Flag Counter

Flag Counter

Monday, March 3, 2025

الإسلام والإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس(١)

هناك من يتخيلون أن العالم بدون الإسلام سوف يكون عالما خاليا من الإرهاب والعنف ولكن ذلك غير صحيح. النظام الرأسمالي الغربي يحتاج دائما الى خصوم وأعداء وذلك منذ بداية الثورة الصناعية الأولى في بريطانيا التي كانت تحتاج الى المستعمرات من أجل تصريف الفائض من الإنتاج والحصول على المواد الخام الرخيصة. وعندما كانت الأسواق تتشبع ويصبح هناك فائض من الإنتاج مما سوف يؤدي الى الكساد, تبدا رحلة البحث عن مستعمرات جديدة او أسباب لإثارة المشاكل والأزمات في العالم. الأزمات ازدادت في عددها وحدتها مع بروز دور المجمع الصناعي-العسكري في الولايات المتحدة خلال نهاية خمسينيات القرن العشرين وأصبح لديهم لوبيات ضغط ومراكز أبحاث ومعاهد نخبوية وأصبح المجمع الصناعي-العسكري يرسم السياسات بما يناسب مصالحهم وليس مصلحة الشعب الأمريكي.

الولايات المتحدة ورثت الإمبراطورية البريطانية وهي بذاتها تحولت الى إمبراطورية أكبر وأضخم وأكثر قدرة على إثارة الأزمات والحروب والتدخل في شؤون البلدان الأخرى. وعلينا أن لا ننسى أن الولايات المتحدة قام بتأسيسها بشكل رئيسي مهاجرون من بريطانيا فروا من الاضطهاد والحروب الدينية بين البروتستانت والكاثوليك التي أعقبت الانقسام الكنسي الشهير. ولكن ذلك لا يعني أن بريطانيا أو المملكة المتحدة قد إنتهى دورها في عالم السياسة الدولية ويشبهها الكثيرون بأنها كلب الولايات المتحدة التي يهز ذيله فرحا عندما يرى سيده. تاريخ المملكة المتحدة في التعاون مع الإسلاميين أو التنظيمات الإسلامية تاريخ طويل وحافل بالأحداث المثيرة التي قد يتفاجئ من بعضها الكثيرون.

إن بداية تواجد بريطانيا في العالم الإسلامي يعود الى سنة ١٧٥٦م حيث ممح إمبراطور دولة المغول التي تحكم الهند خصوصا منطقة البنغال البالغة الثراء إمتياز الإدارة المالية والنظام القضائي الى شركة الهند الشرقية. سنة ١٧٩٩م, كانت بريطانيا ومن خلال شركة الهند الشرقية قد أسقطت الحكم المغولي واستولت على الهند وبدأت في التوسع حيث كانت مصر في عين العاصفة البريطانية. الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس كانت في ذروتها تحكم ما يزيد عن ٢٥٠ مليون نسمة ويقع تحت حكمها نصف المسلمين في العالم. بريطانيا حكمت كثيرا من المستعمرات خصوصا الإسلامية حكما غير مباشرا من خلال أنظمة حكم سياسية تحت حماية بريطانيا وسمحت بتطبيق الشريعة الإسلامية مما أدى الى نوع من الولاء وفشل دعوة الدولة العثمانية مع بداية الحرب العالمية الأولى الى الجهاد ضد بريطانيا.

السياسة البريطانية في الحكم كانت تعتمد المبدأ المعروف "فرق تسد" في الهند, مصر, الشرق الأوسط وإفريقيا بشكل عام.  السياسة البريطانية في الهند اعتمدت على إنشاء مئات من الدويلات الهندوسية ولكنها شجعت قيام دويلات وحركات إسلامية ومنها الحركة الديوبونتية السنية المحافظة. القوات البريطانية في السودان هزمت الحركة المهدية سنة ١٨٩٨م ولكنها تحالف مع المهدي سيد عبد الرحمن سنة ٩٢٠م. أما في مصر فقد اعتمدت على تنظيم الإخوان المسلمين الذي قام حسن البنا بتأسيسه من خلال منحة مالية ٥٠٠ جنيه مصري من شركة قناة السويس البريطانية التي قام الحكومة البريطانية بشراء حصتها من الأسهم من خلال قرض قدمه بنك روتشيلد في لندن. التواجد البريطاني بشكل عام في عدد من الدول الإفريقية كانت يعتمد على سياسة فرق تسد, المسلمين ضد المسيحيين, قبائل ضد بعضها البعض وأي وسيلة يمكن من خلالها الحفاظ على الحكم البريطاني بأقل قدرات بشرية ممكنة حيث كانت بريطانية إمبراطورية واسعة الأرجاء بينما هناك عدد محدود من القوات من أجل الحفاظ عليها.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

...يتبع...


No comments:

Post a Comment