Flag Counter

Flag Counter

Monday, September 28, 2020

الإعلام السعودي والشأن السوري, من فشل الى فشل

لقد تعرضت الطائفة العلوية في سوريا الى الإضطهاد والملاحقة منذ أيام صلاح الدين الأيوبي وابن تيمية مرورا بالعثمانيين الذين لاحقوا العلويين في سوريا حتى اضطروهم الى اللجوء الى قرى منعزلة في جبال الساحل السوري. الحملات الإعلامية التي يقودها أمراء النفط والغاز في السعودية وقطر ويشارك فيها مسؤولون فرنسيون تهدف الى تشويه تاريخ العلويين عبر الإتهام بالخيانة والعمالة والتحالف مع الصليبيين وأعداء الإسلام ومحاولة تقسيم سوريا والطلب من فرنسا إقامة دولة علوية.

بداية, لا تعنيني عقائد الآخرين بل أنا مهتم بالجانب التاريخي. أي طائفة سوف تتعرض الى الملاحقة والتقتيل سوف تكون على استعداد للتعاون مع الشيطان من أجل بقائهم وأنا شخصيا لا أرى في ذلك ما يعيب. مندوب فرنسا في مجلس الأمن تحدث عن وثيقة عليها توقيع عدد من وجهاء العلويين منهم سليمان الأسد, جد الرئيس السابق حافظ الأسد, تطالب فرنسا بإقامة دولة علوية في سوريا. الوثيقة محفوظة تحت الرقم 3547 تاريخ 15/6/1936 في الأرشيف الفرنسي كما تزعم صحيفة الرياض في عددها الصادر بتاريخ 2/سبتمبر/2012 مع ملاحظة أن الصحيفة لم تنشر صورة عن الوثيقة التي لم يثبت وجودها أو مصداقيتها التاريخية إن وجدت.

الأقليات في سوريا سواء العلويون, الدروز أو الأكراد هم أكثر من قاتل ضد الإحتلال الفرنسي حيث قاد الشيخ صالح العلي ثورته في جبال اللاذقية وطرطوس, سلطان باشا الأطرش في السويداء وإبراهيم هنانو في إدلب وحلب وذلك بالتنسيق مع ثوار دمشق والغوطة لإشغال المحتل الفرنسي على عدة جبهات. ولكن هناك عدة عوامل أدت الى فشل تلك الثورات في النهاية خصوصا نقص السلاح والتمويل والمعاهدة التي تم توقيعها بين تركيا أتاتورك والفرنسيين حيث كان قسم كبير من إمدادت ثورة إبراهيم هنانو يمر عبر الحدود مع تركيا. ولكن قبل الفرنسيين, ثارت الأقليات في سوريا ضد الإحتلال العثماني خصوصا العلويين وخاضت معهم عدة معارك أدى في النهاية الى طردهم من سوريا.

السفير الفرنسي الذي تطبِّق بلاده سياسة فرق تسد حيث كانت أثناء الحقبة الإستعمارية تثير الطوائف ضد بعضها البعض وفي النهاية جميعهم يطلبون الحماية من فرنسا التي قصفت دمشق سنة 1945 بسلاح المدفعية والطيران فقتلت وجرحت مئات السوريين. ولقد قامت قوات الإحتلال الفرنسي بعدة حملات في جبال العلويين ضد الشيخ صالح العلي وفرضت غرامات باهظة على قرى العلويين. كما أن وسائل الإعلام التي تشوه الحقائق لاتذكر أن البرلمان السوري المتعاون مع الفرنسيين كان في غالبية أعضائه من السوريين السُّنة. تاج الدين الحسني الذي وصفته البروفيسورة ماري ويلسون في كتابها "عبدالله, بريطانيا وتأسيس الأردن" أنه مقرب من فرنسا والذي شغل منصب ثاني رئيس للجمهورية السورية سنة 1941 وكان من السوريين السُّنة. الإعلام يتحدث عن وثيقة فرنسية مشكوك في مصداقيتها ويتجاهل أن الشيخ صالح العلي رفض تقسيم سوريا وتأسيس دولة للعلويين ورفض المناصب التي عرضت عليه من حكومة الإحتلال الفرنسي.

الثورة السورية المزعومة التي يعاني القائمون عليها من إنفصام الشخصية خرجوا في مظاهرة في إحدى أيام الجمعة بإسم "جمعة الشيخ صالح العلي" بينما ذلك لم يكن إلا تزلفا ونفاقا حيث انهم يدعون الى قتل العلويين والمسيحيين في مظاهراتهم. الإعلام السعودي الذي يتهم نظام الحكم في سوريا بأنه طائفي, لم يذكر لنا المناصب الهامة التي يشغلها المواطنون السعوديون الشيعة وكم وزيرا شيعيا في الحكومة وهل من الممكن أن يشغل شيعي منصب وزير الدفاع على سبيل المثال؟ حتى قضية أن الرئيس السوري السابق باع الجولان وأنه قبض ثمنها مبلغ مائة مليون دولار وأن هناك نسخة من الشيك كانت بحوزة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر هي عبارة عن معزوفة نشاز يرددونها عندما يعجزون عن إخراج أي أكاذيب جديدة ضد القيادة السورية والرئيس السوري. وزير الدفاع السوري كان يعلم أن قواته سوف تكون عاجزة عن الدفاع عن الجولان رغم حصانتها الطبيعية بسبب نقص العتاد والعدة وأنه أعلن سقوط الجولان في محاولة لفرض وقف إطلاق نار حتى لا تتقدم قوات العدو الصهيوني الى دمشق وذلك ماكان. لايمكن الدفاع عن أحصن المواقع بدون سلاح وذخيرة وعناصر مدربة تدريبا عاليا وهو ما لم يكن متوفرا للجيش السوري خلال تلك الفترة حيث أنهكته الخلافات السياسية والانقلابات التي لم تتوقف حتى قام الرئيس حافظ الأسد بما عرف بالحركة التصحيحية سنة 1970.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment