عليها. شركة إئتمان الولايات المتحدة(The Trust Company of America) كانت أحد البنوك المستهدفة لأنها كانت تمتلك حصة ضخمة من أسهم شركة The Tennessee Coal and Iron Company والتي تم تقديم حزمة إنقاذ مالية اليها مقابل تقديم أسهم شركة تينيسي للفحم والحديد ضمان مقابل القرض. شركة  The Tennessee Coal and Iron كانت تسيطر على أحد أضخم إحتياطيات الحديد التي تم إكتشافها في تاريخ الولايات المتحدة وذلك أحد المجالات التي كان جي بي مورغان مهتما بتأسيس شركة إحتكارية.

سنة ١٩٠٨ كان السيناتور نيلسون ويلمارث ألدريش رئيس لجنة الكونغرس التي تم تكليفها بالتحقيق في أزمة ١٩٠٧ والبحث عن الحلول المناسبة. وفي تاريخ نوفمبر/١٩١٠, قام السيناتور ألدريش بدعوة نخبة من المصرفيين الأمريكيين الى إجتماع يعقد سراًّ في جزيرة جايكل في ولاية جورجيا في أحد نوادي النخبة الحصرية العضوية حيث يمكن مناقشة مسألة تأسيس بنك مركزي في الولايات المتحدة بهدوء وبعيدا عن وسائل الإعلام والصحفيين المتطفلين. اللجنة الوطنية النقدية نشرت تقريرها النهائي في ١١/يناير/١٩١١ و بتاريخ ٢٢/ديسمبر/١٩١٣ تم التصويت في الكونغرس على قانون بنك الإحتياطي الفيدرالي والذي قام الرئيس وودرو ويلسون بالتوقيع عليه في اليوم نفسه وتم إنشاء بنك الإحتياط الفيدرالي الأمريكي.

أما بالنسبة الى جي بي مورغان فإنه لم يعيش حتى يشهد نجاح الفكرة التي عمل بإستماتة عليها فقد توفي في ٣١/مارس/١٩١٣ ويشاع على نطاق واسع أن وفاته كانت نتيجة إصابته بالإكتئاب وذبحة صدرية نتيجة التحقيق معه من لجنة بوجو الفرعية في الكونغرس الأمريكي التي كان يرأسها النائب الديمقراطي عن ولاية أريزونا أرسين بيجو والتي وصلت الى مجموعة من النتائج ملخصها أن جي بي مورغان ومن خلال شركاء له من الباطن يسيطر على ١١٢ شركة مدرجة في بورصة نيويورك وأن قيمة تلك الشركات تبلغ ٢٢.٥ مليار دولار أمريكي بينما تبلغ القيمة الإجمالية للشركات المدرجة في بورصة نيويورك ٢٦ مليار دولار أمريكي.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment