Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, March 29, 2023

المحكمة الجنائية الدولية إزدواجية في المعايير

مجلس الأمن القومي الأمريكي يصرِّح بأن روسيا والصين تسعيان الى تعطيل النظام العالمي الجديد والمقصود هو تعطيل الهيمنة الأمريكية على العالم. وسائل الإعلام الأمريكية تستمر في حملتها الإعلامية ضد روسيا والسبب المعلن هو العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وفي الوقت نفسه تستمر الولايات المتحدة في أفعالها الاستفزازية ضد الصين. المحكمة الجنائية الدولية وبتأثير نفوذ الولايات المتحدة أصدرت أمرا بإعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولكنها تجاهلت في الوقت نفسه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن و رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي صرَّح بأنه لايمكن المقارنة بين مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا من العراق سنة ٢٠٠٣ و الأزمة الأوكرانية.

إذا من الواضح أن مواقف المحكمة الجنائية الدولية من الصراعات والأزمات في العالم تحكمها الازدواجية والنفاق السياسي. ولكن للإعلام رأي أخر. الولايات المتحدة وفي عدة مناسبات قدَّمت الدعم الى عصابات القتلة والمجرمين تحت مسمات مختلفة أحدها تنظيم القاعدة ومجموعات الكونترا في نيكاراغوا خلال ثمانينيات القرن العشرين وسط تجاهل المحكمة الجنائية الدولية وقضاتها المحترمين. مقاتلي الحرية هو الوصف الذي أطلقه الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان خلال الحرب الباردة على المقاتلين من التنظيمات الأفغانية ضد القوات السوفياتية ومن ثم إنقلب عليهم الإعلام الأمريكي ١٨٠ درجة وأصبحوا إرهابيين عندما حاولوا مقاومة الغزو الأمريكي في أفغانستان. مستشار الأمن القومي الأمريكي زيغينو بريجينسكي كان أحد المقربين من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ومن ثم تحول الأخير الى إرهابي دولي تسعى الولايات المتحدة الى القبض عليه أو قتله.

المحكمة الجنائية الدولية لم تلاحق رئيس تشيلي السابق أوغستو بينوشيه رغم أنه مسؤول عن إختفاء عشرات الآلاف من المعارضين السياسيين وقادة النقابات الذي كانوا يتعرضون الى الاختطاف ثم تلقى جثثهم في الشوارع. وسائل الإعلام تجاهلت جرائم بينوشيه وغيره من القادة أصدقاء الولايات المتحدة وحلفائها ولكنها أعلنت الإستنفار بسبب تعرض رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات الى إعتداء نفَّذه مجهولون حيث أصيب بعدة رضوض وكسر فيها أحد أصابعه حيث تحول الإصبع المكسور الى رمز عالمي وعلى فرزات الى أيقونة إعلامية وبذكرني إصبع علي فرزات المكسور بفيلم "الواد محروس بتاع الوزير" من بطولة الممثل المصري عادل إمام.

المثير للسخرية أن الإدارة الأمريكية سنة ٢٠٢٠ فرضت عقوبات على كبار المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية والغت التأشيرات التي تم منحها الى عدد من قضاة المحكمة منهم رئيسة المحكمة فاتو بنسودة لأنها قرَّرت فتح تحقيق في إحتمال إرتكاب القوات الأمريكية في أفغانستان جرائم حرب بينما ترتكب العصابات الصهيونية جميع أنواع الجرائم في فلسطين المحتلة بدون أن يتم إستدعاء مسؤول إسرائيلي واحد او توجيه أي إتهام. كما أنه من المثير للسخرية كيف يفرح الكثيرون من المغسول دماغهم والمغيَّبة عقولهم بسبب الدعاية الإعلامية الأمريكية بقرار القبض على الرئيس الروسي الذي أصدرته المحكمة ولكنهم يتجاهلون جرائم الولايات المتحدة وحلفائها ومنهم فرنسا التي إرتكب قواتها خصوصا الفيلق الأجنبي جرائم حرب في عدة دول إفريقية.

إنَّ جرائم الولايات المتحدة عبارة عن قائمة طويلة لا تنتهي بداية من إستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد المدن اليابانية في هيروشيما و ناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية وليس نهاية بإستخدامها الأسلحة الكيميائية في فيتنام. القوات الأمريكية إستخدمت العنصر الأرجواني من أجل القضاء على الغابات وتسميم مصادر المياه في فيتنام وهو من أخطر العناصر الكيميائية وأكثرها سميَّةً. ولكن في الوقت نفسه فقد اتهمت العراق بأنه يمتلك أسلحة الدمار الشامل وهي الأسلحة التي لم تعثر لها فرق التفتيش على أثر حتى بعد أن قامت بالبحث عنها في قصور الرئيس العراقي صدام حسين وفي غرفة نومه.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment