Flag Counter

Flag Counter

Saturday, April 9, 2022

الأزمة الروسية-الأوكرانية, مالها وما عليها

الهراء هو ما تردِّدِه الكثير من وسائل الإعلام الغربية والنفطية عن الحرب الروسية-الأوكرانية. قناة الجزيرة القطرية تتصدر قافلة الكذب وتزييف الأخبار والتلاعب بالحقائق بسبب خبرتها منذ أيام الربيع العربي في تونس, مصر, ليبيا وسوريا. تصريحات مثل التي تنقل عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو قيادات عسكرية روسية أن إحتلال أوكرانيا سوف يستغرق أسبوعا وأن القوات الروسية سوف تكون خلال أسبوعين قد احتلت العاصمة الأوكرانية كييف هو إشاعات وأخبار وتصريحات مصادرها وسائل إعلام غربية وليس هناك مصدرا واحدا موثوقا ورسميا من روسيا يمكن الوثوق به.

علينا في البداية حتى نفهم جوهر المسألة أن نسأل عن سبب وأهداف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا, وهل هي فخ أمريكي كما يتم الترويج في وسائل إعلام مختلفة؟

العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هدفت الى تأمين استقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك في خطوة تهدف إلى ضمهما الى دولة روسيا الإتحادية وربما ضم شرق أوكرانيا بأكمله في مرحلة لاحقة. ليس هناك من أهداف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا السيطرة على العاصمة كييف بشكل دائم أو خلال وقت قياسي. التوقيت الذي تستغرقه العملية العسكرية الروسية والذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي بايدن ليس مسؤولا عن دقته وصحته وزارة الدفاع الروسية والجيش الروسي بل مسؤولية بايدن وإدارته. 

إن سبب إهتمام الرئيس الروسي في السيطرة على الإقليمين وربما شرق أوكرانيا هو أن إقليم الدونيتس أو حوض نهر الدونيتس يحتوي على احتياطيات ضخمة وغير مستغلة من النفط والغاز. إن بقاء الإقليمين في السيادة الأوكرانية يعني استقلال أوكرانيا في مجال الطاقة وبالتالي تزويد أوروبا مباشرة بالنفط والغاز بدون المرور عبر روسيا أو خطوط نقل الطاقة الروسية-الأوروبية. إن موضوع أمن الطاقة بالإضافة الى تواجد أغلبية سكانية من أصول روسية في الإقليمين هو الدوافع الروسية الرئيسية للعملية العسكرية في أوكرانيا. 

أما قضية انضمام أوكرانيا الى حلف الناتو فهي قضية ثانوية أثارتها دوائر صنع القرار الأمريكية وذلك بهدف ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد حيث الجانب الإقتصادي للأزمة له أهمية بالغة. المستفيد الأول من الأزمة الروسية-الأوكرانية هي شركات النفط والغاز وتحديدا شركات النفط الصخري والرملي في الولايات المتحدة وكندا التي تضرَّرت بشدَّة من إنخفاض أسعار الطاقة بسبب أزمة فيروس كورونا بينما إستفادت شركات الأدوية والصناعات الصيدلانية واللقاحات. إن سعر التكلفة لاستخراج النفط الصخري والرملي هو ٦٠-٧٠ دولارا/برميل وقد وصلت أسعار برميل خام برنت حاليا الى ١٣٠ دولار/برميل ومرشحة لمزيد من الارتفاع. شركات الأسلحة والخدمات الأمنية الخاصة هي أيضا من أكبر المستفيدين وذلك على جانبي الصراع. إنَّ أغلبية من القوات التي دخلت أوكرانيا هي عبارة عن متطوعين أو مرتزقة او قوات دول حليفة لدولة روسيا الإتحادية خصوصا بيلاروسيا وقوات خاصة من الشيشان أو قوات متطوعين من النازيين الأوكرانيين أو مرتزقة أجانب يقاتلون الى جانب أوكرانيا.

والآن سوف أتحدث عن أهداف الولايات المتحدة من العملية وأنا أقصد بذلك الدولة والنظام السياسي. إستهداف الصين وأوروبا إقتصاديا هو أحد أهم أولويات الحكومة الأمريكية وليس هناك وسيلة أفضل من رفع أسعار النفط ورفع أسعار الفائدة مما يعني تصدير مشكلة التضخم الأمريكي الى أوروبا والعالم بأكمله. ألمانيا هي قلب أوروبا الصناعي النابض والدولة التي حقَّقت فوائض في موازنتها العامة ومعدلات نمو رغم أزمة كورونا وهو أمر لا تنظر اليه الولايات المتحدة بعين القبول والرضا. الصين أيضا والتي بدأت تشعر بالقلق من تطورات الأزمة الروسية-الأوكرانية بسبب إرتفاع أسعار النفط وهو أمر ليس في صالح النمو الاقتصادي في الصين.

الفضائح الأمريكية التي بدأت تتكشف مع إطالة أمد الأزمة مثل مختبرات الأسلحة البيولوجية وأزمة هنتر بايدن والتي ترتبط بشكل وثيق مع أوكرانيا هي أيضا ليست في صالح الولايات المتحدة وبالتالي لا يمكن الزعم بأنَّ الضرر الحاصل من إطالة أمد الأزمة سوف يكون حصريا بدولة روسيا الإتحادية بل الولايات المتحدة متضرِّرة بشدة وهناك خصوم للرئيس الأمريكي خصوصا دونالد ترامب ينتظرون أي فضيحة ولو صغيرة بفارغ الصبر.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment