Flag Counter

Flag Counter

Saturday, December 12, 2020

النفط...ثم النفط...ثم النفط...ثم الدولار

الدولار والنفط هما خطان أحمران بالنسبة الى الولايات المتحدة حيث سوف يتم التعامل بشكل مباشر مع كل من يتخطاهما. الدولار الأمريكي قصته معروفة وهي أنه تم الإعتراف به العملة الاحتياطية العالمية إثر مؤتمر بريتون-وودز سنة 1944 حيث كانت الولايات المتحدة هي المنتصر في الحرب وهي الطرف الأقوى بين دول الحلفاء. بالإضافة الى أن أوروبا كانت بحاجة ماسة الى الأموال الأمريكية ضمن خطة مارشال لإعادة إعمار مدنها المدمرة و اقتصادها المنهار. أما بالنسبة الى النفط فقصته أيضا لها علاقة مباشرة بمخرجات مؤتمر بريتون-وودز الذي أقر الدولار عملة احتياطية عالمية مقابل الذهب بمعدل 35 دولار/غرام. ولكن الولايات المتحدة مع بداية حرب فيتنام وخطة الرئيس ليندون جونسون المعروفة (Guns & Butter), بدأت بطباعة كميات من الدولار بما يزيد عن إحتياطي الذهب وذلك للإنفاق على برامج التسليح والرعاية الإجتماعية مما أدى الى مطالبة حلفائها مثل فرنسا وألمانيا بمبادلة الدولارات المتراكمة لديهم مقابل الذهب حسب شروط إتفاقية بريتون-وودز حتى أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون التخلي عن مبادلة الدولار مقابل الذهب وذلك سنة 1971.

ولكن  الدولار إستمر في اعتباره العملة الاحتياطية العالمية على الرغم من اتفاقية جامايكا شنة 1976 التي سمحت بتعويم سعر صرف الذهب مقابل العملات الأخرى وذلك بسبب إتفاقية بين الولايات المتحدة والسعودية نهاية سنة 1974 كان عرابها وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر تتلخص في بيع النفط مقابل الدولار حصريا. وحيث أن السعودية كانت تعتبر أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك مما أدى الى تحويل ذلك الاتفاق الى قوة القانون على الدول الأخرى وأي دولة لا تلتزم به سوف تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. وسوف يعتقد البعض أن الملك فيصل رحمه الله قد أدى خدمة جليلة للولايات المتحدة ولكنه تم اغتياله سنة 1975 حيث أطلق عليه النار إبن شقيقه فيصل بن مساعد بن عبد العزيز في عملية يقال أن لها خلفية ثأرية حيث أن خالد بن مساعد, شقيق فيصل بن مساعد, قد قتل خلال مظاهرة مسلحة محاولا اقتحام مبنى التلفزيون السعودي. ولكن الأمير فيصل بن مساعد درس لفترة طويلة في الولايات المتحدة مما أدى الى شكوك حول تورط الولايات المتحدة في تلك الحادثة.

والحقيقة أن الولايات المتحدة لم تنسى للملك فيصل خطوته الجريئة خلال فترة الحظر النفطي 1973-1975 التي تمثلت في تخفيض الإنتاج 5% والتهديد بوقف تصدير النفط الى الولايات المتحدة ودول أوروبية في حال الإستمرار في تقديم الدعم الى دولة الكيان الصهيوني. حتى أن هنري كيسنجر قدّم إقتراحا خلال تلك الفترة بسيطرة الولايات المتحدة بالقوة العسكرية على حقول النفط السعودية. ولذلك لا أستبعد تورط الحكومة الأمريكية أو تحالف الشركات النفطية في إغتيال الملك فيصل رحمه الله. المثير للاستغراب هو تسجيل وجدته على اليوتيوب يزعم أن الملك فيصل كان لديه مخطط من أجل بيع النفط مقابل مايعرف بالدينار العربي الذي سوف يتم تداوله بين الحكومات وليس بين العامة. وقد يعتقد البعض أن ذلك التسجيل يتناقض مع اتفاقية النفط مقابل الدولار ولكنني أختلف مع ذلك لأن الملك فيصل رحمه الله قد يكون قبل بتلك الإتفاقية مرحليا بينما كان يخطط لأمر أخر.

الملك فيصل رحمه الله ليس أول ملك أو رئيس عربي يسقط ضحية الخطوط الحمراء الأمريكية ولن يكون الأخير. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان صريحا حول أسباب تواجد قوات أمريكية في سوريا وأنه يريد حصة من النفط السوري. وقد يستغرب البعض ويتسائل عن الحقول النفطية في سوريا التي ترغب الولايات المتحدة في السيطرة عليها أو عن كمية النفط التي سوف تنتجها تلك الحقول. ولكن الرغبة الأمريكية في النفط السوري ليست إلا كعب أخيل, ذريعة لتواجد الشركات الأمريكية في سوريا التي سوف تزحف بالتدريج على كافة المقدرات والثروات الطبيعية. الرئيس العراقي صدام حسين بدأ في بيع النفط العراقي مقابل اليورو, الرئيس الليبي معمر القذافي كان يحاول إقناع دول إفريقيا بعدم بيع ثرواتها الطبيعية خصوصا النفط إلا مقابل الدينار الذهبي الإفريقي والحرب على سوريا لها علاقة بحقول النفط وخطوط نقل الغاز والنفط وهو المقترح القطري الذي رفضت الحكومة السورية حتى مناقشته. وعند سؤال مسؤول أمريكي حول عدم التدخل عسكريا في كوريا الشمالية على الرغم من من أنها تمتلك أسلحة دمار شامل كما تدخلت في العراق, كان الجواب صريحا وواضحا: لا يوجد في كوريا الشمالية نفط.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment