Flag Counter

Flag Counter

Saturday, December 16, 2017

القضية الفلسطينية والإعلام العربي المتصهين- الإعلام الموازي


في كل خطوة تتخذها الولايات المتحدة أو دولة الإحتلال الصهيوني في طريق الألف ميل من أجل شطب القضية الفلسطينية ليس فقط من ذاكرة الشعب الفلسطيني بل و الشعوب العربية وإبتلاع القدس وماتبقى من فلسطين, فإن تلك الخطوة تترافق وبتناغم يثير الدهشة, كسيمفونية تعزفها جوقة موسيقية لها مايسترو متمرس من ذوي الخبرة, مع حملة إعلامية شرسة من قبل وسائل إعلامية عربية متصهينة ضد الشعب الفلسطيني يتم فيها توزيع الإتهامات بالجملة بداية بعض اليد التي أطعمتهم مرورا ببيع أراضيهم للصهاينة وخيانة القضية ونشر بيانات مالية عن المساعدات التي تم تقديمها لفلسطين وشعبها. إن تلك الحملة الإعلامية يقوم عليها ما أطلق عليه الإعلام الموازي وهو في الواجهة إعلام مستقل عن التدخل الحكومي ولكن البحث في جذوره سوف يكشف تبعيته إما لأجهزة حكومية كوزارة الإعلام أو صحفا خاصة يشرف رئيس تحريرها على مجموعة من الصحفيين والذي قد يعمل بعضهم بالقطعة أو بوظيفة دائمة.
إن أسلوب نسخ لصق الإتهامات وتماثل محتويات المواضيع المنشورة يؤكد إستنتاجي بتلقي أولئك الأشخاص التعليمات من نفس المصدر أو من مجموعة مصادر تتماثل في التوجهات والأهداف. وبشكل عام, فإنه لا يوجد إعلام مستقل أو حر في الوطن العربي حيث تخضع جميع الوسائل الإعلامية الحكومية أو الخاصة لإشراف حكومي مباشر يقوم بالإشراف على كل كلمة يتم نشرها والتي يجب أن تمثل الموقف الرسمي. وفي سبيل تعويض تلك الثغرة التي تركها الإشراف الحكومي المباشر على جميع الوسائل الإعلامية وبفضل النافذة التي فتحتها وسائل التواصل الإجتماعي وإنتشار مواقع التدوين والمنتديات, فقد تم إخراج الإعلام الموازي لحيز الوجود ليكون رديفا في الظل للإعلام الحكومي خصوصا إذا كانت المهمة هي جس النبض الشعبي تجاه قضية معينة بدون ظهور جهة حكومية في الواجهة أو نشر إشاعات سياسية أو إقتصادية أو بروباغندا إعلامية أو حتى مهاجمة دول أخرى والتنصل من الإتهامات لاحقا.
ولعل أشهر الوسائل الإعلامية التي تتبع أسلوب التناغم بين الإعلام الرسمي والإعلام الموازي هي قناة الجزيرة والتي حاولت جهات قطرية الإيحاء في بداية إنشاء القناة بأنها مستقلة التمويل والإدارة وبأنها تمارس عملها بإستقلالية وحيادية ونزاهة وأنها مثال في الشفافية الإعلامية. ولكن مع مرور الوقت فإن الأهداف الحقيقة لقناة الجزيرة قد إنكشفت خصوصا بعد تبين الجذور البريطانية لنشأتها ونوعية البرامج وأن هدفها الرئيسي هو إدخال الصهيونية إلى بيوتنا بذريعة سماع وجهة نظر الطرف الأخر وهدفها الفرعي هو الإستهداف بالحملات الإعلامية ونشر الإشاعات  للأنظمة وللحكومات العربية التي لا توافق الهوي الأمريكي والصهيوني.
إن دولة قطر كانت محور جزء من حديث للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حيث أضحك الحاضرين حين سخر من ترويج محطة الجزيرة التي يملكها أمير قطر السابق للإصلاح بينما هو نفسه ليس إصلاحيا وأن قطر تفتقد للديمقراطية. إن الموقف الإعلامي لقناة قطر من الأزمة السورية قد تغير بدورة كاملة بعد فترة قصيرة من الغارة التي قامت بها القوات الخاصة الأمريكية وقتلت أسامة إبن لادن في باكستان حيث يشاع على نطاق واسع أنه تمت مصادرة وثائق تثبت تورط جهات قطرية في تمويل تنظيم القاعدة  حيث تحولت قناة الجزيرة في وقت سابق لناطق رسمي بإسم التنظيم بالإضافة إلى كونها منبرا إعلاميا لتنظيم الإخوان المسلمين. الدور الإعلامي الأبرز لقناة الجزيرة هو مساهمتها فيما يسمى الربيع العربي والترويج للديمقراطية في الوطن العربي مع إستثناء قطر من حملة الترويج للديمقراطية. فعلى سبيل المثال لم تنتقد قناة الجزيرة الحكم على الشاعر القطري محمد بن الذيب العجمي بالمؤبد تم تخفيضها لاحقا للسجن 15 عاما ثم إطلاق سراحه بسبب قصيدة فهم منها الإسائة إلى رموز الدولة.
قناة العربية والتي لا تقل نفاقا وإزدواجية عن قناة الجزيرة القطرية كانت عبارة عن محاولة من جهات سعودية خاصة أن تنافس بواسطتها قناة الجزيرة هي أيضا مما يمكن أن يطلق عليه إعلام موازي حيث أنها تتبنى الموقف الحكومي الرسمي على الرغم من أنها رسميا لا تتبع وزارة الإعلام أو أي جهة إعلامية حكومية في المملكة. قناة العربية نشرت وبتاريخ 29\نوفمبر\2012 خبر بعنوان:"قطر تحكم بالسجن المؤبد على شاعر بسبب قصيدة," ولكنها في الوقت نفسه تجاهلت الحكم بعشرة سنين على البروفيسور في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, خالد الماجد, بسبب موضوع عنوانه:"ماذا لو قال السعوديون الشعب يريد اسقاط النظام," على الرغم من أنه مؤخرا تم تشكيل لجنة على أعلى مستوى لمكافحة الفساد قامت بإعتقال العشرات من الشخصيات العامة من وزراء سابقين وموظفين حكوميين بارزين بل وأصحاب سمو ملكي وتم إسترداد مئات الملايين من الريالات كأموال سائلة وعقارات وأسهم في شركات داخل وخارج السعودية, فهل سوف يتم إطلاق سراح البروفيسور خالد الماجد والإعتذار له وتعويضه بعد أن تبين صواب كل كلمة ذكرها في موضوعه.
قناة العربية تطلق على ضحايا المظاهرات ضد جيش الإحتلال الصهيوني في فلسطين لقب قتلى وليس شهداء وتقوم بمهمة مماثلة لما تقوم به قناة الجزيرة من الترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب بالإضافة إلى ما يشبه الصمت عن قرار ترامب الذي إتخذه مؤخرا الإعتراف بالقدس عاصمة لدولة كيان الصهيوني المحتل. كما أنها لا تتوانى عن نشر وتضخيم الأخبار السلبية المتعلقة بفلسطين أو السلطة الفلسطينية أو حتى تنظيم حماس, وهي في الأخيرة تناكف قناة الجزيرة القطرية التي جعلت من دعم جماعة الإخوان المسلمين وتنظيماتهم الفرعية من ضمن أولوياتها. تتبارى قنوات إعلامية كالجزيرة والعربية في تتبع حركات يد المايسترو الأمريكي خصوصا قناة الجزيرة التي قامت بنشر خريطة صهيونية لدولة فلسطين وذالك في أثناء دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في قطر سنة 2011. كما أنه لم يسلم من عنتريات قناة العربية حتى الصحفي البريطاني روبرت فيسك الذي لا تماشي كتاباته الهوى السعودي فيتم التشهير به وإتهامه بالعلاقة المباشرة مع زعيم تنظيم القاعدة بينما يتم تجاهل صحفي كعبد الباري عطوان الذي كان يجري مقابلات مع أسامة إبن لادن ويلتقيه بشكل متكرر بينما في الوقت نفسه تبحث عشرات أجهزة المخابرات عن زعيم تنظيم القاعدة ولا تتمكن حتى من إيجاد مجرد طرف خيط يدل عليه.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment