Flag Counter

Flag Counter

Saturday, July 31, 2021

في مصر, الشعب والجيش إيد وحدة ضد الإخوان المسلمين

استولى الإخوان المسلمون على السلطة في مصر خلال أحداث الربيع العربي عندما أدركوا أنها فرصة مناسبة من أجل القيام بذلك. فقد سارع خيرت الشاطر الرجل القوي في تنظيم الإخوان المسلمين في مصر الى زيارة الولايات المتحدة في محاولة عقد تفاهمات مع الإدارة الأمريكية من أجل مساعدتهم على تحقيق ذلك الهدف. ولقد كان ذلك يناسب الولايات المتحدة التي كانت متخوفة من تصاعد المد اليساري والذي كان بالتأكيد يشكل خطرا على مصالحها في المنطقة. وقد قامت وفود من الإخوان في وقت لاحق بزيارات الى الولايات المتحدة حيث التقت شخصيات من الكونجرس والإدارة الأمريكية. 

وقد قدَّمَ حزب الإخوان المسلمين في مصر مجموعة من الوعود سرعان ما نقضوها جميعها. أول تلك الوعود كانت عدم سعيهم الى تحقيق أغلبية برلمانية ولكن حزب الحرية والعدالة(الإخوان) فاز بعدد 235 مقعد(47%) وحزب النور(سلفي) بعدد 96 مقعد(24.29%) أحزاب سلفية أخرى بعدد أقل من المقاعد. كما سيطر الإخوان المسلمون إنتخابات مجلس الشورى. ثاني تلك الوعود هو أنه لن يكون لديهم مرشح للرئاسة ولكنهم رشحوا خيرت الشاطر ومحمد مرسي بديلا له. القوى الوطنية المصرية لم تتفق على مرشح واحد حيث تشتت أصواتهم بين أربعة مرشحين حيث قام الإخوان المسلمون بتوزيع صكوك دخول الجنة لكل من يصوِّت للمرشح محمد مرسي وطرود غذائية على سبيل الرشوة المستترة وإستغلال منابر المساجد للدعاية الإنتخابية. 

الإخوان المسلمين لم ولن يكونوا جاهزين من أجل حكم دولة ولم تكن لديهم أي مخططات اقتصادية, إجتماعية أو سياسية من أجل النهوض بالدولة المصرية وتحقيق آمال وتطلعات الجماهير التي انتخبتهم خصوصا الليبراليين الذين كانوا متخوفين من عودة النظام السابق من خلال المرشح أحمد شفيق. فقد سارعوا إلى التمكين من مفاصل الدولة المصرية من خلال أخونة الوزارات والإدارات الحكومية ومحاولة السيطرة على الجيش والشرطة من خلال إرسال عناصر تدين بالولاء لهم الى الكلية الحربية وتعيين نائب عام جديد موالي للإخوان. محمد مرسي(الإستبن) سارع الى إقامة المشير طنطاوي ونائبه عنان والغاء الإعلان الدستوري الذي وضعه المجلس العسكري وأحلَّ محلَّه إعلانا دستوريا منح نفسه صلاحيات مطلقة وحصَّنَ قراراته من نقضها أمام المحاكم المختصة وإستمر في نهج الإجتماعي والإقتصادي النيوليبرالي الذي يتعارض مع مصلحة غالبية الشعب المصري. 

الإخوان المسلمين قاموا بعملية نهب منظَّمة للدولة المصرية حيث فرضوا الضرائب على الشعب المصري وتسولوا التمويل من صندوق النقد الدولي بعد أن عارضوا ذلك خلال عهد مبارك لأن قرض صندوق النقد الدولي هو ربا والله حرَّمَ الربا والإخوان بيعرفوا ربنا أكثر من الأخرين. محمد مرسي والذي كان عضوا في البرلمان القى خطبة عصماء عارض من خلالها قرض صندوق النقد الدولي ولكنها ازدواجية الإخوان ونفاقهم. ولأن الإخوان بيعرفوا ربنا فقد كانت أولوياتهم تمديد العمل بتراخيص الكازينوهات والملاهي الليلية ثلاثة سنين بدلا من سنة واحدة كما في السابق. ولأنهم وطنيون حتى النخاع فقد حاولوا تدويل قناة السويس وبيع مقدرات مصر من خلال مشروع الصكوك المشبوه وسمحوا بتركيب أجهزة تجسس الكترونية متقدمة على الحدود مع دولة الكيان الصهيوني ومارسوا الضغوط على حركة حماس في قطاع غزة من أجل عقد هدنة مع الكيان الصهيوني.

وحتى أكون أكثر تفصيلا بخصوص الملف الإقتصادي خلال سنة واحدة من حكم محمد مرسي فقد ازدادت نسبة الفقر والبطالة الى أكثر من 33% أغلبهم من الشباب حملة الشهادات المتوسطة والعليا, ازدادت الديون الخارجية من 34 الى 45 مليار دولار وارتفع الدين المحلي الى 365 مليار جنيه مصري. كما أن نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر وصلت الى 50%. ولم يكتفي الإخوان بذلك بل سلطوا ميليشات مسلحة ضد معارضيهم وازدادت حالات الإعتقال وحالة الفلتان الأمني وأصبح حكم الإخوان المسلمين مصدرا للفوضى وانعدام الأمن مما أدى الى شبه شلل في الحياة الاقتصادية خصوصا بعدما تبين أنَّ مشروع النهضة الإقتصادي هو مدرَّد كذب وبروباغندا رخيصة.

إن ما حصل في مصر خلال 30 حزيران/يونيو في الذكرى السنوية لتنصيب محمد مرسي رئيسا هو أن حركة تمرد نجحت في جمع أكثر من 22 مليون توقيع موثق طالبوا بتنحي محمد مرسي من منصبه وخرجت مظاهرات ضخمة مما أدى الى تدخل الجيش الذي انحاز الى صالح الشعب حتى لا يفقد الجيش نفسه شرعيته. إن ما حصل في 30 حزيران/يونيو هو أن الشعب المصري قد إكتشف كذب الإخوان وخداعهم الشعب المصري وأجنداتهم وعملهم ضد مصلحة الدولة المصرية بالتعاون مع الولايات المتحدة حيث نادت مظاهرات بوقف التدخل الأمريكي في مصر. إن محمد مرسي والإخوان المسلمين قدموا للولايات المتحدة خدمات جليلة في مصر لم يتجرأ على تقديمها حسني مبارك كل تلك السنين حيث حاولت الولايات المتحدة إنقاذ حلفائها في مصر ولكن الشعب والجيش في مصر كانوا قد قالوا كلمتهم.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment