هناك ثغرات عديدة في رواية انتحار الزعيم النازي أدولف هتلر لا يمكن تصديق الرواية كما هي. الرواية الرسمية التي يرغبون في أن يجعلوا الجميع يصدقونها أن هتلر إنتحر في مخبئه رفقة عشيقته إيفا براون التي تزوجها قبل ساعات من انتحار هما معا ثم أخرج أتباع هتلر الجثتين وأحرقوها في حفرة أمام المخبأ الذي كان يقع أسفل مبنى المستشارية في العاصمة برلين.
ولكن لماذا هناك من يحاول إخفاء الرواية الحقيقية أو أنه يحاول توجيه الرأي العام في إتجاه معين. هتلر ليس أول مجرم حرب وديكتاتور تتعاون معه الولايات المتحدة أو تعقد معه صفقة. أسامة بن لادن كان بطلا ومقاتل من أجل الحرية وكان يلتقي مع مستشار الأمن القومي زيغينو بريجينسكي أكثر من الرئيس الأمريكي نفسه. رونالد ريغان إستقبل الإرهابيين في البيت الأبيض وأطلق عليهم لقب مقاتلي الحرية. هناك الكثير من الحديث عن إستقبال أشخاص في البيت الأبيض وضعت على رؤوسهم جوائز مالية ضخمة بسبب اتهامهم بالإرهاب.
هتلر وكبار قيادات الحزب النازي الذين لم يعثر لهم على أثر بعد سقوط العاصمة برلين كانوا يعرفون الكثير مما يثير اهتمام الولايات المتحدة ودول أخرى الحصول عليه. كنوز وتحف ولوحات فنية سرقت من متاحف أوروبا بما فيها اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس كانت مخبأة في أماكن سرية في أعماق الغابات والكهوف في ألمانيا, هولندا, النمسا وبولندا. هناك قطار الذهب النازي الذي يشاع على نطاق واسع أن النازيين أخفوه في أحد الأنفاق في بولندا ولم يعثر عليه الى الأن. هناك أسرار حربية عسكرية ووثائق مشاريع أسلحة كان الحلفاء يتسابقون للحصول عليها.
الطائرة الأمريكية الشبح إف-١١٧ حصلت على فكرتها الولايات المتحدة من ألمانيا حيث أجرى الجيش الألماني فعلا عدة طلعات تجريبية للطائرة هورتون-٢٢٩ والتي نجح الجيش الأمريكي في الإستيلاء على نماذج سليمة منها أثناء تقدمه داخل الأراضي الألمانية. الصواريخ البالستية المجنحة وصواريخ الكروز مثل توماهوك فخر الصناعة العسكرية الأمريكية كانت عبارة عن استنساخ مشروع في-2(V2) الذي استخدمه الجيش الألماني بنجاح في الحرب العالمية الثانية خصوصا ضد مدن مثل لندن. المدفع العملاق بعيد المدى الذي كان يعمل عليه العراق خلال فترة حكم صدام حسين ونجح في إجراء تجارب أولية ناجحة, ولكن المشروع توقف بسبب العقوبات الدولية بعد سنة ١٩٩٠-١٩٩١ وإغتيال العالم الرئيس المسؤول عن المشروع الكندي جيرالد بول سنة في بلجيكا تاريخ ٢٢/مارس/١٩٩٠. مشروع المدفع العملاق كان عبارة عن نقل فكرة ألمانية تحت مسمى في-3(V3).الطائرة الحربية النفاثة مسرشميت مي_٢٦٢ التي كانت تعتبر أول طائرة عسكرية حربية تستخدم محرك نفاث إنتقلت مع مخططاتها والعلماء الألمان الى الولايات المتحدة التي لم تكن تملك ولا أي دولة من دول الحلفاء تلك التكنولوجيا. المثير للاستغراب ما نشرته بعض البرامج الوثائقية عن العثور على مواقع عسكرية ألمانية كانت تجري فيها تجارب على مركبات تطير باستخدام تضاد الجاذبية الأرضية(Anti-Gravity) تماثل تلك المستخدمة في مركبات كائنات فضائية مجهولة(كما يقال) ظهرت في مواقع مختلفة.
التقدم العسكري الألماني والتكنولوجيا الألمانية خلال تلك الفترة الزمنية كانت متقدمة للغاية أكثر من أي دولة أخرى. تكنولوجيا طائرات الشبح(الإخفاء) كانت ردا على الكشف عن إمتلاك بريطانيا تكنولوجيا الرادار التي حاولوا إخفائها بالحديث عن المراقبين الجويين ذوي حاسة البصر الحادة بسبب تناولهم الجزر. هناك الكثير من الحديث عنه حول ذلك الموضوع.
السؤال هو هل سوف تسمح الولايات المتحدة بمقايضة كل ذلك مقابل حياة بضعة رجال حتى لو كانوا مجرمين متهمين بإرتكاب جرائم حرب وخصوصا ضد اليهود؟ رؤوس الأموال اليهودية في مصارف وول ستريت مولت هتلر وكان هناك تعاون بين شركات المانية وأمريكية في مجال نقل التكنولوجيا الصناعية والعسكرية. بنوك سويسرا خصوصا بنك التسويات الدولي قبلت تسوية دفعات وحسابات شركات المانية مقابل سبائك ذهبية كانت عبارة عن الذهب المستولى عليه من بنوك أوروبية سيطر عليها الجيش الألماني عسكريا. كما أن مصدر تلك السبائك هو الذهب المصادر من اليهود والذي كانوا يقتلعون حتى الأسنان الذهبية من جثث اليهود ضحايا معسكرات الإعتقال.
الرواية السائدة عن إنتحار هتلر وعشيقته إيفا براون أنهم تناولوا كبسولات السيانيد ثم أطلقوا الرصاص على رؤوسهم من مسدس حربي. الحقيقة أن هتلر انتحر بإطلاق الرصاص على رأسه من مسدسه وتناولت إيفا براون كبسولات السيانيد. التناقض أنه في أحد روايات لحظات هتلر الاخيرة التي كتبها أحد المؤرخين المعتبرين أن مجموعة من القيادات النازية التي كانت مجتمعة خارج غرفة هتلر في مخبئه المحصن وبعد دخول هتلر وإيفا براون وبعد مرور أكثر من ربع ساعة لم يسمعوا صوتا, دخلوا الغرفة حيث عثروا على هتلر منتحرا بطلقة في الرأس, وأما إيفا براون فقد تناولت كبسولة السيانيد الذي كانت رائحته تملأ الغرفة. كما أنهم عثروا على مسدس أخر على الأرضية لم تستخدمه إيفا براون لأن كبسولات السيانيد مفعولها فوري ولا تمنح من يتناولها أي فرصة.
رواية أخرى لأحد المؤرخين الذين عاشوا فعليا في حقبة حكم هتلر و عاصروا الأحداث لديه رواية أخرى هي المهيمنة التي روجت لها وسائل الإعلام. هتلر وإيفا براون دخلوا الى الغرفة الساعة الثالثة ظهرا بعد وقت قصير من عقد قرانهم رسميا ثم سمعوا صوت إطلاق رصاص فدخلوا الغرفة وعثروا على هتلر منتحرا بطلقة في الرأس بينما تناولت إيفا براون كبسولة السيانيد. الفرق بين الروايتين أمران مهمان: الأول صوت الرصاص, بينما الثاني هو العثور على مسدس واحد فقط يعود الى هتلر.
الفرق بين الروايتين رئيسي ولا يمكن تجاهله. الرواية الأولى ورد ذكرها في كتاب المؤرخ الألماني وليام شاير "صعود وسقوط الرايخ الثالث" متوفر على الإنترنت مترجما والعنوان باللغة الإنجليزية "The Rise and Fall of the Third Reich". بينما الرواية الثانية تعود الى المؤرخ البريطاني السير ايان كيرشو وعنوان الكتاب هتلر"Hitler." إن وسائل الإعلام تتجاهل الحديث عن ذلك ودائما تحاول فرض رواية وحيدة واحدة عن لحظات هتلر الأخيرة في محاولة إخفاء الحقائق عن الرأي العام. هناك كتاب ثالث يتحدث عن هروب هتلر وكبار مساعديه واختبائهم في مقاطعة باتاغونيا الأرجنتينية التي تقع على الحدود بين الأرجنتين وتشيلي وهروب مجموعة أخرى واختبائهم في البرازيل خصوصا مدير مكتب هتلر مارتن بورمان. "الذئب الرمادي, هروب أدولف هتلر" هو عنوان الكتاب تأليف سيمون ديستان و جيرارد ويليامز. الكتب الثلاثة تستحق القراءة لأنها تحكي قضية مثيرة للجدل الى يومنا هذا, حقبة غامضة من تاريخ الحرب العالمية الثانية مازالت الى يومنا هذا تثير الجدل والتساؤلات.
تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment