Flag Counter

Flag Counter

Monday, July 26, 2021

إيمانويل ماكرون يعلن عن إحياء محاكم التفتيش الفرنسية

في فيديو منشور على موقع يوتيوب حيث يتحدث قسيس فرنسي الى أتباعه في أحد الكنائس و يحذِّرهم فيه من سيطرة المسلمين على فرنسا وأنه يجب محاربتهم والتصدي لهم. ومن المعروف أنَّ فرنسا التي تعتبر قلعة كاثوليكية في أوروبا تعتبر من أشدِّ الدول في محاربة الإسلام والمسلمين الذين يبلغ تعدادهم 5 مليون مسلم فرنسي أغلبهم ترجع أصولهم الى المغرب العربي. وقد أقرَّ البرلمان الفرنسي مؤخرا قانون مكافحة الإنفصالية وهو قانون يهدف الى محاربة الإسلام في قضايا مثل الحجاب ومراقبة المساجد والحفاظ علة قيم العلمانية الفرنسية وضمان الإلتزام بها.

الهدف من القانون الذي أقرَّه البرلمان الفرنسي بصيغته النهائية هو المزايدة على اليمين الفرنسي حيث يقترب موعد الإنتخابات الرئاسية والبلدية الفرنسية. إن حماية قيم العلمانية الفرنسية ليست ذريعة يختبئ خلفها الرئيس الفرنسي وماتم الإعلان عنه هو محاكم تفتيش كنسية فرنسية. في الولايات المتحدة وهي تفصل الدين عن الدولة رسميا, لم تتأثر قيم العلمانية والحريات مع تنوع الخريطة الديمغرافية خصوصا وجود جالية عربية وإسلامية كبيرة لها مراكزها الثقافية ومساجدها التي تحولت الى مراكز إغاثة وإيواء خلال إعصار ضرب ولاية تكساس بينما أقفلت الكنائس أبوابها.

فرنسا دولة لديها تاريخ استعماري طويل في الوطن العربي, آسيا وإفريقيا. الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك اعترف في مقابلة له أن نسبة كبيرة من الأموال الموجود في المحفظة الفرنسية(الصندوق السيادي) في إستغلال الثروات في دول إفريقية منذ مئات السنين. قوات فرنسية متواجدة حاليا في عدد من دول إفريقيا ومنها مالي وإفريقيا الوسطى بسبب احتياطيات من اليورانيوم حيث تعتمد فرنسا بشكل رئيسي على المفاعلات النووية في إنتاج الكهرباء. فرنسا تستخدم مكافحة الإرهاب من أجل التدخل في شؤون مستعمراتها السابقة وتعتبر نفسها وصية على حياتهم السياسية والاختيارات التي يقومون بها. وإذا أضفنا الى كل ذلك إتفاقيات التجارة الحرَّة الغير منصفة والغير عادلة, سوف نكون أمام وصفة كارثية مؤكدة عناصرها الفقر, البطالة, الإرهاب والهجرة الغير شرعية.

إنَّ الديمغرافية الفرنسية تعاني من قلة معدَّل المواليد ولكنَّ ذلك ليست مشكلة المسلمين بل عبارة عن تراكم مشكلات يرفض الإعلام والسلطات في فرنسا الإعتراف بها. الأوضاع الإقتصادية أحد تلك المشكلات ولكنَّ إنهيار القيم الأسرية هي أهم مشكلة تعاني منها فرنسا وجميع الدول الغربية. إن مفهوم الزواج والأسرة في الغرب قد إنصاع للعولمة والإيقاع السريع للحياة العصرية. كما أن النسوية وإنتشار الشذوذ الجنسي من العوامل التي ساهمت في تفاقم المشكلة. لقد ساهم تعزيز مفهوم استقلالية المرأة في المجتمع الفرنسي وإعطاء ذلك أولوية على الزواج وتكوين أسرة الى تراجع ديمغرافي في معركة محسومة نتائجها سلفا مع العرب والمسلمين الذين يصفهم الإعلام الفرنسي انهم يتكاثرون مثل الأرانب. ولكن ذلك تسطيح يقوم به الإعلام الفرنسي والغربي في محاولة لإخفاء الحقيقة, فرنسا بعد جيل أو جيلين لن تكون كما هي فرنسا الأن. عقارب الساعة تدُق والزمن لا يمكن الرجوع به الى الوراء.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment