Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, January 26, 2022

ماهي العلاقة بين زيادة أسعار النفط وارتفاع مستوى الديون السيادية في العالم؟

إنَّ النفط يعتبر العامل الرئيسي في أغلب الحروب والصراعات التي وقعت منذ الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٤. النخب العالمية التي تعتبر النفط سلاحا يمكن إستخدامه من أجل تحقيق أهداف سياسية, إقتصادية وإجتماعية قد مارست الإحتيال على العالم عبر الترويج للنفط على أنَّه سلعة قابلة للنفاذ. كما أنه هناك عملية احتيال أخرى تتم ممارستها وهي نظرية الأصل العضوي للنفط. النفط وليس حقوق الإنسان كان السبب في تدخل الولايات المتحدة في جنوب السودان وفي دارفور. النفط هو سبب الصراع بين روسيا والولايات المتحدة في أوكرانيا وجورجيا. النفط كان سببا رئيسيا في خسارة ألمانيا الحرب العالمية الأولى والثانية. النفط هو شريان الحياة للاقتصاد العالمي وليس هناك رأسمالية وتجارة حرَّة بدون النفط. 

الولايات المتحدة استخدمت النفط سلاحا ضد خصومها في أكثر من مناسبة. الحظر النفطي(١٩٧٣-١٩٧٤) كان هجوما ضخما على النمو الاقتصادي العالمي خصوصا اليابان, فرنسا, إيطاليا و بالتأكيد ألمانيا. خلال تلك الفترة ارتفعت أسعار النفط ٤٠٠% وكانت تلك هي الصدمة النفطية الأولى والتي أدت الى طوفان مالي في الدول المصدِّرة للنفط. وقامت الولايات المتحدة بإعادة الكرَّة سنة ١٩٨٦ حين أوعزت الى حليفتها السعودية زيادة الإنتاج من أجل إعاقة المجهود الحربي السوفياتي في أفغانستان على الرغم من أن المؤشِّرات أن أسواق النفط مصابة بتخمة في المعروض حيث إنخفضت العائداتمن مبيعات النفط.

وفي سنة ١٩٧٩ تمَّ تنفيذ صدمة نفطية أخرى حيث تمَّ التخلي عن شاه إيران محمد رضا بهلوي مما أدى الى خروج النفط الإيراني من حصص الإنتاج في أوبك وإرتفاع سعر برميل النفط الى ٤٠ دولار تقريبا والتي إستمرت في الإرتفاع بسبب الحرب العراقية-الإيرانية. محمد رضا بهلوي كان يتبع سياسة تقارب مع ألمانيا وفرنسا وحتى الإتحاد السوفياتي من أجل بناء برنامج نووي ومفاعلات للإستخدام السلمي. كما أنه طالب شركات النفط العاملة في إيران بزيادة حصة الحكومة الإيرانية في عائدات النفط من أجل تطبيق خطته في تحقيق نهضة إقتصادية واستقلال في مجال الطاقة عن الولايات المتحدة وبريطانيا.

إن العوائد المالية من مبيعات النفط كان يتم إيداعها بشكل رئيسي في بنوك نيويورك على رأسها بنك تشيس مانهاتن(Chase Bank) حيث كانت تلك البنوك لديها فروع في العاصمة البريطانية لندن تقوم بالتنسيق مع بنك إنجلترا وتقديم القروض إلى دول النامية مثل مثل الأرجنتين والبرازيل مقابل شروط مجحفة يفرضها صندوق النقد الدولي ومؤسسات مالية مثل البنك الدولي. إنَّ ذلك كان ممكنا والسبب هو سعر الفائدة المنخفض ولكن سنة ١٩٧٩ تمَّ تعيين بول فولكر في منصب مدير بنك الإحتياطي الفيدرالي وذلك في عهد الرئيس جيمي كارتر حيث بدأت فولكر في رفع سعر الفائدة من أجل كبح جماح التضخم حتى وصل مستوى سعر الفائدة الى ٢٠%. إنَّ ذلك الى الى صدمة إقتصادية على مستوى العالم بسبب مستوى الديون وإرتفاع تكاليف خدمة الدين(الفائدة) وأفلست دول أو أعلنت إفلاسها وطرقت باب المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي من أجل الاقتراض مقابل تطبيق برنامج إصلاحات متشدَّد.

إنَّ مشكلة الإقتصاد العالمي هي الديون التي من المتوقع أن تؤدي في النهاية الى إنهيار النظام المالي والإقتصادي في العالم. الديون في وقتنا الحالي وصلت الى مستويات قياسية حيث الدين الحكومي الأمريكي بلغ أكثر من ٢٠ تريليون دولار. أزمة الرهون العقارية منخفضة الجودة(٢٠٠٨) وأزمة اليونان(٢٠١٠) قد أدَّت الى تفاقم مكلة الديون في الولايات المتحدة و اوروبا. أحد أسباب وقوع الحرب العالمية الثانية هو مشكلة الديون التي لم يتم حلها منذ توقيع معاهدة فرساي ١٩١٩. وقد تؤدي الديون الى حروب دموية مثل الحرب الأهلية اليوغسلافية التي سببها الرئيسي هو الديون كما ذكر الدكتور أشرف إبراهيم في حلقة تم بثها على قناته في اليوتيوب بعنوان "اللهو الخفي: ما الذي تكشفه الوثائق السرية عن مآساة البوسنة؟"

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية





No comments:

Post a Comment