Flag Counter

Flag Counter

Thursday, March 10, 2022

متى سوف يقبض على الرئيس الأوكراني في حفرة أو ماسورة الصرف الصحي؟

الأزمة الأوكرانية لن تتحول الى حرب عالمية ثالثة إلا لو دخلتها مباشرة الصين وكوريا الشمالية. الصين سوف تقوم بضم تايوان بالقوة وقوات كوريا الشمالية سوف تدخل الى كوريا الجنوبية بأعداد هائلة من الجنود والقوات المدرعة. إن تدخًّل روسيا عسكريا في أوكرانيا ليس إلا حرب إقليمية أوروبية محدودة سببها الرئيسي رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحفاظ على أمن بلاده القومي بينما ترغب أوكرانيا في الإنضمام الى الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو وهو يعني وضع قواعد عسكرية وقواعد صواريخ أمريكية في أوكرانيا على وهو مالم ولن يسمح به الرئيس الروسي.

تعليقات المحللين العسكريين خصوصا العرب عن الأمة الأوكرانية تثير ضحكي وتجعلني لا أستغرب تفوق الكيان الصهيوني عسكريا. إنَّ سقوط قتلى وأسري من كلا الطرفين هو من طبيعة الحروب. كما أنَّ تدمير دبابة هنا أو مدرعة روسية هناك أمر إعتيادي لأن تلك حرب حقيقية ولبس لعبة بلاي ستيشن. ولكن في المقابل يتجاهل الإعلام الغربي والعربي خسائر القوات الأوكرانية خصوصا الجنود الأسرى وتدمير القواعد الجوية الأوكرانية مما منح القوات الروسية السيطرة الجوية المطلقة. إنَّ تلك الظروف تجعل من الصعب النظر الى التحليلات الإخبارية بعين الحقيقة حيث يكاد المستمع يتخيل أن القوات الاوكرانية أصبحت على مشارف موسكو.

الإعلام العربي والذي تفوح منه رائحة النفط والريالات السعودية والقطرية فشل مرة أخرى في إتخاذ موقف أخلاقي وعقلاني من الأزمة الأوكرانية أو تقديم تحليلات متوازنة الى المشاهد. فشلت وسائل الإعلام العربية في أن تعزل الأزمة الأوكرانية عن نظيرتها السورية وخلطت الحابل بالنابل. إن طبيعة الصراع في أوكرانيا هو صراع قوَّة ومصالح جيوسياسية وليس صراعا أخلاقيا. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نموذج دكتاتور مبتدئ وأوكرانيا ليست دولة ديمقراطية ولن تكون. الرئيس الأوكراني قام بإغلاق صحف ومحطات تلفزيونية معارضة له وسجن عددا من المعارضين وقادة الأحزاب المعارضة له.

الولايات المتحدة لديها صحيفة جنائية ممتلئة بدعم أنظمة ديكتاتورية دموية ولن تقدِّم أي دعم الى دولة ديمقراطية حقيقية لأن في ذلك تهديدٌ لمصالحها. الولايات المتحدة دبَّرت إنقلابات ضد أنظمة منتخبة ديمقراطيا والذريعة هي الحرب الباردة ومكافحة التمدد الشيوعي. الانقلاب ضد رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق(١٩٥٣), الرئيس الغواتيمالي جاكوبو أربينز(١٩٥٤), رئيس تشيلي سلفادور الليندي(١٩٧٣), رئيس فنزويلا هوغو تشافيز(٢٠٠٢) والقائمة تطول. ولكنه مع مرور الوقت تطورت الأساليب التي تستخدمها الولايات المتحدة حيث حاولت إسقاط مجموعة أنظمة عربية من خلال (الربيع العربي) ونجحت في بعضها بينما فشلت في أخرى.

العرب الذين يدعمون الموقف الأمريكي من الأزمة الأوكرانية سارعوا الى مناداة بعضهم من أجل التوجه الى أوكرانيا من أجل الجهاد كأن أوكرانيا دولة مسلمة تعرضت الى الغزو. وبالتأكيد فإنَّ أتباع أحزاب الإسلام السياسي خصوصا الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية مثل داعش هم أول من يلبي النداء يقاتلون في أوكرانيا وعيونهم على بيت المقدس. الرئيس الأوكراني الذي يضيق عليها الخناق في الجحر الذي يختبئ فيه ولن ينفعه حمقى داعش أو المرتزقة الإسرائيليون حيث تقترب القوات الروسية من العاصمة كييف وقد صدرت أوامر الرئيس الروسي أن يقبض عليه حيا.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment