Flag Counter

Flag Counter

Sunday, July 4, 2021

العرب لم يحتلوا الأندلس

هناك أسطورة يروج لها دعاة الإستشراق والاستهبال والتعصب الديني المسيحي في الكنيسة الغربية و سياسيين غربيين من المصابين برهاب الإسلاموفوبيا ممن يستغلون جهل العامة بأن المسلمين(العرب) احتلوا الأندلس. وبالطبع كل فئة لها هدفها وغايتها, السياسيون هدفهم أصوات إنتخابية ودعاة التعصب الديني هدفهم النفوذ وأموال التبرعات. وأما بالنسبة الى شراذم الإسلاموفوبيا فهدفهم زيادة حصيلة مداخيلهم من بيع الكتب وإلقاء الخطب والمحاضرات.

حين سأل أحد الجنود الفرنسيين نابليون بونابرت قبل اندلاع معركة «واترلو»: هل الله معنا الكاثوليك أم مع الإنجليز البروتستانت ، فقال له نابليون: «الله مع أصحاب المدافع الأكبر». وحين سقطت باريس سنة 1940, زار هتلر قبر نابليون بونابرت و انحنى له بكل احترام قائلاً له : “عزيزي نابليون، سامحني لأني هزمت بلدك .. لكن يجب أن تعرف أن شعبك كان مشغولاً بقياس أزياء النساء بينما شعبي كان مشغولاً بقياس فوهات المدافع والبنادق” .

القضية لا يمكن قياسها بأن العرب الغرباء قاموا بغزو إسبانيا وفرضوا الدين الإسلامي بالقوة الى آخره من تلك المصفوفة المكرَّرة المملة التي يرددها بعضهم ممن لا يرى من الدنيا إلا القشور. لايمكن أن يفرض دين بالقوة والدليل انه على الرغم من الإجرائات التي قامت محاكم التفتيش باتخاذها في الأندلس ضد المسلمين إلا أن ذلك لم يقضي على العرب وعلى المسلمين. الحروب التي يصفها المؤرخون بأنها حروب إسترداد ليست إلا نزاعات وحروب أهلية حيث أن الكثير من أهل إسبانيا قد دخلوا الدين الإسلامي وكثير من العرب والمسلمين اندمجوا في البيئة المحلية ونشروا الإسلام مما زاد من قوَّتهم وبقية الحكاية أن المسلمين في الأندلس عندما نزعوا الى الترف وحياة المدنية وإنشغلوا عن الإهتمام بسلاحهم, قويت شوكة عدوهم وخصومهم. 

إن حال المسلمين في الأندلس منذ دخول عبد الرحمن الداخل(صقر قريش) ثم فترة حكم المنصور بن أبي عامر والتي أعقبتها حقبة حكم ملوك الطوائف لم تكن إلا تنازعا وتقاتلا حيث كانت النزاع بين القيسية واليمانية ثم تنازع ملوك الطوائف فيما بينهم وكانوا يستعينون على بعضهم بقوات الممالك النصرانية في إسقاط على واقعنا الحالي وحكم ملوك الطوائف المعاصرين ثم سقوط آخر معاقل المسلمين في الأندلس في غرناطة سنة 1492م. يذكر لنا العهد الجديد من الكتاب المقدس أن يسوع المسيح تحدَّث موجها كلامه الى تلميذه بطرس في متى(26:52):"رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!" المسلمون في الأندلس نشروا الحضارة والعلم وثقافة التسامح ولم يقيموا محاكم تفتيش للمسيحيين ولم يملئوا سراديب السجون بهم بل قاموا ببناء الجامعات والمستشفيات واهتموا بالتعليم وكانت اللغة العربية علامة على مستوى مرتفع من الثقافة والعلم لمن يتحدث بها من مسيحيين الأندلس.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment