البالغون الأطفال(Kindults)

هناك مصطلح مثير للإهتمام ظهر في علم الإجتماع وهو البالغون الأطفال(Kindults) وهم البالغون في أعمارهم ولكنهم يعيشون بقلب طفل صغير. وفي علم النفس هناك متلازمة بيتر بان(Peter Pan Syndrome) مشتقَّة من المسلسل الكرتوني الشهير بيتر بان والتي يعتبر مطرب البوب الأمريكي مايكل جاكسون أحد أشهر المصابين بها. فقد صرَّحَ بأنه لا يرغب في أن يكبر أبدا ولذلك كان يعيش بجسم رجل بالغ ولكن تفكير وتصرف طفل صغير وضمن ذلك الإطار يمكن تفسير تصرفاته مع الأطفال والتي تم إتهامه فيها بالتحرش وهي تصرفات بالطبع غير مقبولة ولكنها أخرجت من إطارها بسبب رغبة وسائل الإعلام في إثارة الرأي العام. 

إن تصرفات الأشخاص البالغين الذين لديهم دائرة اهتمامات معينة في إطار أقل من مستوى أعمارهم لا تعتبر حالة طبيعية في علم النفس. ولعل الكثيرين يعزون نجاح أفلام كرتونية شهيرة مثل شريك(Shrek) وهاري بوتر(Harry Potter) الى معجبيها ومتابعيها من البالغين الأطفال. كما أنه من الملاحظ أن نسبة مؤثرة من زوار أماكن الترفيه مثل ديزني لاند هم من البالغين الأطفال والذين لا يزورونها برفقة العائلة بل أصدقائهم من ذوي الاهتمامات المشتركة. حتى أن تصرفات البالغين الأطفال تشمل ألعاب الفيديو على منصات بلاي ستيشن وإكس بوكس وغيرها حيث يتابعون باهتمام الألعاب التي تعتبر امتدادا لأفلام كرتون مشهورة مثل شريك(Shrek). حتى في أعياد ميلادهم أو في مناسبات مثل الهالوين, يمكن ملاحظة ارتداء الأشخاص البالغين أزياء مثل سبايدر مان وشخصيات كرتونية شهيرة. 

إن شركات صناعة التسلية والترفيه إستغلَّت كل ذلك وإستمرت في تحقيق الأرباح الطائلة من مبيعات الأفلام وألعاب الفيديو وكل المنتجات التي من الممكن أن نضعها في إطار متلازمة بيتر بان أو البالغين الأطفال. إن شركات صناعة التسلية والترفيه لم تتوقف مع الشخص بمجرد انتقاله من مرحلة عمرية هي طفل أو مراهق الى بالغ بل استمرت في إعتبار ذلك الشخص أشبه بالبقرة الحلوب حيث لا بد من الإستمرار في تحقيق الأرباح. لقد أصبح من الشائع أن نجد أشخاصا بالغين يقرأون روايات هاري بوتر أو يشاهدون أفلام كرتون حيث قامت شركات الإنتاج السينمائي بإنتاج نسخ معاصرة من أفلام مثل بيتر بان حتى تناسب زبائنها من البالغين الأطفال.

نحن نعيش في عصر السرعة وذلك يشمل كل جوانب الحياة بداية من العاب الفيديو ومطاعم الوجبات السريعة مرورا بتأليف كتب خلال فترة قد لا تستغرق أسبوعا واحدا والحصول على المعلومة من شبكة الإنترنت. حتى الأطفال يكبرون بسرعة حيث يكون الآباء غير قادرين على التكيف مع ذلك أو فهم كيفية التعامل مع تلك المرحلة العمرية التي توصف بأنها حرجة. هناك الكثير من الأطفال الذين يتم زجُّهم في آلة صنع النقود الرأسمالية التي لا ترحم حيث يتم إنتهاك طفولتهم وحرمانهم من العيش حياة طبيعية تتناسب مع المرحلة العمرية التي يمرون بها وذلك يشمل برامج تلفزيون الواقع  وبرامج مثل Kids Got Talent, منافسات الرقص للأطفال, ملكة جمال الأطفال(child beauty pageant) حضور مباريات المصارعة الحرَّة والمنافسات الرياضية العنيفة وغيرها الكثير والتي تساهم بشكل كبير في صناعة البالغين الأطفال في المستقبل وذلك حتى تستمر الرأسمالية وأدواتها في صنع المال وحصد الأرباح.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية