Flag Counter

Flag Counter

Monday, July 12, 2021

حركة طالبان الأمريكية تستولي على أفغانستان

قدَّمَ تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يرأسه أسامة بن لادن خدمة لا تقدر بثمن قبل 9/11 بيومين وذلك بإغتيال القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود. أسد بانشير الذي قاتل ضد السوفيات وحركة طالبان وكان سوف يقاتل ضد الأمريكيين أو أي محتل أجنبي كان يعتبر بطلا قوميا في أفغانستان وإغتياله قدَّمَ للولايات المتحدة خدمة لا تقدر بثمن. أحداث 9/11 كانت هي الذريعة التي دخلت بموجبها الولايات المتحدة الى أفغانستان وظهر مفهوم الحرب على الإرهاب. إن سيناريو التدخل الأمريكي في الدول العربية والإسلامية أصبح معروفا ويتخذ نموذجا مكررا حيث يتم ارسال تنظيم القاعدة أحد البلدان حيث يقوم بعمليات ضد المصالح الأمريكية وباقي الحكاية معروفة. هناك نموذج آخر هو تمكين الإخوان المسلمين من كرسي الحكم غالبا عبر إنقلاب عسكري ثم التدخل بذريعة حماية المسيحيين والأقليات كما حصل في السودان. 

الولايات المتحدة أعلنت مؤخرا بداية انسحاب قواتها من أفغانستان وقريبا سوف يلحق بها جميع حلفائها الغربيين الآخرين وحركة طالبان تستولي بوتيرة متسارعة على المزيد من المناطق في أفغانستان وتحيط قواتها العاصمة كابل في انتظار لحظة الصفر من أجل الإستيلاء عليها. القوات الأمريكية وفي استنساخ السيناريو العراقي مع حركة داعش والاستيلاء على الموصل, بدأت بإخلاء قواعدها العسكرية بدون إتلاف معدات وأجهزة عسكرية. في تقرير محطة سكاي نيوز أن حركة طالبان استولت في قاعدة أمريكية سابقة على أكثر من 900 قطعة سلاح فردي وعشرين عربة همفي مدرعة وشاحنات وقذائف هاون وذخائر. الهجوم النهائي على العاصمة كابل سوف يتم بواسطة أسلحة أمريكية وسوف تقيم طالبان حكومة في أفغانستان ويعترف بها المجتمع الدولي. 

إن التواجد الأمريكي في أفغانستان يرجع الى ثلاثة أسباب أساسية: السبب الأول هو مخزون أفغانستان من مادة الليثيوم الذي تزيد قيمته عن تريليون دولار. ولمن لا يعرف فإن مادة الليثيوم أساسية في صناعة البطاريات خصوصا الكهربائية والهواتف الذكية والحواسيب اللوحية والكمبيوترات. السبب الثاني هو أن أفغانستان تعتبر أكبر مصدِّر أفيون في العالم حيث يتم زراعة نبات الخشخاش. إن مادة الأفيون تعتبر حيوية في الصناعات الدوائية ولكن في الوقت نفسه فإن زراعة نبات الخشخاش يعتبر غير قانوني في دول غربية.  السبب الثالث له علاقة بخط أنابيب نفط وغاز من المفترض أن يمر من أفغانستان ويعتبر مهما للولايات المتحدة.

ولكن هناك سبب رابع قد لا يلتفت إليه الكثيرون وهو أن أفغانستان سوف تتحول الى قاعدة خلفية من أجل شن حرب ضد روسيا, الصين وإيران. طالبان حركة سنية متشددة وهي تعتبر نفسها معادية للشيعة الإثني عشرية حيث هناك أقلية من الهزارة الشيعة في منطقة هزاراجات خصوصا مدينة باميان التي تعتبر عاصمتهم التقليدية. وقد قامت طالبان خلال فترة حكمها بإضطهاد وقتل عدد كبير من أفراد الهزارة حيث يخيِّمُ شبح المذابح العرقية على أفغانستان مرة أخرى لو عادت حركة طالبان الى الحكم وسيطرت على أفغانستان مرة اخرى. إيران سوف تتدخل من أجل حماية الشيعة في أفغانستان ومن أجل تأمين ساحتها الخلفية من عمليات تدخل محتملة. الصين وروسيا قلقتان من إعادة استنساخ سيناريو الحرب الروسية-الأفغانية وهو سيناريو نال الرضى من الولايات المتحدة حين تم إستخدامه في ثمانينيات القرن العشرين. 

يقول رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل:"في السياسة, ليس لديك أصدقاء دائمون وليس لديك أعداء دائمون, بل مصالح دائمة." وتلك قاعدة تعمل عليها الولايات المتحدة التي حاربت طالبان تحت مسمى محاربة الإرهاب والأن تقوم على تسليحها بطريقة غير مباشرة حتى تلعب طالبان دور ميليشيا أمريكية في منطقة أسيا. حركة طالبان هي حركة في ظاهرها الإسلام تتبنى أفكارا متشدِّدَة تحرِّمُ التصوير وتعليم الفتيات وسماع الموسيقى وتعتبر الأثار أصناما وتعمل على هدمها. أفغانستان سوف تعود عشرات السنين الى الوراء وتتحول مرة أخرى الى ساحة صراع بالوكالة بين مختلف الدول حيث سوف يدفع الشعب الأفغاني الثمن.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment