Flag Counter

Flag Counter

Thursday, May 16, 2019

الإسلام السياسي في خدمة الإمبراطورية الاستعمارية الأمريكية

ليس هناك أي صعوبة حتى للمواطن العادي الذي ليس له في العير أو النفير من عالم السياسة أن يفهم طبيعة العلاقة بين تنظيمات الإسلام السياسي على رأسها الإخوان المسلمين والدول الإستعمارية على رأسها بريطانيا, فرنسا والولايات المتحدة. التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة, الجيش السوري الحر, جبهة النصرة وداعش تظهر من الفراغ عندما تفشل الفوضى الخلاقة في إسقاط الأنظمة الحاكمة بواسطة المظاهرات والاعتصامات والإضرابات تتبعها القوات الأمريكية والبريطانية بذريعة الحرب على الإرهاب. وتحاول بعض وسائل الإعلام تبييض صفحة الإخوان المسلمين بأنهم يمثلون النواة الصلبة لمجتمعات المنطقة وأنهم أقوى جماعة تمثِّلُ الإسلام السني في المنطقة وأن الأعداء يحاولون تفكيك تلك المنظومة التي تعتبر الدرع الأخير لحماية الوطن العربي بعد نجاحهم في تفكيك منظومة النظام الإقليمي العربي خصوصا العراق وسوريا. ولكن على أرض الواقع, فإن تنظيم الإخوان المسلمين تأسَّسَ بأموال بريطانية هي عبارة عن 500 جنيه دفعتها شركة قناة السويس البريطانية لزعيم الجماعة حسن البنا من أجل بناء أول مسجد للجماعة في مدينة الإسماعيلية المصرية, أحدى مدن قناة السويس ذات الأهمية الحيوية لبريطانية وبوابة العبور الى الهند, درة التاج الإستعماري البريطاني.
والقارئ للتاريخ, سوف يرى بوضوح أن تنظيم الإخوان المسلمين هو المسؤول عن تفكيك المنظومة الإقليمية العربية التي يتباكى عليها الآن كتَّاب وصحفيون يؤيدون التنظيم. إن أدبيات التنظيم التي يزعم منظروه أن مصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تعادي كل معارض للتنظيم وفق مبدأ من هو ليس معنا فهو ضدنا حيث يرفض التنظيم مبدأ الحياد. كما أن ذلك القارئ لصفحات التاريخ سوف يكتشف حجم التدليس والأساليب الدعائية المخادعة التي يحاول التنظيم بواسطتها تلميع صورته أمام الجماهير في الوطن العربي وأنهم يمثلون الإسلام السني المعتدل. إن التنظيم منذ بداياته عمل على تأسيس تنظيم عسكري سرِّي عرف بإسم "التنظيم الخاص" حيث كان مسؤولا بشكل رئيسي عن عمليات إغتيال وأعمال عنف مسلحة موجَّهة ضد الحكومة المصرية وموظفيها. كما أن تنظيم الإخوان المسلمين كان معاديا للتنظيمات الشيوعية واليسارية والليبرالية مثل حزب الوفد الذي أسسه الزعيم المصري أحمد زغلول وكان يتمتع بشعبية بين المصريين حيث كان يطالب باستقلال مصر عن بريطانيا.
تنظيم الإخوان المسلمين كان يتلقى التمويل من الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية في بداياته ثم انتقلت تلك المهمة الى المملكة العربية السعودية حيث كان حسن البنا يزور السعودية بإستمرار ويلتقي نائب وزير المالية الشيخ حسن سرور. كما أنه التقى الملك السعودي عبد العزيز آل سعود عدة مرات. وخلال الفترة التي تلت ثورة 23/يوليو في مصر, نجح التنظيم في بناء علاقات ممتازة في عدد من الدول العربية التي كانت معادية للقومية العربية وجمال عبد الناصر خصوصا في المملكة العربية السعودية وقطر حيث هرب قيادات التنظيم وتلقوا دعما ماليا ونجحوا في تأسيس إمبراطورية مالية ومكاتب تمثيل في جميع الدول العربية وفي عدد من الدول الأوروبية وحتى في الولايات المتحدة تحت مسميات مختلفة ولكنها على أرض الواقع تتبع التنظيم الأم في مصر الذي كان بدوره يتبع المكتب الدولي لتنظيم الإخوان المسلمين الذي يعمل انطلاقا من عاصمة الضباب لندن وبحماية الحكومة البريطانية.
وقد كان الإخوان المسلمون والتنظيمات المتفرعة منهم وعلى رأسها تنظيم القاعدة وعلى الدوام في خدمة الأجندات الاستعمارية للدول الأجنبية في الوطن العربي. تنظيم الإخوان المسلمين كان معاديا وبشدة للرئيس المصري جمال عبد الناصر حيث قام التنظيم السري بأكثر من محاولة إغتيال فاشلة وتم على إثرها إعتقال وإعدام كبار قيادات التنظيم وعلى رأسهم سيد قطب. كما أن التنظيم خلال مرحلة الحرب الأفغانية لعب دورا رئيسيا في تجنيد المقاتلين وجمع التمويل من خلال عبدالله عزام أحد كبار قيادات التنظيم.الولايات المتحدة إستعملت التنظيم خلال مرحلة الحرب الباردة خصوصا ضد خصومها من الدول التي تصفها الإدارة الأمريكية ب المارقة, فقد خاضت الحكومة السورية صراعا ضد التنظيم خلال فترة الثمانينيات والذي حاول قلب نظام الحكم وارتكب مجازر يندى لها الجبين في حلب وحماة ودمشق, وعمليات إغتيال ضد شخصيات عامة ومسؤولين حكوميين. التعاون بين تنظيم الإخوان المسلمين والولايات المتحدة كان واضحا خلال أحداث الربيع العربي حيث هدفت الولايات المتحدة وعبر نشر الفوضى الخلاقة الى تسليم تنظيم الإخوان المسلمين الحكم في تونس, مصر, ليبيا, المغرب, وسوريا حيث التقت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كبار قيادات التنظيم خصوصا في مصر للاتفاق على صفقة يتم بموجبها تنازل مصر عن جزء من سيناء وضمها لقطاع غزة بتمويل أمريكي. فقد كانت هناك استجوابات في الكونجرس الأمريكي حول تمويل الإدارة الأمريكية لتنظيم الإخوان المسلمين في مصر.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية



No comments:

Post a Comment