إن وصف الأحداث كما هي أمر صعب للغاية عندما يكون هناك إعلام موجه تسيطر عليه الحكومات أو حتى أكون أكثر دقة, المال. التدفق المالي الى وسائل الإعلام المختلفة من يحدد نوعية الأخبار التي تصل الى الجمهور من خلال وسائل الإعلام المسموعة, المرئية والمكتوبة. وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في فوضى الإعلام وبدون وسائل التواصل الإجتماعي فإن الربيع العربي ليس ممكنا.
ثورات القوة الناعمة في العالم العربي كما يصفها نبيل خليفة هدفها "الخروج من مفهوم البطولات الدموية الى مفهوم الثورات السلمية" و "تفكيك الديكتاتوريات والأصوليات" مدخلا من أجل بناء مجتمع جديد. هناك الكثير من الكلام الجميل والناعم عن الربيع العربي والقوى الشبابية التي تهدف الى التغيير وقيام تعددي. أن نبيل خليفة يذكرني بالكاتب البريطاني جورج أورويل الذي كشفت الوثائق التي رفعت عنها السرية أنه كان يعمل مع المخابرات البريطانية وأنَّ تأليف رواية "مزرعة الحيوان كان بناء على طلب من جهاز المخابرات الخارجية(إم أي ٦) بوصفها دعاية موجهة ضد الإتحاد السوفياتي والشيوعية. كتاب "استهداف أهل السنة" الذي قام نبيل خليفة بتأليفه لا يختلف عن رواية "مزرعة الحيوان".
إن محاولة نبيل خليفة الحديث عن الربيع العربي بطريقة إيجابية وتجاهل النتائج الكارثية التي ترتبت على أحداثه تدل على أنه لا يختلف عن جورج أورويل وأن سبب إختيار شخص مسيحي من أجل تأليف كتاب عن أهل السنة هو محاولة وقحة هدفها التضليل وأن حديث نبيل خليفة عن الربيع العربي هو هراء سياسي مدفوع الأجر ومحاولة من أجل التسلق على أكتاف أكبر موجة تسونامي إجتماعي, سياسي, إقتصادي في منطقة الشرق الأوسط حتى تاريخه.
الربيع العربي أحد محاولات الدول الغربية ودولة الكيان الصهيوني من أجل استهداف ماتبقى من الدول التي حاربت أو دعمت جهود سوريا ومصر في حرب رمضان ١٩٧٣ خصوصا دول الطوق لبنان, سوريا, مصر, الأردن و دول أخرى مثل ليبيا. كما أنه كانت هناك محاولات من أجل إستهداف الجزائر والمغرب من خلال نشر الفوضى والإضطرابات تحت مسمى الربيع العربي.
إنَّ الهدف من الربيع العربي كان تسليم الإسلام السياسي المتمثل في تنظيم الإخوان المسلمين الحكم في الدول المستهدفة تسليم مفتاح وتصعيد حلفاء الإخوان المسلمين من السلفيين وحزب التحرير وغيرهم الى مواقع قوة مؤثرة حتى يكون من الممكن في المستقبل العثور على بديل لو خرج الإخوان المسلمين عن بيت الطاعة الغربي. وقد كان ذلك واضحا من خطاب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ٢٠٠٩ في جامعة القاهرة حيث لم يكن مسموحا للرئيس المصري محمد حسني مبارك حضوره و اكتفى بمتابعته من مقر إقامته. الرئيس الأمريكي أرسل من خلال خطابه تحذيرا مبطنا الى الرؤساء والحكام العرب, إما الديمقراطية على الطريقة الأمريكية بالطبع أو الفوضى.
الربيع العربي كان يستهدف الدول العربية بانتشار الفوضى الخلاقة وبداية مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه في السابق مستشارة الأمن القومي الأمريكي كونداليزا رايس وتم رسم ملامحه النهائية في ثمانينات القرن الواحد والعشرين وإختيار قطر داعما رئيسيا وبدأ ترتيب أوضاع المنطقة إستعدادا لليوم الموعود.
الربيع العربي كان بدون هوية حقيقية وبدون أي قدرة معرفة ماذا سوف يحصل في المستقبل. وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون زارت ميدان التحرير وكتبت في مذكراتها "خيارات صعبة" بالنص ما يلي:"وعلى الرغم من حجم الاحتجاجات في ميدان التحرير، إلا أنها كانت إلى حد كبير بلا قيادة، وكانت مدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي والكلام الشفهي بدلاً من حركة معارضة متماسكة," "لقد كنت أعلم أن مبارك ظل في السلطة لفترة أطول مما ينبغي ولم يفعل إلا القليل. ولكن باستثناء التخلص منه، بدا وكأن الناس في ميدان التحرير لا يملكون أي خطة. أما أولئك الذين فضلوا موقف "الانتقال المنظم" الذي يبدو مملاً، فقد شعروا بالقلق من أن القوى المنظمة الوحيدة بعد مبارك كانت جماعة الإخوان المسلمين والجيش." كما أن هيلاري كلينتون كانت تشعر بالقلق من عدم وجود رؤية واضحة للمتظاهرين في ميدان التحرير من أجل الإنتقال من المظاهرات الى السياسة أو التأثير في عملية كتابة دستور جديد أو تأسيس حزب سياسي وتقديم مرشحين الى البرلمان أو حتى الرئاسة وأنهم غير مهتمين بذلك والنتيجة سوف تكون سيطرة الإخوان المسلمين على المشهد السياسي في مصر.
إن إختصار الربيع العربي بأنه ثورات الشباب التي هدفها إسقاط الأنظمة الديكتاتورية وتأسيس أنظمة تعددية ديمقراطية وأنه إنتفاضة أهل السنة ضد محاولة تهميشهم والظلم الذي تعرضوا له هو محاولة مكشوفة من أجل الإلتفاف على حقائق ومعلومات ثابتة على الأرض. الربيع العربي كان بإشراف أجهزة مخابرات غربية عملت من خلال منظمات غير حكومية كانت تقوم بتدريب الشباب العربي على الديمقراطية ويمولها الملياردير اليهودي الأمريكي من أصول مجرية جورج سوروس. الربيع العربي لم يكن سلميا منذ بداياته وسيناريوهات القناصة المجهولين شاهدة على ذلك في تونس, مصر, ليبيا و سوريا. الإنتقال من السلمية المزعومة الى التسلح والعسكرة في ثورات الربيع العربي أمر عليه علامات إستفهام بسبب السرعة القياسية كأن جميع الأمور تم تحضيرها وترتيبها في أوقات سابقة. الدعم الإعلامي والمالي الغير محدود يثير أيضا علامات استفهام والتي يثيرها أيضا لقاءات متكررة في دول عربية والولايات المتحدة عقدت بين الإخوان المسلمين والإدارة الأمريكية.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment