Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, May 1, 2019

عصر الديناصورات، دونالد ترامب، الدوري والبغدادي

تحاول الإدارة الأمريكية عبر إعادة تلميع شخصيات أكل عليها الدهر وشرب أن ترسل رسائل معينة لخصومها أو تحاول التعبير عن حالة من عدم التوازن وهي صفة أصبحت سمة مميزة لتصرفات الإدارة الأمريكية. دونالد ترامب الذي يتعامل مع مختلف المواقف بعقلية التاجر لم يوفر أعدائه أو حلفائه على حد سواء من طيشه وتهوره و قراراته الارتجالية التويترية. فقد أعلن حربا تجارية مع الصين وهدد المكسيك في موضوع الجدار الفاصل حيث رفضت أن تدفع تكلفته فأعلن فرض تعريفات جمركية على واردات المكسيك الى الولايات المتحدة. كما أنه طالب كوريا الجنوبية بأن تدفع تكلفة تواجد القوات الأمريكية فيها وتحرش بحلفائه الأوروبيين تجاريا وطالبهم بدفع مبالغ مالية مقابل حمايته لهم. وحين رفض الرئيس الفرنسي البلطجة الأمريكية وطالب تشكيل قوة حماية أوروبية، تم تحريك مظاهرات السترات الصفراء في لعبة أشبه بربيع فرنسي. أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فقد أوشكت على الإفلاس بعد دفع أموال الإتاوة وتكاليف صفقة القرن. دونالد ترامب هدَّد بتصفير صادرات النفط الإيرانية في رسالة غير مباشرة لدول مثل الصين التي تعتبر مستوردة رئيسية للنفط من إيران مما يهدد بإشعال المنطقة. العالم بفضل السياسة الأمريكية يجلس على برميل بارود يهدد بالانفجار بين لحظة وأخرى.
ولكن للرئيس الأمريكي المتهرب من الضرائب ومن الخدمة العسكرية قصة قد تطول أو تقصر. المواطن الأمريكي قد أصابه الملل من ثماني سنوات قضاها أوباما في الحكم حيث انخفضت نسبة البهلوانيات التي يقوم بها رعاة البقر الأمريكيين في العالم. ولذلك، فإن انتخابه لم يفاجئني لأنه يعبر عن شريحة واسعة من الأمريكيين الذي لا يمانعون في انتخاب شخص يتفاخر بإمساك النساء من أماكنهم الحساسة لأنه ثري ويملك المال، عقلية رأسمالية بحتة تعتمد منطق البلطجة والقوة.
المحاولة الأمريكية لقلب نظام الحكم في فنزويلا فشلت والتدخل الأمريكي في سوريا يوشك على لملمة أوراقه المبعثرة والرحيل تاركا ورائه عشرات الآلاف من الأيتام الضائعين التائهين الذين أصبحوا بلا أب أو أم. محاولات فرض منطق القوة الأمريكي على رئيس كوريا الشمالية قد فشلت بعد أن تبين للرئيس الأمريكي أن صاروخ كيم جونغ أون أكبر من صاروخه. وفي محاولة لإنقاذ ماء وجههم بعد هزيمة مشروعهم الإسلاموي الدموي في المنطقة خصوصا في العراق، فقد اوعزوا لعزت الدوري الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس العراقي صدام حسين بالظهور ومن ثم لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي الذي كان يستعرض ملفات دويلات الخلافة أو أذرع الفوضى الأمريكية الخلاقة في المنطقة.
المضحك المبكي في الأمر، وكما يقول المثل بأن شر البلية ما يضحك، تحليلات محطة العربية السعودية نقلا عن دار الإفتاء المصرية بأن ظهور أبو بكر البغدادي وهو يطلع على ملف تنظيم داعش في تركيا بأنها تسيطر على التنظيم. مؤسسة الأزهر هي أحد المؤسسات التي تعتبر مناهجها الدراسية سببا في نشر الفكر القاعدي الداعشي في الوطن العربي. وسائل الإعلام في الوطن العربي تساهم من طرفها في نشر الفكر الداعشي عبر إطلاق تسمية الدولة الإسلامية على تنظيم داعش على الرغم من أنهم ليسوا عبارة إلا عن شراذم من محترفي الإجرام والاغتصاب والمجرمين السابقين والشاذين جنسيا ممن يعتدون على الأطفال والقاصرات من الفتيات باسم الإسلام والمسلمين.
وهناك للأسف قيادات سياسية في المنطقة تدفع بها دفعا الى حافة الجنون عبر إشعال برميل بارود يسمى الصراع الطائفي من خلال الحرب على إيران والخاسر في النهاية هم الشعوب. نظام قبائلي قائم على أساس ديني وعرقي وطائفي قام بإنفاق مليارات الدولارات على تصدير مذهبه الطائفي العنصري يتهم نظام دينيا آخر بتصدير عقيدته الدينية الى العالم ويتهمه بدعم الإرهاب. لعبة إعلامية قذرة أبطالها أشباح وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع مشاركة الفيديوهات. نظام سياسي في المنطقة يشحن شعوبها من خلال محطات إعلامية بكلام معسول عن الديمقراطية والحرية وتداول السلطة بينما يحكم بالمؤبد على من يفهم من كلامه التلميح الى انتقاد الحاكم. الصراع على سوريا باطنه حقول النفط والغاز وخطوط الأنابيب التي تنقلها بينما ظاهره أن سوريا بلد غير ديمقراطي حيث تقوم محطات إخبارية تابعة لأنظمة تعتبر الديمقراطية بدعة وكفر بشن حملة إعلامية لتشويه سمعة الرئيس السوري وأسرته في انحطاط بالعمل الإعلامي الى الدرك الأسفل من الوقاحة. ولست أعلم من يصدق كلام تلك المحطات ومن يظهرون عليها من المعارضين السوريين إلا الحمقى ممن يعتقدون أن أكثر من 400 فصيل مسلح في سوريا سوف يتفقون على دولة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وفقا لشعارات أطلقها معارض سوري شهير على قناة أورينت الممولة من دول تعامل مواطنيها مثل قطيع الغنم فلا تمنحهم حقوقهم وتزج به عشرة سنين في السجن لمجرد كتابة مقال أو تغريدة على موقع تويتر ينتقدون من خلالها الحكومة.
المعارضون العرب ليسوا حزينين على حال شعوب المنطقة التي تعاني من الدكتاتورية وقمع الحريات وتكميم الأفواه كما يزعمون، بل هم حزينون لأنهم ليسوا جالسين على كرسي السلطة حتى يمارسوا تلك الديكتاتورية بأنفسهم ويجعلوا شعوب المنطقة تترحم على صدام حسين والقذافي وزين العابدين بن علي وعلى كل الزعماء والقادة السابقين الذين تمت الإطاحة بهم حتى لو كان أولئك الزعماء من آكلي لحوم البشر.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment