Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, April 13, 2022

هل تعلن الأزمة الأوكرانية بداية النهاية للدولار الأمريكي؟

الأزمة الأوكرانية أقرب ماتكون الى حجر تم القائه في بركة مياه راكدة في مجال العلاقات الدولية السياسية والاقتصادية. الولايات المتحدة تواجه أحد أعنف الأزمات في تاريخها بسبب عملية التدخل الروسي في أوكرانيا. هناك وجهات نظر وآراء ترى أن عملية التدخل الروسي في أوكرانيا هي فخ أو فيتنام أوكرانية وقع فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأن الجيش الروسي يواجه صعوبات في أوكرانيا وأنَّ إطالة أمد الأزمة ليس في صالح روسيا. الحقائق على الأرض تشير الى واقع مخالف لتلك الآراء من حيث تداخل عدة عوامل اقتصادية وسياسية مع بعضها البعض سوف تؤدي الى نتائج قد تختلف عن الكثير من التحليلات وذلك سوف يفاجئ الجميع.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يواجه عدة أزمات وأوكرانيا سوف تكون بالنسبة الى السياسة الخارجية والداخلية الأمريكية حقل ألغام سوف تنفجر في وجه الولايات المتحدة أو أنَّ بعضها قد إنفجر بالفعل وبدت تأثيراته ظاهرة للعيان. إرتفاع أسعار النفط ارتفعت إلى مستويات ما قبل أزمة الرهون العقارية منخفضة الجودة ٢٠٠٧. سعر خام برنت وصل الى ١٣٠ دولار وعقود شهر ٦/٢٠٢٢ يتم تداولها بسعر ١٠٨.٩٤ دولار/برميل. بينما سعر خام برنت تاريخ ١٣/٤/٢٠٢٢ تاريخ كتابة الموضوع هي ١٠٨.٨١ دولار/برميل. إنتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة موعدها نوفمبر/٢٠٢٢ حيث يشكل الرأي العام الذي تضرَّرَ من إرتفاع أسعار النفط عاملا ضاغطا ويؤثر مباشرة على نتائج التصويت. بينما هناك شركات النفط في دول الخليج والسعودية وشركات النفط الصخري الأمريكية من المستفيدين من ارتفاع الأسعار بعد انخفاضها بسبب أزمة فيروس كورونا.

هناك عامل أخر يضغط بشدة على الرئيس الأمريكي ويؤثر عليه بشكل مباشر وهو تورط إبنه هنتر بايدن في مجموعة فضائح لها علاقة بتعاملات تجارية مع أوكرانيا والتي تسربت من جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. إنَّ بعض تلك الوثائق تكشف عن علاقة هنتر بايدن مع شركات ومعامل أبحاث بيولوجية أوكرانية وذلك أمر تنظر له جهات روسية بمنتهى الجدية. القوات الروسية خلال تقدمها في الأراضي الأوكرانية تمكَّنت من السيطرة على مجموعة من معامل الأبحاث البيولوجية والوثائق المتعلقة بها والتي كانت تجري تجارب لها علاقة بفيروس كورونا والتي لها علاقة مع هنتر بايدن من خلال الوثائق التي تمَّ الكشف عنها. الصين سوف تكون مهتمة للغاية بتلك الوثائق وما تكشفه عن الدور الأمريكي في أزمة فيروس كورونا والتي حاولت الولايات المتحدة من خلال الإعلام أن تقوم بتوريط الصين.

الدولار الأمريكي بدأ يفقد مكانته في الاقتصاد العالمي وإن كان ذلك من خلال خطوات صغيرة تتخذها بعض الدول التي كانت تعتبر حليفة للولايات المتحدة أو حتى روسيا التي بدأت البازار بمجموعة قرارات وقَّعَ عليها الرئيس الروسي تسمح بسداد الديون الروسية وبيع النفط والغاز الى دول لأوروبية مقابل الروبل الروسي. هناك أخبار عن أنَّ دولا مثل مصر والسعودية بدأت في دراسة خطوات حقيقية من أجل التعامل بعملاتها المحلية أو بعملة اليوان الصيني أو الروبل الروسي. إنَّ ذلك أمر له مؤشراته ودلالاته خصوصا أنَّ السعودية رفضت طلبا أمريكيا رفع مستوى الإنتاج من أجل خفض الأسعار. أمر آخر مهم من الممكن أن يؤدي إلى نتائج مهمة وهو أنه من المفترض أنَ الولايات المتحدة دولة مكتفية ذاتيا في مجال الطاقة أو أنها قادرة على تحقيق إستقلال في مجال الطاقة وهو ما يتَّضِحُ أنه ربما يكون مجرد فرقعة إعلامية لا أكثر. 

الصين تراقب كل تلك التطورات وتبحث كيفية الإستفادة منها في تعزيز مصالحها الاقتصادية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط والعالم. الولايات المتحدة لن تقف صامتة حيث بدأت في إستخدام سلاح العقوبات الاقتصادية ضد روسيا حيث تم فرض عقوبات جديدة على هامش التدخل الروسي في أوكرانيا. إنَّ عملية الإنقلاب السياسي التي حصلت مؤخرا في باكستان يمكن تشبيهها بزلزال عظيم له هزات إرتدادية حيث موقف باكستان التي وقفت الى جانب روسيا وصرَّح رئيس وزرائها عمران خان برفض الهيمنة والإملائات الأمريكية. الولايات المتحدة بدأت تفقد مكانتها في العالم خصوصا في الشرق الأوسط ويمكن إعتبار بداية التخلي عن الدولار الأمريكي من بعض الدول أحد أهم ملامح ذلك. هناك محاولة من أجل إعادة رسم خريطة النفوذ العالمية وتأسيس تحالفات جديدة أو إعادة ترتيب التحالفات السابقة وفق قواعد جديدة وهو ما سوف تكشف لنا عنه الأيام.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية







No comments:

Post a Comment